في ليبيا..أمنيات أروقة السياسة ترمى بنيران واقع جبهات القتال في طرابلس

في ليبيا..أمنيات أروقة السياسة ترمى بنيران واقع جبهات القتال في طرابلس
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في الوقت الذي على المستوى السياسي تستمر فيه الجهود والدعوات الدولية للأطراف الليبية لوقف القتال على جبهات طرابلس، على الأرض تستمر المعركة بين قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً و قوات موالية لحفتر منذ ستة أسابيع.

اعلان

في الوقت الذي على المستوى السياسي تستمر فيه الجهود والدعوات الدولية للأطراف الليبية لوقف القتال على جبهات طرابلس ومحاولات ثني قائد ما يعرف بالجيش الوطني الليبي خليفة حفتر عن الاستمرار بهجومه على العاصمة الليبية.

على الأرض تستمر المعركة من أجل طرابلس بين قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً و قوات موالية لحفتر في محاولة للسيطرة على العاصمة لأكثر من ستة أسابيع الآن.

حيث يقول حفتر، إن حملته العسكرية ستحقق الاستقرار في نهاية المطاف في ليبيا بعد سنوات من الصراع، واستبعد في لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء فكرة وقف إطلاق النار.

ماكرون الذي يعبر رفقة مسؤولين فرنسيين منذ أسابيع عن دعمهم لحكومة الوفاق الوطني ويدعون إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار، وفي نفس الوقت رفقة دول أوروبية أخرى تدعم فرنسا أيضاً حفتر كوسيلة لقتال الإسلاميين المتشددين في البلاد.

لذا ورغم رغبة ماكرون المعلنة بأنه يريد تسهيل الحوار بين الجانبين المتحاربين، إلا أن على أرض الواقع، اعتبر الاجتماع محاولة أخرى من جانب القوى الأجنبية لصب الزيت على النار.

في طرابلس قامت مراسلة يورونيوز أنيليس بورخيس بتفقد الأوضاع على الأرض وفي الميدان، تجولت في مستشفى ميداني وحضرت إفطاراً مع قوات إحدى الألوية التابعة لحكومة الوفاق الوطني.

وإجابة عن سؤال وجهته بورخيس لقائد اللواء محمد خليل عيسى عن قراءته للقاء الذي جمع خليفة حفتر بالرئيس الفرنسي وما يعنيه لهم على الجبهات، قال بأن فرنسا تلعب لعبة خطيرة للغاية في ليبيا: "فرنسا، ولا أقصد الشعب الفرنسي، أقصد ماكرون، هو الذي ساند حفتر، أي شخص يموت هنا، ماكرون هو المسؤول. الدول العربية الثلاث، مصر والسعودية والإمارات، تدعم حفتر ولكن ماكرون هو الشيطان الأكبر بينهم جميعًا، دعم حفتر سياسياً وعسكرياً".

محمد وقواته المنحدرون من مصراتة كانوا من بين القوى التي حققت النصر ضد داعش في معركة سرت.

المفارقة، كما يقول، هي أن أولئك الذين طردوا التنظيم الإرهابي خارج البلاد عام 2016 يطلق عليهم الآن إرهابيون، ويضيف: "أولئك الذين يأتون معه (حفتر) الآن، لم يقاتلوا الإرهاب. نحن فعلنا. الحرب الحقيقية، التي قاتلنا فيها لمدة 7 أو 8 أشهر. والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 700 شخص وجرح 12000،أنت تقول إنك تقاتل الإرهاب في طرابلس وأن هؤلاء إرهابيون ؟! لقد قاتلوا داعش معي!"

بحسب هؤلاء المقاتلين فإنهم يدافعون عن بلدهم ومستقبلهم، ويعتقدون أن حفتر يمثل تهديدًا لطريق ليبيا نحو الديمقراطية والاستقرار وأن المجتمع الدولي يجب أن يفعل الكثير لوقف هذه الحرب، التي يريدون رؤية نهايتها في أقرب وقت ممكن، حرب كانوا يفضلون لو لم تبدأ أبداً.

للمزيد على يورونيوز:

السراج ليورونيوز: العالم يدعم الشرعية والحل العسكري غير ممكن في ليبيا

قصر الإليزيه: حفتر أبلغ ماكرون أن الظروف غير مناسبة لوقف إطلاق النار

عودة إمدادات المياه إلى طرابلس المحاصرة

وتفجر الصراع في العاصمة في مطلع أبريل نيسان عندما تقدم حفتر صوب طرابلس. ويراوح الجيش الوطني الليبي مكانه في ضواحي طرابلس الجنوبية، حيث يمنع تقدمه مقاتلون موالون لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.

وأودت معركة طرابلس بحياة ما لا يقل عن 510 أشخاص وأجبرت 75 ألفاً على النزوح عن ديارهم وزجت بآلاف المهاجرين في مراكز احتجاز وسوت بعض الضواحي الجنوبية بالأرض. ودفعت كذلك إلى إغلاق المدارس وتسببت في انقطاع في الكهرباء وقسمت العائلات بين طرفي الصراع.

ويتحدث الطرفان في ليبيا عن وجوب بدء مفاوضات وحل سياسي إلا أن الوقائع على الأرض لا تقترب من هذا الطرح ولو قليلاً، في حديث ليورونيوز الأرعاء قال السراج إن الحل في ليبيا لا يمكن أن يكون عسكرياً والاستقرار يتحقق عبر انتخابات نزيهة ومسار سياسي وليس عن طريق الانتهاكات.

مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة قال يوم الثلاثاء إن القتال الحالي قد يكون بداية لصراع دموي طويل في بلد قد يظل مقسماً للأبد.

اعلان

وقال مسؤول الفرنسي عقب لقاء حفتر بماكرون: "بوسعنا أن نرى بوضوح المأزق الحالي بين رغبة المجتمع الدولي في القول إنه يتعين وقف إطلاق النار واستئناف المباحثات السياسية وبين نظرة حفتر للأمور في ظل تفسيره لانعدام شرعية محاوريه (من الطرف الآخر)".

وذكر المسؤول الفرنسي أن حفتر قال أيضاً إنه لا هو ولا قواته يستفيدون من مبيعات النفط في شرق البلاد.

وكان ماكرون التقى بالسراج أيضاً في وقت سابق هذا الشهر، لكن بعد يوم من اللقاء طلبت حكومة السراج من 40 شركة أجنبية، منها توتال الفرنسية للنفط، تجديد التراخيص وإلا أوقفت عملياتها.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

السراج: غير مستعد لإجراء محادثات سلام مع خليفة حفتر

اندلاع قتال شرس في العاصمة الليبية

الجيش السوداني يعلن السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون