شاهد: النرويج تثمن نفايات البلاستيك وتحول تدويرها إلى قصة خيالية

مصنع لتدوير البلاستيك في النرويج.
مصنع لتدوير البلاستيك في النرويج. Copyright أ ف ب
Copyright أ ف ب
بقلم:  Sami Fradi
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

يعتبر أخصائيون في النرويج أن أمام مادة البلاستيك مستقبلا مشرقا، لأنها مادة خفيفة وقليلة الكلفة وسعرها مناسب، ولكن لا ينبغي أن يرمى بها في الطبيعة.

اعلان

بفضل نظام مرن للتدوير، وجدت النرويج السبيل للتعامل الأفضل لمعالجة كميات البلاستيك الهائلة. وترى مواطنة نرويجية أنه ينبغي التخلص مما نحن في غنى عنه، ولكن ينبغي أن يتم ذلك بطريقة ذكية.

ويتم تشجيع النرويجيين على الانخراط في حماية البيئة من المواد البلاستيكية، إذ يتلقى المستهلك في إحدى المغازات التجارية في مدينة فتسوند شمال شرقي العاصمة أوسلو، قصاصة تعويض مالي بقيمة 3 يورو، مقابل إلقائه بقوارير بلاستيكية مستعملة في مكان مخصص للتدوير، أقيم في إحدى زوايا الفضاء التجاري.

وبنسبة إعادة تدوير تقارب 97% للقوارير البلاستيكية، أصبحت النرويج مثالا يحتذى، إذ انها سبقت الزمن بعشر سنوات، أما الهدف الذي حدده الاتحاد الأوروبي، كي تصل نسبة جمع المواد البلاستيكية المنزلية إلى 90% سنة 2029.

مكافأة المستهلك ماليا

أما في فرنسا فإن معدل التدوير بلغ 60%، ولكن هذا البلد أجل وضع نظام للتدوير حتى سنة 2023، رغم أن نظام التدوير هذا يعتبر مفتاح نجاح النرويج، وهو يقوم على مكافأة المستهلك ببضع سنتيمات إضافية كلما اشترى مشروبا، عندما يرجع القارورة فارغة إلى المتجر، ويمكن للمسهتلك أن يختار استثمار ذلك المال في العاب الحظ التي تخدم أغراضا خيرية.

وفي حقيقة الأمر فإن المستهلك يشترى السائل ولكنه يقترض العبوة. وقد تمت استعادة أكثر من مليار قارورة بلاستيكية وعلبة ألمنيوم سنة 2018 في الفضاءات التجارية، ونقاط البيع المخصصة لجمع تلك المواد بغرض التدوير.

حياة جديدة

وفي مدينة فتسوند حيث يوجد معمل التدوير، يتم تجميع المواد البلاستيكية والألمنيوم على شكل مكعبات مضغوطة عملاقة، لتعرف بعد تدويرها حياة جديدة، لأن كل قارورة جديدة في النرويج تحتوي على حوالي 10% من المواد التي تم تدويرها، وهو ما يعني انضباطا يتوافق تماما مع سلامة البيئة.

وتسعى النرويج إلى المضي قدما في هذا الاتجاه، إذ أنها تعتزم إقرار قانون للضريبة يشجع المستهلكين على استعمال البلاستيك، الذي تمت إعادة تدويره على حساب البلاستيك الجديد الذي يعد ثمنه أرخص اليوم.

ويقول هيرالد هنريكسن المدير لدى شركة "طورما" الرائدة في مجال تصنيع آلات التدوير، إن القوارير البلاستيكية تدخل في حلقة حميدة، إذ يمكن استعمالها لصناعة قوارير جديدة، وفي هذا النموذج للاقتصاد الدائري نجد أن ما كان يعد نفايات أصبح موردا ذا قيمة، يشجع على تجميع العبوات البلاستيكية وإعادة تدويرها.

فكرة ملهمة

وقد ألهمت الفكرة النرويجية عديد الدول، مثل ليتوانيا، حيث قفزت نسبة التجميع خلال سنتين من 34% إلى 92%. من جانبه يدعو الصندوق العالمي لحماية الطبيعة نظاما مزدوجا يشمل أيضا استعمال القوارير البلورية، بهدف إعادة استعمالها عن طريق "الإعارة". وتقول المنظمة إن ما يعادل 15 طنا من البلاستيك يلقى بها كل دقيقة في مياه المحيطات.

ويعتبر أخصائيون في النرويج أن أمام مادة البلاستيك مستقبلا مشرقا، لأنها مادة خفيفة وقليلة الكلفة وسعرها مناسب، ولكن لا ينبغي أن يرمى بها في الطبيعة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

كيف أصبحت تركيا مستنقعاً للنفايات الأوروبية؟

تقرير: منطقة غورليبن لن تتحول إلى مقبرة لدفن النفايات النووية في ألمانيا

ناشطون بيئيون يتظاهرون أمام البرلمان النرويجي احتجاجًا على قرار يسمح بالتعدين من قاع البحر