على الرغم من فوائده الكثيرة إلا أن المختصين في هذه الممارسة يحذرون من أن العلاج بالغابات، الذي يُعرف أيضًا باسم حمام الغابات لا يشفي الأفراد وإنما هو وسيلة لتحسين الرفاهية بشكل عام.
التجول في الغابة قد يكون بالنسبة للكثير فرصة للتأمل والتواصل مع الطبيعة لكن لدى البعض الآخر هو علاج نفسي، العلاج بالغابات يتمثل في المشي في الغابة واستغلال مواردها التي تعد مصدرا حقيقيا للصحة العقلية والجسدية الجيدة.
هذا النوع من العلاج بدأ ينتشر بشكل كبير في بلجيكا حيث تدأب مجموعة من المهتمين بهذا العلاج بالتجول ببطئ في غابة أردين في جنوب بلجيكا بشكل دوري. تحيط النساء الخمس ودليلهن بالأشجار المورقة بغية حصد الفوائد الصحية من خلال التواصل المباشر مع الطبيعة.
باتريس ديغولتي قائد مجموعة العلاج بالغابات، مرشد بيئي ويمارس هذا النشاط منذ مدة ويقول إن العلاج بالغابات يقربنا من الطبيعة ويسمح لنا بالتفاعل معها. خلال جولة العلاج هذه يحاول ديغولتي الجمع بين المشي البطيء في الغابة مع تمارين التأمل.
في بعض الحالات يتداخل هذا العلاج الطبيعي مع بعض ممارسات الإسترخاء الأخرى كاليوغا ويلعب التنفس دورًا أساسيًا في الاسترخاء الجماعي.
ويشجع ديغولتي الممارسيين على الإنفصال عن العالم الخارجي من خلال تحويل انتباههم إلى الغابة وأنفسهم. ويكون الحفر في التربة ولمس بعض النباتات وحتى شمها في إطار هذا العلاج.
ويضيف ديغولتي ان كل هذه الممسارسات هي جزء من الجهد الذي يبذل من أجل العيش بشكل كامل في اللحظة الحالية بمساعدة الألوان والأصوات والروائح الموجودة في الغابات.
ويتابع ديغولتي قائلا "العلاج بالغابات بسيط للغاية. ممارستي تدور حول الحضور الكامل والوعي الكامل. الحضور الكامل يشير إلى نوعية انتباهي الموجه إلى اللحظة الحالية التي أعيشها الآن. ما الذي يجب أن أهتم به؟ الحواس، بمعنى أنا هنا في الغابة وبماذا أشعر؟ ماذا أشم من حولي؟".
اقرأ أيضا على يورونيوز:
الاتحاد الأوروبي يخفق في التوصل لاتفاق بشأن جبل طارق.. والقضية لا تزال معلقة
شاهد: تفجير مدخنة عملاقة في أستراليا باستخدام 278 عبوة ناسفة
ديغولتي هو دليل ومدرب يقدم جلسات دورية في الغابة إلى مجموعات مختلفة من الممارسين والمهتمين والفضوليين تتراوح أعمارهم ما بين 35 و 65 عاما. المهتمون بهذه الممارسة يأتون من جميع أنحاء بلجيكا وحتى من هولندا المجاورة.
وعلى الرغم من فوائده الكثيرة إلا ديغولتي يحذر من أن العلاج بالغابات، الذي يُعرف أيضًا باسم حمام الغابات، لا يشفي الأفراد وإنما هو وسيلة لتحسين الرفاهية بشكل عام. فالمعالجين بالغابات غير مؤهلين لتشخيص أو علاج مشكلات الصحة العقلية.
العلاج بالغابات أو السيلفوتيرابي Sylvotherapy باللغة اللاتنية، إسم مشتق من كلمة " سيلفا، silva" والتي تعني الخشب. ويشير المصطلح إلى طريقة علاج بديلة ولدت في اليابان للمساعدة على تهدئة العقول المقلقة وتعزيز صحة الإنسان.
في اليابان تعرف هذه الممارسة باسم شينرين يوكو، أو حمام الغابات، وهو مصطلح يصف ما هي الممارسة: الخوض في تجربة حسية مع الطبيعة، لتصبح جزءً منها، شجرة بين الأشجار مثلا.
تم الاعتراف رسميا بفوائد شينرين يوكو في أوائل الثمانينات من قبل وزارة الزراعة والغابات وصيد الأسماك في اليابان.