واشنطن وطالبان توقعان اتفاقا تاريخيا لبدء سحب الجنود الأميركيين من أفغانستان

توقيع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في أفغانستان
توقيع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في أفغانستان Copyright أ ف ب
Copyright أ ف ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

لم يتم الإفصاح عن فحوى الاتفاق الذي تمّ التفاوض حوله لأكثر من عام، لكنّ من المتوقع أن يؤدي الى بدء انسحاب الجيش الأمريكي، الأمر الذي يريده الرئيس دونالد ترامب وجزء كبير من الطبقة السياسية والرأي العام الأمريكي.

اعلان

وقّعت واشنطن اتفاقا تاريخيا مع حركة طالبان المتطرفة في الدوحة السبت لسحب الجنود الأميركيين من أفغانستان ضمن فترة زمنية من 14 شهرا، وذلك بعد 18 سنة من اندلاع أطول الحروب في تاريخ الولايات المتحدة. ويأمل الأفغان أن يؤدي الاتفاق لإنهاء أربعة عقود من النزاعات وكذلك فتح باب الحوار بين حكومة كابول والحركة المتطرفة بهدف وضع حد للمعاناة في البلد الفقير.

ووقع الاتفاق المفاوض الأميركي زلماي خليل زاد ورئيس مكتب الحركة السياسي ونائب زعيمها الملا عبد الغني برادر بحضور وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو وممثلين عن عشرات الدول. وتصافح الجانبان وسط صيحات ألله أكبر بين ممثلي حركة طالبان الحاضرين.

على ماذا ينص الإتفاق؟

ستقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بسحب تدريجي لقواتها فورا من أفغانستان على أن تنتهي العملية في غضون 14 شهرا في حال التزام طالبان بالإتفاق. وبعد خفض أولي لعديد القوات وصولا إلى 8600 جندي خلال 135 يوما من التوقيع، تقوم الولايات المتحدة وشركاؤها "باتمام سحب قواتها المتبقية من أفغانستان خلال 14 شهرا ... وسيقومون بسحب جميع جنودهم من القواعد المتبقية" وفق الإعلان. وبموجب اتفاق الدوحة يغادر آلاف الجنود الأميركيين أفغانستان بشكل تدريجي بعد أكثر من 18 عاما، مقابل عدد من الضمانات الأمنية من المتمردين وتعهد بإجراء محادثات مع حكومة كابول.

الولايات المتحدة "لن تتردد في إلغاء" الاتفاق في حال انتهكته طالبان

أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن الولايات المتحدة "لن تتردد في إلغاء" اتفاقها التاريخي مع طالبان في حال تراجعت الحركة المتمردة عن الضمانات الأمنية والالتزام بعقد محادثات مع الحكومة الأفغانية. وجاءت تصريحاته بالتزامن مع توقيع الولايات المتحدة على اتفاق مع طالبان في الدوحة. وقال مسؤول أميركي لوكالة فرانس برس "إذا فشل الحل السياسي، وفشلت المفاوضات، فلا شيء يجبر الولايات المتحدة على سحب جنودها".

ترحيب أوروبي

اعتبر الاتحاد الأوروبي السبت الاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة وطالبان والإعلان الأميركي الأفغاني المنفصل، "خطوتين أوليين مهمتين نحو عملية سلام شاملة" في أفغانستان.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان أن "الفرصة الحالية للمضي نحو السلام لا يجب أن تفوّت" وأن الاتحاد يتوقع "أن تبدأ المفاوضات بين الأفغان وبقيادة الأفغان من دون تأخير بشكل يشمل الجميع وبهدف تحقيق سلام دائم".

وأكد بوريل استعداد الاتحاد الأوروبي للمساعدة في عملية سلام أفغانية تكون فيها "جميع الفصائل السياسية وشخصيات نسائية أفغانية وأقليات وكذلك المجتمع المدني، ممثلين بطريقة مجدية".

وأضاف "من المهم لكل شعب أفغانستان أن يشعروا أنهم ممثلون في الحكومة القادمة وفي مفاوضات السلام. هذا من شأنه معالجة المظالم ومنها ما هو في سياق العملية الانتخابية الأخيرة، والدفع بالمصالحة".

