يمين الوسط يحافظ على تصدّره في البرلمان الأوروبي الجديد واليمين المتطرف يعزز مواقعه

 يمين الوسط يحافظ على تصدّره في البرلمان الأوروبي الجديد واليمين المتطرف يعزز مواقعه
Copyright 
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

يُرجح حدوث إعادة اصطفاف للقوى الموجودة حاليا بعد انتهاء التصويت وقبل الاجتماع الأول البرلمان الجديد في الثاني من تموز/يوليو مع محاولات حثيثة ستبذلها الأحزاب القومية لاستقطاب حلفاء ينسجمون مع سياساتها (ولو بالحدود الدنيا)، وهو ما سيعزز قوة الأحزاب القومية ويزيد من حصصها في لجان المفوضية الأوروبية.

اعلان

أقلّ من ثلاثة أشهر تبّقى على موعد إجراء الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي ستتم في ظل أزمات سياسية يعاني منها الاتحاد الأوروبي، من بينها خروج بريطانيا من التكتل، وموضوع الهجرة، والتخوّفات من الركود الاقتصادي، وليس آخرها، تصاعد أسهم اليمين في بورصات السياسة لدى العديد من الدول الأوروبية، ما يمثل تهديداً لقيم التكتّل مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان.

البرلمان الأوروبي نشر اليوم "توقعات" عما ستتفرزه الانتخابات بشأن توزّع المقاعد على الأحزاب والقوى، وذلك استناداً إلى بيانات استطلاع محلية تم إجراؤها في بداية شهر شباط/فبراير الجاري، من قبل مؤسسات توصف بأنها "موثوقة".

وتنظم الانتخابات الأوروبية كل خمس سنوات في الثالث والعشرين من شهر أيار/مايو وتنتهي في السادس والعشرين منه، ويتم من خلالها اختيار 751 نائبا يمثلون الشعوب الأوروبية في البرلمان الذي يقع مقره الرئيس في العاصمة البلجيكية بروكسل والمقر الفرعي في مدينة ستراسبورغ شمال شرق فرنسا، غير أنه بعد خروج بريطانيا المقرر في التاسع والعشرين من شهر آذار/مارس المقبل، فإن عدد مقاعد البرلمان سينخفض إلى 705 مقاعد.

ويتم انتخاب النواب عن طريق الاقتراع العام المباشر لمدة خمس سنوات، وهي الطريقة المتبعة للانتخابات البرلمانية الأوروبية منذ العام 1979. وتجري الانتخابات بالتزامن في جميع دول التكتل.

وبالعودة إلى "التوقعات" بشأن نتائج الانتخابات البرلمانية الأوروبية، فإن يمين الوسط سيحافظ على مركزه باعتباره المجموعة الأكبر في المجلس التشريعي للاتحاد الأوروبي، فيما سيتقدّم اليمين المتطرف، حسبما أظهر الاستطلاع.

التحالف الديمقراطي المسيحي الألماني (تحالف الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر) بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل سيبقى أكبر تكتل، حيث سيمثله 29 مقعداً، يليه مباشرة حزب الرابطة الإيطالي الحاكم في روما والذي ينتمي لليمين المتطرف بـ27 مقعداً، ما يعكس واقعاً أوروبياً يتعاطى، بنسب متفاوتة، مع الأحزاب التي تتكئ على تأجيج المشاعر القومية كرافعة سياسية لها في مواجهة الحركات المؤيدة للاتحاد الأوروبي في أرجاء القارة.

المتحدث باسم البرلمان الأوروبي جاومي دوتش قال في مؤتمر صحفي بشأن الاستطلاع مادة الحديث: إن الانتخابات المقبلة ستكون الأهم في الاتحاد الأوروبي منذ أول انتخابات شهدها التكتل في العام 1979.

للمزيد في "يورونيوز":

الأحزاب التقليدية، وفق الاستطلاع، يتوقع لها أن تحافظ على ثقلٍ يتيح لها مواصلة التحالف مع تيار الأغلبية الوسطى الذي يميل لدعم تشريعات المفوضية الأوروبية، لكن تعزيز اليمين المتطرف لثقله بنسبة قد تصل إلى 40 بالمائة من ثقله الحالي، يعني احتكاره لـ 14 بالمائة من مقاعد البرلمان الأمر الذي سيضفي على المشهد السياسي الأوروبي القادم الكثير من الضابية.

ومن المتوقع أن يحصل حزب الشعب الأوروبي، والذي تنتمي إليه ميركل (وهو حزب سياسي أوروبي تأسس في العام 1976 من قبل الأحزاب الديمقراطية المسيحية، وتم توسيع عضوية الحزب ليشمل أحزاب محافظة وأحزاب سياسية أخرى تنتمي إلى يمين الوسط)، من المتوقع أن يحصل على 183 مقعدا، اي ما نسبته 26 بالمائة، من مقاعد البرلمان الجديد، وهذا أقل من نسبة تمثيله الحالية التى تبلغ 29 بالمائة، وذلك بناء على جمع بيانات استطلاعات وطنية من الدول الأعضاء.

تحالف الاشتراكيين والديمقراطيين المنتمين لتيار يسار الوسط، من المتوقع أن يتراجع عدد مقاعده إلى 6 نقاط وصولا إلى 19 بالمائة، وهو ما يعود جزئيا إلى خسارة المقاعد البريطانية بعد خروج المملكة المتحدة من التكتل.

ومن المرجح حدوث إعادة اصطفاف للقوى الموجودة حاليا بعد انتهاء التصويت وقبل الاجتماع الأول البرلمان الجديد في الثاني من تموز/يوليو مع محاولات حثيثة ستبذلها الأحزاب القومية لاستقطاب حلفاء ينسجمون مع سياساتها (ولو بالحدود الدنيا)، وهو ما سيعزز قوة الأحزاب القومية ويزيد من حصصها في لجان المفوضية الأوروبية.

الكثير من الملفات هي جاهزة أمام البرلمان الأوروبي الجديد، ويأتي من ضمنها، إضافة إلى ما ذكر في المقدمة، القيم الأوروبية، العدالة الضريبية، التهديدات الناجمة عن بطلان معاهدة الحد من الأسلحة النووية، التغيرات المناخية، الاستثمار، الحروب التجارية، السياسة الأمريكية الفجّة التي يديرها الرئيس دونالد ترامب والتي تتعارض، في أكثر من مكان وعلى أكثر من صعيد، مع مصالح وسياسات الاتحاد الأورويي.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

غالبيةُ الأوروبيين يتوقعّون تفكّك التكتّل في غضون 20 عاماً

البرلمان الأوروبي يتحرك لمواجهة أجواء الكراهية المتعلقة بالوسط السياسي

بتهمة استخدام شعارات نازية.. بدء محاكمة سياسي يميني في ألمانيا