عن كثب-الأضواء على الميليشيات العرقية في إثيوبيا بعد محاولة الانقلاب

عن كثب-الأضواء على الميليشيات العرقية في إثيوبيا بعد محاولة الانقلاب
رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في أديس أبابا يوم 28 مارس آذار 2019. تصوير: تيكسا نيجري - رويترز Copyright (Reuters)
Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

(رويترز) - سلط انقلاب فاشل في ولاية أمهرة الإثيوبية سقط فيه خمسة من كبار المسؤولين قتلى، وكان أحدهم رئيس أركان الجيش، الأضواء على الميليشيات العرقية في واحدة من أسرع الدول الأفريقية نموا على الصعيد الاقتصادي.

قاد الجنرال أسامنيو تسيجي قائد الأمن في الولاية الهجومين اللذين وقعا أثناء الليل يوم السبت. وكان الجنرال يقوم بتجنيد المقاتلين علانية للميليشيات العرقية في ولاية أصبحت بؤرة عنف ساخنة.

وبدأت تنتشر في مختلف أنحاء إثيوبيا الميليشيات التي تشكلها جماعات عرقية الأمر الذي يهدد الإصلاحات السياسية والاقتصادية الواسعة التي بدأها رئيس الوزراء أبيّ أحمد بعد أن تولى إدارة البلاد في أبريل نيسان 2018.

* لماذا الميليشيات؟

ينتمي سكان إثيوبيا البالغ عددهم 100 مليون نسمة إلى عشرات الجماعات العرقية التي تتداخل مطالبها في الأرض والموارد والنفوذ.

وتشرف الحكومة الاتحادية في العاصمة أديس أبابا على تسع ولايات إقليمية قائمة على العرق وتتمتع بحكم ذاتي يمنحها السلطة على إيراداتها وقوى الأمن فيها.

ويهيمن أبناء عرق تيجراي الذين يمثلون أقلية على ائتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الحاكم الذي أمسك بزمام السلطة في 1991. ويمثل هؤلاء حوالي ستة في المئة من سكان إثيوبيا.

ومنذ عشرات السنين تسيطر الحكومة على التوترات التي تقترب من حالة الغليان بقمع كل أشكال المعارضة بما في ذلك مظاهر إبداء النزعات القومية العرقية.

إلا أنه في العام 2018 استقال رئيس الوزراء السابق بعد ثلاث سنوات من الاحتجاجات الواسعة المناهضة للحكومة. واختارت الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية أبيّ زعيما لها وقدمت حكومته مسؤولين أمنيين للمحاكمة بتهمة ارتكاب مخالفات في الماضي ورفعت الحظر المفروض على بعض الجماعات الانفصالية وأطلقت سراح آلاف السجناء السياسيين.

واستغلت قيادات محلية فرصة الحريات الجديدة في بناء قواعد على أسس عرقية. وبدأت جماعات كانت تشعر بأنها تعرضت للإقصاء في نظام هيمن عليه في فترة من الفترات أبناء شعب تيجراي تستعرض عضلاتها.

ويشعر بعض أفراد عرق تيجراي وأصحاب مراكز قوى آخرين على المستوى الإقليمي بأن التغييرات التي أجراها أبيّ استهدفتهم لاسيما التغييرات التي أجراها في الجيش وأجهزة المخابرات.

* ماذا تريد الميليشيات؟

منذ شرع أبيّ في إجراء إصلاحاته الطموح تجددت النزاعات الحدودية القديمة بين الولايات. وبدأت جماعات عرقية كبيرة لها اليد العليا في أقاليم كثيرة تطالب بأراض وموارد. وفي الوقت نفسه ظهرت مطالب جماعات أصغر سئمت تهميشها.

ورغم أن الدستور الإثيوبي يضمن لكل الجماعات العرقية الحق في إجراء استفتاء على تقرير المصير فإن الحكومة تمنع مثل هذه الاستفتاءات منذ فترة طويلة. والآن يطالب شعب سيداما في الجنوب على سبيل المثال بإجراء هذا الاستفتاء.

* ما مدى انتشار المشكلة؟

اعلان

بدأت موجة العنف الأخيرة في أوروميا مسقط رأس رئيس الوزراء أبيّ ومهد الاحتجاجات التي رفعته إلى مقاعد السلطة. وتسببت زيادة كبيرة في عمليات القتل في الإقليم العام الماضي في نزوح أعداد كبيرة من السكان.

وتلا ذلك أعمال عنف في أقاليم أخرى منها ولاية أمهرة التي توجد بها نزاعات حدودية مع ولايتين مجاورتين. كذلك يكنّ كثيرون في إقليم تيجراي الآن العداء للحكومة الاتحادية.

وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان وقوع أعمال قتل في إقليمي هاراري وصومالي في إثيوبيا أيضا.

* ما مدى سوء العنف؟

اعلان

ترتكب ميليشيات عرقية أعمال عنف من خلال تشكيل لجان أمنية أهلية وتقتل مسؤولين حكوميين محليين وتحرق بيوتا وتغتصب نساء وفقا لما يقوله مسؤولون في أديس أبابا ودبلوماسيون وعاملون في مجال الإغاثة.

وتقول الأمم المتحدة إن مثل هذه الهجمات أدت إلى نزوح حوالي 2.4 مليون إثيوبي عن ديارهم.

وفي واحد من أسوأ الهجمات الأخيرة سقط حوالي 200 قتيل في أعمال عنف انتقامية متبادلة في مايو أيار في إقليم بني شنقول جوموز بالقرب من الحدود مع السودان.

وقال نازحون في جنوب إثيوبيا لرويترز إنهم فروا من شبان أوروميين مسلحين بالسكاكين والأسلحة النارية. وقالت عائلة مزارع بُن إن مجموعة من المهاجمين قطعت أطراف المزارع وعلقت جسده على شجرة.

ويقول إداريون في جامعات إن حوادث قتل عرقية وقعت في حرم جامعات في تيجراي وأمهرة مع انقلاب طلبة على زملائهم.

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا على هجوم طهران

رئيسي يهدد تل أبيب: ردنا سيكون "رهيبًا وشديدًا"

الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: حاجة ملحة لسدّ الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية لـ3 ملايين فلسطيني