ترى الدراسة أن الهواء "السام" (الملوث) يعرض ملايين الناس للكآبة
أشارت دراسة جديدة إلى أن الناس الذين يعيشون في هواء ملوث معرضون أكثر للكآبة، موضحة أن الهواء الملوث يمكن أن يلحق ضرراً كبيراً بالصحة العقلية، ما قد يؤدي إلى الانتحار في الحالات الأكثر تطرفاً.
وترى الدراسة، التي اعتمدت بالأساس على مراجعة منهجية لبيانات عالمية موجودة في 16 دولة، أنَّ تخفيض كمية التلوث في الهواء إلى الحد المسموح به أوروبياً، قد تمنع الملايين من الإصابة بالكآبة.
بقول آخر، يرى الباحثون أنّ تعرض الناس للهواء الملوث أو السام أحياناً يؤدي إلى إصابتهم بالكآبة، ولكن تلك مجرد خلاصة توصلوا إليها بالاعتماد على دراسة البيانات، ولا إثبات طبياً جازماً حتى الآن رغم العديد من الإشارات التي تصب في هذا الاتجاه.
ويقول إيزوبيل بريذويت من "يونيفرستي لندن كولدج" (UCL)، وهو الباحث الذي أشرف على الدراسة "رأينا أن تلوث الهواء قد يؤثر على الصحة العقلية بشكل كبير، ما يجعل من عملية تنظيف الهواء من التلوث حاجة ملحة".
ثم يضيف "نعرف أن الجسيمات الموجودة في الهواء المتسخ قد تصل إلى العقل عبر الأوعية الدموية والأنف، وأن التلوث يزيد دمار الخلايا الدماغية ويغيّر في إفرازات الهورمونات التي تنظم الضغط".
واعتمدت الدراسة على بيانات تغطي 40 عاماً وصولاً إلى 2017، وهي بيانات من بلدان مختلفة منها الصين والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا. ويقول أحد المسؤولين في الجامعة إن نتيجة تأثير تلوث الهواء على الناس بدت متشابهة في تلك البلدان.
وتشير الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 264 مليون شخص يعانون من الكآبة حول العالم، ويرى بريذويت أنه لو اعتمد حدّ التلوث المسموح به أوروبياً قد ينخفض عدد المصابين بالكآبة بنسبة 15 بالمئة.
وكانت دراسات أخرى صدرت في الماضي عن تلوث الهواء أشارت إلى أنه يؤدي إلى "انخفاض حاد في الذكاء"، كما أشارت مراجعة أخرى تمّت على الصعيد العالمي في السنة الفائتة إلى أن الهواء الملوث بمقدوره أن يدمر أي خلية في الجسم.