للإشراف على مراسم التطويب الدينية، حل بالجزائر الجمعة مبعوث البابا فرانسيس الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشو عميد مجمع دعاوى القديسين.
بعد 24 عاما من مأساة اغتيال رهبان تبحيرين الـ 7 في دير تيبحيرين بالقرب من ولاية المدية في الجزائر، تم السبت تطويب 19 راهبا كاثوليكا لأول مرة في بلد مسلم في كنيسة سيدة النجاة سانتا كروز بمدينة وهران الواقعة في شمال غرب الجزائر والتي تم افتتاحها الجمعة لإحتضان الحدث بعد ترميمها خصيصا. الرهبان الـ 19 تم اغتيالهم في الجزائر خلال العشرية السوداء.
وللإشراف على مراسم التطويب الدينية ،وهي المرحلة الثالثة من الخطوات الأربعة لعملية تقديس شخص متوفى، يتم اختياره من قبل البابا باسم الكنيسة الكاثوليكية، حل بالجزائر الجمعة مبعوث البابا فرانسيس الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشو عميد مجمع دعاوى القديسين. وقال الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشو :إن الفاتيكان يشكر الدولة الجزائرية ورئيسها بوتفليقة على تعاونهم في تنظيم مراسم تطويب الرهبان الـ 19 الذين قتلوا في الجزائر خلال العشرية السوداء".
و أضاف الكاردينال خلال مؤتمر صحفي رفقة وزير الشؤون الدينية الجزائري محمد عيسى "هذا الحدث فرصة لتجديد التزام الكنيسة، التي يمثلها أسقفي الجزائر العاصمة ووهران والتعبير عن أخوتها وصداقتها مع الشعب الجزائري".
من جهته أكد وزير الشؤون الدينية و الأوقاف أهمية هذا الحدث الأول الذي يتم تنظيمه خارج الفاتيكان وأضاف أن تطويب الرهبان الـ 19 في الجزائر يندرج في إطار "المصالحة الوطنية" وطي صفحة الماضي".
ففي الثامن من أيار/مايو 1994، قتل في حي القصبة في قلب العاصمة الجزائرية الراهب والراهبة هنري فيرجيس وبول هيلين سان ريمون الفرنسيان واللذان كانا يديران مكتبة الأسقفية في الحي.
اقرأ أيضا على يورونيوز:
- شاهد: احتجاجات السترات الصفراء في بلجيكا
- وزيرة بريطانية تؤكد ضرورة تأييد خطة ماي المتعلة بالبريكست
- ترامب يعين الجنرال ميلي رئيسا لهيئة الأركان المشتركة
وفي 23 تشرين الأول/أكتوبر، قتلت الراهبتان الإسبانيتان إيستير بانيغوا ألونسو وكاريداد ألفاريز مارتان رميا بالرصاص بينما كانتا متوجهتين للصلاة في كنيسة في حي باب الواد الشعبي في العاصمة.
في الثالث من أيلول/سبتمبر 1995، قتلت الراهبتان المالطية أنجيل ماري جان ليتلجون والفرنسية بيبيان دينيز لوكلير في طريق عودتهما من الصلاة في حي بلكور الشعبي في العاصمة.
وفي العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 1995، قتلت الراهبة الفرنسية أوديت بريفو خلال اعتداء في حي القبة في الجزائر العاصمة.
وفي ليلة 26 إلى 27 من آذار/مارس 1996، خُطف سبعة رهبان فرنسيين من دير "سيدة الأطلس" في تيبحيرين على مرتفعات المدية، على بعد ثمانين كيلومترا جنوب غرب العاصمة الجزائرية. واعلنت أعلنت الجماعة الإسلامية المسلحة أنها قتلتهم في 23 أيار/مايو 1996، وعثر الجيش الجزائري في 30 أيار/مايو على رؤوس الرهبان على طريق قرب المدية، فيما تبقي جثتهم مجهولة المكان إلى غاية اليوم.
وأثارت قضية اغتيال رهبان تبحيرين جدلا كبيرا وأثرت على العلاقات بين الجزائر وفرنسا خاصة بعد الشهادات المتضاربة والشكوك حول الرواية الرسمية الجزائرية حول ارتكاب الجماعات المسلحة الجريمة. وتعالت الأصوات المتهمة للجيش الجزائري بإغتيال رجال الدين عن خطأ وتلاعب الأجهزة العسكرية بالأدلة.