تجري المفوضية الأوروبية استطلاعات عامة للرأي بشكل دوري، عن مؤسسة خاصة تعرف بـ "يوروباروميتر" (أو المقياس الأوروبي إن جازت الترجمة إلى اللغة العربية).
أشار استطلاع أوروبي جديد للرأي، نشرت المفوضية الأوروبية نسخة منه، اليوم، الثلاثاء، إلى أن الأوروبيين يشعرون بالتفاؤل حيال الأوضاع التي يمرّ بها التكتل. وبحسب الأرقام الواردة، عبّر 44 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع عن ثقتهم بالمؤسسات الأوروبية في بروكسل، وتلك النسبة تعدّ الأعلى منذ العام 2014.
بينما عبّر 34 بالمئة عن ثقتهم بالبرلمانات المحلية والوطنية.
وتجري المفوضية الأوروبية استطلاعات عامة للرأي بشكل دوري، عن مؤسسة خاصة تعرف بـ "يوروباروميتر" (أو المقياس الأوروبي إن جازت الترجمة إلى اللغة العربية).
من أبرز النقاط التي يشير إليها الاستطلاع أيضاً نسبة المتفائلين بمستقبل الاتحاد الأوروبي وبلغت 61 بالمئة، وهي تعدّ مفاجأة إلى حدّ ما في ظل تحقيق الحركات اليمينية الشعبوية التي قد تفضل النفصال دولها عن الاتحاد تقدماً واضحاً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي تمّت في أيار/مايو 2019.
وتشتهر تلك الأحزاب، الممثلة بسياسيين معروفين عالمياً، منهم ماتيو سالفيني الإيطالي، ومارين لوبان الفرنسية، وبوريس جونسون البريطاني، بالتشكيك في جدوى قيام المؤسسات الأوروبية كما أنها تحمّل بروكسل مسألة التراجع الاقتصادي في بلدانها.
غير أن بعض المراقبين يرجحون انقلاب بعض القضايا والمطالبات على تلك الحركات ويمكن تقديم "بريكست" مثالاً على ذلك.
يشير الاستطلاع أيضاً إلى أن 55 بالمئة من الأوروبيين راضون عن المسار الديمقراطي للتكتل، وهي النسبة الأعلى منذ 2004، بينما بلغ التأييد للمنطقة الأوروبية 76 بالمئة.
وفي التقرير النهائي للمؤسسة، قالت "يوروباروميتر": "بشكل عام، النظرة الحالية إلى المؤسسات الأوروبية والتكتل أكثر إيجابية من السنوات العشر الماضية".
الباحث لويس هون حاول تفسير هذه الإيجابية عبر اتصال أجرته يورونيوز معه، وهو يرى أن الاستفتاء حول "بريكست" لعب دوراً أساسياً في طفرة الشعور الإيجابي تجاه الاتحاد الأوروبي.
ويضيف هون "بدأ النقاش في انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي منذ العام 2014 ونحن نرى أن الثقة والدعم للعضوية الأوروبية في ارتفاع متواصل، منذ إتمام الاستفتاء البريطاني، مع وجوب التذكير باستثناءات صغيرة".
ويذكر الاستطلاع أن الاهتمامات السكانية الأوروبية في تغيّر، إذ تظهر النتائج أن التغير المناخي صار يحتل المرتبة الثانية بالنسبة لاهتمامات الأوروبيين، بعد أزمة الهجرة.
مع ذلك، وبحسب الأرقام الصادرة عن الاستطلاع دائماً، تبدو نسب تفاؤل الأوروبيين مختلفة بين بلد وآخر، حيث احتلّت أيرلندا والدنمارك ولاتفيا المراتب الأولى، فيما كانت نسب التفاؤل لدى الفرنسيين والبريطانيين واليونانيين الأضعف.