لم تتوصل اللجنة الرباعية لإنهاء النزاع المسلح في ليبيا إلا أن بوادرَ إيجابية صدرت عنها
أعلن أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، يوم أمس، السبت، أن اللجنة الرباعية الراعية للملف الليبي "لم تتوصل لحد الآن لإنهاء النزاع المسلح في ليبيا بشكل كامل"، مضيفاً أن اللجنة "تركز حالياً على الحل السياسي" وستعمل لاحقا على الحل الأمني.
وقد خرجت اللجنة الرباعية، بعد انعقادها باتفاقين، أولهما اتفاقاً بالإجماع على عقد مؤتمر وطني ليبي/ ليبي يضم كل الأطراف الليبية المتنازعة، يقام في ليبيا في 14-15-16 نيسان / أبريل القادم.
أما الاتفاق الثاني فهو بخصوص عقد "مؤتمر للمصالحة" على أن يتم انعقاده في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، في شهر تموز / يوليو القادم، وسيكون برعاية الاتحاد الأفريقي.
وحول الانتخابات التشريعية والرئاسية الليبية، التي تأخر موعد إجرائها، أشار المبعوث الأممي غسان سلامة إلى أنها "واردة" خلال هذا العام، وأضاف أن " الانتخابات يحددها الليبيون أنفسهم، والذين هم الآن في أمس الحاجة إلى الجلوس وجها لوجه على طاولة المفاوضات، وحل الأزمة سياسياً".
وأضاف سلامة أنه سيطلب من الليبيين، خلال المؤتمر الوطني الليبي، أن يحددوا تاريخ إجراء الانتخابات المقبلة لدعمها دولياً.
وأشار إلى أنه طلب من وزراء الخارجية العرب "توحيد كلمتهم ودعم عملية التسوية السياسية التي تقوم بها الأمم المتحدة في ليبيا "حتى لا يعطي أي طرف من النزاع عذراً وسبباً لانقسام الدول العربية بشأن الملف الليبي".
كذلك وجه سلامة تغريدة عبر تويتر دعا فيها الأطراف الليبية المتنازعة إلى "عدم تضييع الفرصة".
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، عن دعمه لجهود المبعوث الأممي، سلامة، للتوصل لحل سياسي للازمة الليبية وجمع كل الفرقاء الليبيين في مؤتمر جامع والجلوس إلى طاولة الحوار.
وأضاف غوتيريش أن بوادر التفاهم موجودة بين جميع الأطراف وتسمح بتجاوز كل الخلافات، وأن الحل في ليبيا سيؤثر على كل المنطقة، مشيراً إلى أن الليبيين سيتمكنون من إيجاد حل سلمي لتوحيدهم، متعهداً بدعم أممي لليبيين من أجل التوصل إلى تسوية سلمية وسياسية في ليبيا.
وفي تغريدة له على تويتر، وصف غوتيريش الاجتماعي بـ "البناء"، وتحدث عن شعوره بـ "الأمل" تجاه الأزمة الليبية. غير أن غوتيريش لم ينكن صعوبة الوضع، مشدداً على "أنه من الضرورة استغلال الفرصة لدعم حل ليبي-ليبي".
وفي نفس السياق أعربت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية والسياسية، فيديريكا موغيريني، عن دعم الاتحاد الأوروبي لجهود المبعوث الأممي لليبيا للوصول إلى حل سلمي واتفاق مصالحة، مشددة على أن ليبيا قادرة على تجاوز صعوباتها الاقتصادية فور التوصل لحل سلمي.
وأشارت موغيريني كذلك إلى أن المفوضية الأوروبية خصصت أكثر من مليون يورو لدعم الليبيين، مضيفة أن "الأوضاع الأمنية حالت دون توظيف كل المبلغ بالشكل المناسب".
يذكر أخيراً أن الاجتماع تم انعقاده على هامش القمة العربية التي تعقد حاليا في تونس، في وقت متأخر من مساء أمس، السبت، وقد حضره الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، ومفوضة الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إضافة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة.