لبنان والفساد.. غياب الإرادة السياسية وانتفاع الفرقاء
حملة جديدة لمكافحة الفساد أطلقها في البداية حزب الله وتوسعت لتشمل الحكومة اللبنانية المشكّلة حديثا، تأمل في اقتلاع الفساد المستشري الذي جر لبنان إلى العيش في اقتصاد متداع.
كل شيء يبدو عاديا في مارينا بيروت في وقت ترسو فيها اليخوت باهظة الثمن تختال في مياه هادئة.
لكن النظام السياسي في بيروت أبعد ما يكون عن الهدوء، فهو على شفا الانهيار بعد سنوات من عدم الاستقرار السياسي والدمار المالي، فأصبح لبنان واحدا من أعلى الدول في معدلات الفساد.
حل لبنان في مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية العالمية لعام 2018 في المركز 138 من 180 دولة، فيما جاء الصومال في المركز الأخير باعتبارها الدولة الأكثر فسادا
فقد الشعب اللبناني ثقته وإيمانه بسياسييه الذين تضخمت ثرواتهم بشكل كبير على مدار العقود الثلاثة الماضية.
حسن فضل الله، نائب لبناني من كتلة حزب الله، يقود حملة الحزب لمكافحة الفساد
بعد دعوة وجهها زعيم الحزب، حسن نصر الله، للشعب اللبناني يطلب منه التركيز على الفساد فيما تنزلق البلاد في أزمة اقتصادية واجتماعية متفاقمة السوء.
قال فضل الله في مؤتمر صحفي عقد في البرلمان إن مليارات الدولارات انفقت، بينما ضاع العديد من المستندات في السنوات العشر الأخيرة.
واتهم العديد من الأحزاب السياسية حزب الله بإحياء جدل طويل يتعلق بمبلغ 11 مليار دولار انفق خلال عهد رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة الذي نفى اتهامات حزب الله بتقديم قائمة نفقات خلال عهده، واتهم حزب الله بتشويه كل الحكومات التي ترأسها رئيس الوزراء السابق الراحل رفيق الحريري وصولا إلى حكومة نجله سعد الحريري.
الدكتور بول مرقص الخبير القانوني ومؤسس معهد جوستيسيا، وهي مؤسسة حقوقية غير هادفة للربح، يعبر عن هذه المخاوف، ولا يأمل كثيرا في ثمار هذه الحملة لأن جميع الفرقاء السياسيين في البلاد ينتفعون من الأوضع الحالية فضلا عن غياب الإرادة السياسية.
.تأتي حملة مكافحة الفساد في وقت حذر فيه مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية ديفيد ساترفيلد حكومة بيروت الجديدة من أنها تحتاج إلى اتخاذ قرارات صارمة وقاسية فيما تتعامل مع الفساد المستشري والاقتصاد المتداعي، فضلا عن المشكلات الأمنية المستمرة.