ضرورة إلتزام طالبان بوعودها بقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة

حث وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو حركة طالبان على الالتزام "بوعودها بقطع العلاقات" مع تنظيم القاعدة ومواصلة محاربة تنظيم الدولة الاسلامية، وذلك خلال حفل التوقيع على الاتفاق التاريخي بين العدوين اللدودين في الدوحة السبت. وقال بومبيو أمام ممثلين عن الحركة "التزموا بوعودكم حيال قطع العلاقات مع القاعدة والتنظيمات الإرهابية الاخرى وواصلوا محاربة تنظيم الدولة الاسلامية حتى الانتصار عليه".

وكان استقبال حركة طالبان لتنظيم القاعدة على أرض أفغانستان السبب الرئيسي للغزو الأميركي في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001.

مفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية

تزامنا مع عملية الانسحاب، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين حركة طالبان وسلطات كابول بحلول 10 آذار/مارس، استكمالا للاتفاق الموقع في الدوحة، وفقا لمسؤولين أميركيين. وقال مسؤول لوكالة فرانس برس ان "الاتفاق ينص على تاريخ 10 آذار/مارس، لكن علينا أن نكون واقعيين"، بينما رجّح مسؤول آخر أن تبدأ المفاوضات في النصف الأول من آذار/مارس وأن تعقد في اوسلو.

وبحسب المسؤولين، فإنّ التحدي الرئيسي يكمن في صعوبة تشكيل وفد موحد يجمع الحكومة الأفغانية والمعارضة والمجتمع المدني في ظل الخلافات القائمة حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

تبادل الأسرى

وافقت واشنطن وحركة طالبان على تبادل آلاف الأسرى ضمن "إجراءات لبناء الثقة" نص عليها الاتفاق التاريخي الموقّع في الدوحة. وجاء في الاتفاق أنّ "نحو خمسة آلاف سجين (من طالبان) (...) وحوالي ألف سجين من الطرف الآخر (القوات الأفغانية) سيطلق سراحهم بحلول العاشر من آذار/مارس" المقبل.

ومن المفترض أن تبدأ مفاوضات بين الأطراف الأفغانية في الفترة ذاتها، على أن يسبق تبادل الأسرى هذه المفاوضات.

فرصة تاريخية

وحض الرئيس الأمريكي الليلة الماضية الشعب الأفغاني على اغتنام الفرصة لمستقبل جديد، مشيرا الى أن وزير الخارجية مايك بومبيو سيحضر توقيع الاتفاق مع طالبان في الدوحة. وقال "في النهاية سيتوقف الأمر على شعب أفغانستان كي يحدد مستقبله. لذا، نحض الشعب الأفغاني على اغتنام هذه الفرصة من أجل السلام ومستقبل جديد". وأضاف "في حال كانت طالبان والحكومة الأفغانية على مستوى الالتزامات، سنمضي قدماً لوضع حد للحرب في أفغانستان وإعادة جنودنا إلى الوطن".

لم تكن قطر، شبه الجزيرة الصغيرة المعروفة بثرواتها الغازية وفوزها المثير للجدل باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، خيارًا مطروحا على ما يبدو لاستضافة المفاوضات. لكن توفير الإمارة الثرية موقعا محايدا لإجراء محادثات حول إنهاء الصراع المستمر منذ 18 عامًا في أفغانستان، عزّز مكانتها الدولية وجهودها في تحدي الحظر المفروض عليها من السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ 2017.

وشهدت المفاوضات مشاهد غير مألوفة كتحوّل مقاتلي طالبان إلى مفاوضين سياسيين في العاصمة القطرية على وقع موسيقى كلاسيكية تصدح في مداخل فنادقها الفخمة. وكانت المحادثات التي توسط فيها دبلوماسيون قطريون، ماراثونية شابها التوتر في أحيان كثيرة، وامتدت حتى وقت طويل من الليل مرات عدة.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

حاولت التقاط "سيلفي" مع مسدس فأطلقت النار على طفل في العاشرة من العمر

وفد أمريكي يلتقي بممثلين عن حركة طالبان في الدوحة

غوتيريش يبحث عن طرق للضغط على طالبان من أجل إعادة الأفغانيات للعمل