مباراة الإمارات وقطر... مواجهة رياضية بحسابات سياسية

يلتقي الجيران الإمارات وقطر في لقاء نصف نهائي كأس آسيا 2019 الثلاثاء على ملعب محمد بن زايد في أبوظبي وسط توترات دبلوماسية حادة تستمر منذ حزيران/يونيو 2017 بعدما قاطعت الإمارات ودول عربية تقودها السعودية علاقاتها مع الدوحة. اللقاء على أرضية الملعب لن يجري خارج الحسابات السياسية للبلدين بالرغم من الدعوات لتجنب التصعيد، خوفا من "كارثة" قد تحدث بعد المباراة. المواجهة الرياضة هذه تعد أول لقاء بين الخصمين الإقليميين منذ بداية أزمة الخليج.
المواجهة الحاسمة بين الجارين بدأت على مواقع التواصل الإجتماعي وعلى برامج بعض القنوات التلفزيونية التي اتخذت مبدأ الشحن الإعلامي والجماهيري تزامنا مع تحضيرات المنتخبين مبدأ لها ما يجعل من المباراة معركة حاسمة. نتيجة هذه اللقاء الساخن يمكن الفائز ببلوغ الدورالنهائي الذي سيكون الأول في تاريخ قطر والثاني للإمارات بعد بطولة العام 1996.
وتجري هذه المباراة المصيرية عشية تقدم الإمارات العربية المتحدة بشكوى بحق قطر لدى منظمة التجارة العالمية، قائلة إن الدوحة فرضت حظرا على المنتجات الإماراتية. وقالت الوكالة الإماراتية الرسمية الثلاثاء "إن هذه الخطوة التي اتخذتها الإمارات تأتي بعد أن قامت وزارة الاقتصاد القطرية بحظر بيع السلع الاستهلاكية المصنعة في دولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية".
وأضافت الإمارات أن قطر قامت "برفع أسماء الشركات الإماراتية من قوائم البائعين المعتمدين لمشاريع البنية التحتية، وحافظت على حظر غير معلن على المنتجات القادمة من الإمارات".
الأزمة الخليجية، القت بظلالها منذ بداية البطولة حيث منعت الجماهير القطرية من حضور البطولة وتشجيع منتخبها على المدرجات. واقتصرت مقاعد المدرجات على بعض العُمانيين المقيمين في الإمارات الذين ساندوا المنتخب القطري خلال لقاءاته سيما أمام المنتخب السعودي. وبغية بسط السيطرة الإماراتية الكاملة على البطولة وإضعاف المنتخب القطري إشترى مجلس أبو ظبي الرياضي جميع التذاكر المتبقية للمباراة ومنحها لجماهيره في محاولة لمنع بعض العشرات من العُمانيين من الوصول إلى ملعب محمد بن زايد.
اقرأ أيضا على يورونيوز:
- محققة دولية في مقتل خاشقجي لم تحصل بعد على موافقة سعودية لدخول القنصلية
- مقتل 4 أشخاص في أقوى إعصار يضرب كوبا منذ ما يقرب 80 عاما
- رئيس الوزراء الفلسطيني يقدم استقالته هو وحكومته لعباس
المشاحنات بين الجماهير الإماراتية والقطرية عى مواقع التواصل الإجتماعي دفعت بشرطة أبو ظبي إلى توخي الحذر خوفا من انتقال الفوضى إلى المدرجات وأرضية الملعب. ونشرت الشرطة تغريدة عبر صفحتها الرسمية على موقع تويتر قالت فيها: "شرطة أبوظبي تدعو الجمهور إلى التحلي بالأخلاق الرياضية والتشجيع بأسلوب حضاري داخل وخارج الملعب، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، والابتعاد عن التغريد السلبي، متمنين للجميع الاستمتاع بمشاهدة المباراة".
السجال الإلكتروني والإعلامي خارج المستطيل الأخضر حمل كذلك حملة تشكيك في قدرة قطر على تنظيم مونديال كرة القدم 2022، حيث غرد بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي بالقول "إن قطر عاجزة عن الوفاء بتنظيم منافسة كأس العالم، هل الكأس سيجعلها تخفض غرور وكبرياء الرأس وتقر بضعفها وعجزها دون جيرانها".
وكانت قطر قد أعلنت قدرتها والتزامها بتنظيم المنافسة كأول دولة في الشرق الأوسط تحصل على شرف استضافة البطولة الرياضية العالمية الأكبر في العالم.