سنغافورة: أنصار تيار "الفريغانية" يستخرجون "الكنوز" من النفايات
"الفريغانية" تيار جديد يقول إنه يعي ما يراه أبرز مشاكل العصر ويدعو إلى تخفيض الاستهلاك بكل أشكاله.
ومن أنصار هذا التيار، تشتق حركة بيئية جديدة في سنغافورة، تسعى للحد من الاستهلاك بين أكوام المهملات والقمامة بحثاً عن سلع بعضها لا يزال بحالته يمكن للعمال المهاجرين إرسالها لذويهم في بلادهم كهدايا عيد الميلاد.
وحتى الطعام، لا يخجل أعضاء الحركة أن يقولوا إنهم يبحثون عنه أحياناً في المهملات.
ويتواصل النشطاء الذين يطلق عليهم اسم "الفريغانز" مع آلاف من العمال الأجانب الذين لا يستطيع الكثير منهم شراء السلع والمنتجات التي تباع في مراكز التسوق الفخمة.
وفي سنغافورة، التي ضمت مواقع التصوير الفخمة لفيلم "أثرياء آسيويون مجانين" "كريزي ريتش آشينز"، قد ينتهي المطاف بما يعتبره البعض مهملات في حاوية للشحن في طريقها لبلد أحد العمال المغتربين.
وقال كولين لاو وهو عضو في الحركة التي اجتذبت صفحتها على فيسبوك 6500 عضو من السنغافوريين والأجانب "ينبغي علينا أن نمنح ما يفيض عن حاجتنا للفقراء بدلا من رميه".
وينقب بعض أعضاء الحركة مثل لاو القمامة وسلال المهملات بحثا عن مقتنيات لإعادة استخدامها أو توزيعها على آخرين في محاولة لتوفير النقود وحماية البيئة.
**أيضاً عن الموضوع البيئي على يورونيوز: **
إعادة تدوير نفايات إنتاج الألمنيوم الأولي بطرق فعالة ومستدامة
سنغافورة تتخلص من القمامة بالحرق لكن البلاستيك ما زال مشكلة
وعادة ما يتم إحراق القمامة في سنغافورة أو شحنها لمكب في جزيرة صناعية قريبة. وتقدر وكالة البيئة الوطنية أن المكب سيمتلئ عن آخره بحلول عام 2035 قبل عقد كامل من الموعد المتوقع لذلك.
وينشر "فريغانز" صورا لما عثروا عليه ومن بين ذلك ملابس تبدو وكأنها جديدة وحلي وأجهزة إلكترونية وحقائب يد. ويوزع النشطاء ما يجدوه على العمال المهاجرين أسبوعياً.
وفي أحد تلك التجمعات قبل عطلة نهاية العام وعيد الميلاد نظم النشطاء سحباً على السلع الفاخرة والإلكترونيات التي عثروا عليها.
وصرخت غلندروسه غوريسيتا التي تبلغ من العمر 45 عاما، وهي عاملة منزلية من الفلبين في حماسة بعد أن حصلت في السحب على حقيبة يد من "لويس فيتون".
ومن بين الأغراض المستعملة الأخرى في هذا السحب حقيبة يد "كوتش" وسماعات "سوني" وهما في حالة ممتازة.
وقالت فيرجينيا أندرادي، التي تبلغ من العمر 52 عاماً، إنها تمكنت هذا العام من إرسال جهازي تلفزيون وكمبيوتر محمول لابنها وكرسيين متحركين لوالدتها وشقيقتها اللتين فقدتا قدرتهما على المشي بعد الإصابة بجلطة.
وأضافت: "منذ بدأت أرسل تلك الأشياء لبلدي لم نعد مضطرين لشراء الملابس ونستخدم النقود لشراء الطعام ودفع المصروفات المدرسية".
وتابعت أندرادي "قلت لأسرتي إن الأغراض التي يتلقونها تأتي من تبرعات وبعضها من القمامة. وهم ممتنون جدا لكولين وأصدقائه".