صحيفة لبنانية: العالم العربي تحكمة "الأسود العجائز"
محادثة
لقد تشارك مغردون ورواد وسائل التواصل الاجتماعي، في العالم العربي، صوراً لبعض القادة العرب "النائمين" خلال القمة العربية الأخيرة، التي انعقدت في تونس في نهاية الشهر الماضي.
وبمعزل عن مصداقية تاريخ اتخاذ تلك الصور التي يظهر فيها بعض القادة نائمين، وبدون التحقق منها كلها، فقد رأينا جميعنا هذا الزعيم العربي أو ذلك نائماً خلال قمة عربية، أو حتى دولية.
تلمح صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية، والناطقة باللغة الفرنسية، إلى أن جزءاً من أسباب "نوم الزعماء العرب" يعود إلى تقدمهم في السن. فالعالم العربي، بحسب الصحيفة نفسه "تحكمه أسود عجائز".
وتقول الصحيفة إن أعمار الزعماء العرب تعبّر عن الواقع، فالرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، يبلغ من العمر 93 عاماً، فيما يبلغ عمر أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح 90 عاماً. أمّا الرئيس اللبناني، ميشال عون، والملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز آل سعود، فيبلغان من العمر 84 عاماً، فيما تخطى محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، عتبة الـ 83.
وتضيف الصحيفة أن هذه الأعمار، الطاعنة في السن، تشكل تناقضاً واضحاً مع المعدل العمري في المجتمعات العربية، حيث أنّ المعدل العمري في ثلثيْ الدول العربي لا يزيد عن 30 عاماً، بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة.
ولكن التناقض، بحسب المصدر نفسه أيضاً، بين الطبقة الحاكمة والشعب لا ينحصر في المجتمعات العربية فقط، إنما هناك أيضاً فارق شاسع بين أعمار بعض الزعماء في العالم، والزعماء العرب. فرئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، على سبيل المثال، يبلغ من العمل 47 عاماً، فيما يبلغ عمر رئيس الجمهورية الفرنسي، إيمانويل ماكرون، 41 سنة، والمستشار النمساوي، سيباستيان كروز، 36 سنة فقط.
وتخلص الصحيفة بقول أحد الأكاديميين اللبنانيين "في العالم اليوم هناك توجهان. الأول ينحو إلى تجديد الجيل الحاكم، والثاني إلى ترك القدماء يحكمون. هناك في العالم الذئاب الشباب والأسود العجائز".
وتذكر الصحيفة أيضاً زعماء عرب آخرين، أكثر شباباً، يمتلكون سلطة في بلادهم ولكنهم لا يمسكون بزمام الحكم كلياً، ومنهم رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري (49 عاماً) وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل-ثاني (39 عاماً) وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان (33 عاماً).
غير أن "لوريان لوجور" تقول إن كل هؤلاء الزعماء ورثوا السلطة، في الوقت الذي يعتبر فيه العالم العربي أكثر المناطق في الأرض شباباً بعد أفريقيا.