الرئيس التونسي يكلف رسميا الحبيب الجملي بتشكيل الحكومة
كلف الرئيس التونسي قيس سعيد الجمعة الخبير في المجال الزراعي الحبيب الجملي تشكيل حكومة جديدة ضمن مهلة لا تتجاوز شهرين بعدما أعلن حزب النهضة ذو المرجعية الاسلامية ترشيح الاخير لتولي المنصب.
وكلّف الرئيس التونس الجملي تشكيل حكومة بحسب بيان لرئاسة الجمهورية الجمعة جاء فيه "سلم رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يوم الجمعة الحبيب الجملي المرشح لمنصب رئيس الحكومة رسالة تكليف لتشكيل الحكومة الجديدة".
والتقى رئيس "النهضة" راشد الغنوشي سعيّد قبل ذلك ليطلعه على اسم مرشح الحزب.
وأعلن حزب "النهضة" ذو المرجعية الاسلامية في تونس الجمعة ترشيح الحبيب الجملي لرئاسة الحكومة القادمة، وفق ما أفاد الناطق الرسمي باسم الحركة عماد الخميري في إتصال هاتفي خاص بيورونيوز.
وما أكده عضو مجلس الشورى بالحركة نور الدين البحيري في تدوينة نشرها على صفحته.
والحبيب الجملي (60 عاما) كاتب دولة سابق لدى وزير الفلاحة (2011-2014).
ويقدم نفسه على أنه مستقل وليس له انتماءات سياسية.
وأكد الجملي في تصريحات في شريط مصور نشرته رئاسة الجمهورية أن " مقياس اختيار أعضاء الحكومة هو الكفاءة والنزاهة مهما كانت انتماءاتهم السياسية"، مضيفا "سأكون منفتحا على كل القوى السياسية بدون تحفظ".
ودعا المنظمات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني الى التعاون من أجل اعداد برنامج عمل.
وأمام الجملي مهلة لا تتجاوز ستين يوما بحسب ما ينص عليه الدستور التونسي ليقدم تشكيلة حكومته للبرلمان على أن تنال ثقة غالبية 109 أصوات.
ويستشير مرشح حزب "النهضة" الذي حلّ أولا في الانتخابات النيابية، رئيس البلاد فقط في منصبي الدفاع والخارجية عند تشكيل الحكومة.
وفي حال فشل في نيل ثقة البرلمان يتولى الرئيس التونسي تكليف شخصية مستقلة تشكيل الحكومة.
كما استقبل قيس سعيد يوسف الشاهد رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، وكلفه بترأس حكومة تصريف الأعمال إلى حين تشكيل الحكومة القادمة من طرف السيد الحبيب الجملي ونيلها الثقة من قبل مجلس نواب الشعب.
وصرح يوسف الشاهد أن رئيس الجمهورية كلفه بمهام تصريف أعمال الحكومة إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة.
وأفاد أن رئيس الجمهورية شدد على ضرورة تواصل العمل الحكومي لضمان أمن المواطنين وحسن تسيير المرفق العام حتى لا تمسّ فترة تسيير الأعمال بأي شكل من الأشكال بمصالح المواطنين.
وكان حسم مجلس "الشورى" أعلى سلطة داخل النهضة الخميس مسألة اختيار مرشح لزعامة الحكومة وتم ترشيح شخصية على أساس "الكفاءة والنزاهة والخبرة في مجال الإدارة".
وانتخب راشد الغنوشي زعيم ومؤسس حزب النهضة ذي المرجعية الاسلامية الأربعاء، رئيسا للبرلمان بغالبية 123 صوتا بعد أن حصل على دعم منافسه حزب "قلب تونس".
وكان الغنوشي انتخب نائبا في انتخابات السادس من تشرين الأول/أكتوبر الفائت. ونال أصوات 123 نائبا مستفيدا من اتفاق مع الحزب الثاني في البلاد حزب "قلب تونس"، على ما أفادت مصادر من داخل الحزب الأخير.
ويبعث "التوافق" الذي عقد في اللحظات الأخيرة بمؤشرات قوية لتواصل الاتفاق بخصوص تشكيل الحكومة ويعيد للأذهان سياسة التوافق التي انتهجها حزب "نداء تونس" والنهضة منذ 2014 والتي أثارت جدلا كبيرا كونها لم تقدم حلولا لما يطمح اليه التونسيون في الجانب الاقتصادي.
ولم ترشح الى اليوم مواقف رسمية من الأحزاب بخصوص المشاركة في الحكومة المقبلة.
وحل حزب "النهضة" أوّلا في البرلمان ب52 مقعدا، أي أقل من ربع مجموع النواب ال 217 ، ما دفعه للدخول في مشاورات مع باقي الأحزاب لكي يتمكن من تشكيل حكومة بامكانها ان تنال ثقة 109 نواب في البرلمان.
وادت الانتخابات التشريعية الى برلمان مشتت ومُقسّم، بدون حصول أي حزب على أكثر من 25 في المئة من المقاعد.
وأمام الحكومة العتيدة ملفات عاجلة للنظر فيها وخصوصا ما يتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد الذي لم يتحسن منذ ثورة 2011 وخصوصا على مستوى البطالة والتضخم وتزايد المديونية.
وينظر البرلمان التونسي في الفترة المقبلة في قانون المالية والموازنة العامة على ان يصادق عليه نهاية العام الجاري وتشرع الحكومة في تطبيقه.