صوت الشارع المحتج يطغى على الصوت الرسمي في الذكرى الـ76 لاستقلال لبنان

لبنانية ترفع علم لبنان وباقة من الزهور خلال "الاحتفال المدني" بعيد الاستقلال السادس والسبعين في بيروت
لبنانية ترفع علم لبنان وباقة من الزهور خلال "الاحتفال المدني" بعيد الاستقلال السادس والسبعين في بيروت Copyright رويترز
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

صوت الشارع المحتج يطغى على الصوت الرسمي في الذكرى الـ76 لاستقلال لبنان

اعلان

أحيا اللبنانيون أمس الجمعة الذكرى السادسة والسبعين لاستقلال الجمهورية، وسط أجواء احتفالية وحماسية لم تعهدها هذه المناسبة الوطنية سابقاً، يحدوهم الأمل باستقلال جديد، على وقع الاحتجاجات غير المسبوقة التي تعم البلاد منذ أكثر من شهر مطالبة برحيل الطبقة السياسية.

وبينما اقتصر الاحتفال الرسمي على استعراض عسكري رمزي في مقر وزارة الدفاع في اليرزة (بعبدا)، وحضره رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، ملأ عشرات الآلاف من اللبنانيين، وبينهم مغتربون عادوا خصيصا للمشاركة في الذكرى، الشوارع.

وجرت العادة بأن ينظم الجيش اللبناني استعراضاً لأفواجه العسكرية من مغاوير ومجوقل وقوات خاصة خلال عيد الاستقلال، غير أن هذا العام شهد عرضاً مدنياً لأفواجٍ من نوع آخر.

ووصلت إلى ساحة الشهداء في بيروت مسيرات، جاءت من مناطق عدة، رافعة الأعلام اللبنانية، ولافتات تطالب بمحاسبة الفاسدين وبحياة كريمة وباستعادة الأموال المنهوبة.

ولم تخلُ المشاركة من لقطات طريفة تحدثت عن مشاركة "أفواج" خاصة من نوعها، منها فوج الأمهات والطناجر والمزارعين والمبدعين والفنانين، إضافة إلى فوج "الهيلا هيلا هو"، وهي "أغنية" متعلقة بوزير الخارجية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، أثارت جدلاً واسعاً في البلد، إذ تحتوي على مفردات نابية.

وعلى هذا النحو انتظم المتظاهرون في مجموعات متعددة، عمال ومهندسون وأطباء ومدرسون وطلاب وأمهات وبيئيون وموسيقيون. وتقدّم كل مجموعة حملة الرايات. وسارت المجموعات تباعاً أمام الجمهور الذي احتشد على ضفتي شارع تم استخدامه كمنصة على وقع التصفيق وأغان وطنية.

وكان الاحتفال الرسمي بعيد الاستقلال في لبنان يقتصر، منذ عقود، على مشاركة العسكريين من النخبة وبعض الوحدات وأركان السلطة. ورأى بعض المراقبين أن الاحتفال الذي أقامه المحتجون في ساحة الشهداء في بيروت طغى بقوة على الاحتفال الرسمي، حتى أن بعضهم تحدث واصفاً ما حدث في اليرزة بـ"الاحتفال الموازي".

وشبّه الصحافي اللبناني خالد صاغية الاستعراض العسركي في اليرزة بـ"العزاء" فيما شبّه العروض المدنية التي أقيمت في بيروت بـ"يوم العرس"، فيما قال الصحافي حازم صاغية إن اللبنانيين "أعادوا امتلاك تاريخهم".

ونال لبنان في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1943 استقلاله عن الانتداب الفرنسي منذ العام 1920، قبل أن يتم جلاء آخر القوات الفرنسية من البلاد في العام 1946، ليشكل ذلك آخر محطة يجمع اللبنانيون على رواية موحدة لها.

وجراء الانقسامات السياسية الحادة منذ قيام الجمهورية، لا يتفق اللبنانيون على رؤية موحدة للأحداث الكبرى التي طبعت مسار الحياة السياسية على مدى عقود، لا سيما الحرب الأهلية (1975-1990) التي تربع العديد من أمرائها على مقاعد السلطة، ويطالب المتظاهرون اليوم برحيلهم.

للمزيد:

إعادة رفع " مجسم الثورة"

في السياق كان المتظاهرون استفاقوا صباح الجمعة على خبر إقدام مجهولين على إحراق مجسم لقبضة عملاقة، نصب في وسط بيروت قبل أسابيع، ويُعتبر بمثابة "رمز الثورة".

وتمّ في المساء إحضار مجسم جديد إلى الساحة ورفعه، بعدما تطوعت شركة خاصة لإنجازه بسرعة قياسية لم تتخطَّ ساعات النهار الواحد.

وتحولت التظاهرة في بيروت مساء الى احتفال ضخم في الهواء الطلق على وقع موسيقى عربية وغربية ألهبت حماسة المتظاهرين من مختلف الأعمار والمناطق، فيما عبّر مغردون عن فخرهم بالبلاد والمشاركة في الاحتفال.

اختلاف عن مظاهرات 2005

ليست هذه المرة الأولى التي يتظاهر فيها اللبنانيون بحماسة. ففي العام 2005، شهد وسط بيروت تظاهرات شارك فيها مئات الألوف أعقبت اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، وأدت إلى خروج القوات السورية من لبنان، لكنها جاءت تجاوباً مع نداءات أحزاب سياسية.

ومثلت تلك المظاهرات بداية شرخ سياسي كبير بين مشروعين سياسيين كبيرين، الأول مثلّته قوى الرابع عشر من آذار، والثاني قوى الثامن من آذار وعلى رأسها حزب الله حليف الحكومة السورية.

للمزيد:

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الحريري يقول إنه لا يريد رئاسة الوزراء

احتجاجات في لبنان بسبب كتاب التاريخ

الرئيس اللبناني مستعد لتشكيل حكومة تضم ممثلين عن الحراك الشعبي