الوحدة في زمن كورونا

الوحدة في زمن كورونا
Copyright Manu Fernandez
بقلم:  Raja Al Tamimi
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الوحدة في زمن كورونا

اعلان

 بسبب تسارع وتيرة إنتشار فيروس كورونا، تتسارع أيضاً وتيرة تعزيز تعليمات "العزل المنزلي". و يعني ذلك العزل الاجتماعي  ما يعزز الشعور بالوحدة، لا سيما بين الذين يعيشون بمفردهم. ولأن الإنسان إجتماعي بطبعه، لا شك أن شروط وظروف ومدة العزل لها علاقة كبيرة بمستوى القلق الناجم عنه.

في الواقع، قد تستمر مدة العزل المفروضة حالياً بسبب "كوفيد 19" إلى أجل غير مسمى، أي أن هناك "وحدة" مفروضة وغير مختارة. لكن المقلق في الأمر هو أن الشعور بالوحدة يزيد من خطر الإصابة باضطراب نفسي وليس عند كبار السن فقط.

وتوجد نقطة مهمة أخرى هي أن الوحدة تساهم بشكل كبير في الضغط النفسي. وهناك اثباتات على أن للقلق آثار ضارة كثيرة على الصحة منها ارتفاع ضغط الدم والأرق وعسر الهضم وحتى عادات الأكل السيئة والسمنة. وتظهر دراسات أخرى أن الوحدة خطرة على الجسم وتضعف جهاز المناعة.

وقالت كاترين، ابنة سيدة مقيمة في دار رعاية المسنيين على قناة بي إف إم الفرنسية: "لن يموتوا بسبب فيروس كورونا، لكن من الحزن". "أنا قلقة بخصوص كبار السن الذين يعيشون بمفردهم ومن عدم السماح لنا برؤيتهم أو ملامستهم خوفًا من قتلهم. انهم سيموتون بشكل أسرع، لكن من "الوحدة".

 نشر الأستاذ جيلبرت ديراي في رسالة مفتوحة على الفيسبوك والذي يعمل في المستشفى الباريسي"Pitié-Salpêtrière" في الواقع، ردة الفعل هذه مبنية على دراسات قام بها باحثون سابقاً مع التأكيد أن " معدل انتشار الاضطرابات النفسية الشائعة أعلى بين الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون مع شخص ما."

للوصول إلى هذه الاستنتاجات، حلل باحثون فرنسيون البيانات الطبية والمجتمعية لـ 20.503 بالغاً، تتراوح أعمارهم بين 16 و 74 عامًا، يعيشون في إنجلترا. وأكمل المشاركون الاستبيانات التي قيمت ما إذا كانوا قد عانوا من أعراض عصبية من قبل.

نتيجة التقييم كانت: في العام 2007، عانى 24.7 بالمئة من الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم من اضطرابات نفسية شائعة، مقابل 15.4 بالمئة من الذين يعيشون مع شخص ما. وشكل الشعور بالوحدة 84 بالمئة من هذه العلاقة الإيجابية، أكثر من تعاطي المخدرات أو عدم العمل، على سبيل المثال. ومع ذلك، يشير أصحاب الدراسة إلى أنه ليس كل من يعيش بمفرده يشعر بالعزلة.

الخلاصة هي أن "العزل" و "الوحدة" مواضيع يجب أن تؤخذ على محمل الجد بالنسبة لكبار السن خاصة أنهم الأكثر عزلة بشكل عام، لكن وللعزاب أيضًا لأن بين بعض الناس، يمكن أن تكون تداعيات العزل ضارة لدرجة الانتحار.

تجنب الوحدة القاتلة؟

للتغلب على هذه الوحدة المفروضة والتي قد يطول مداها، ظهرت في فرنسا مبادرات للتضامن من خلال شبكة بدأت تتوسع لتتناول مواضيع أخرى، مثلاً: كيفية مساعدة المعلمين الذين عليهم إعداد دروسهم، وكيفية الاستجابة للطلاب أثناء رعاية الأطفال. وهناك موضوع آخر يتعلق بالحيوانات الأليفة التي لم يعد بإمكان بعض كبار السن إخراجها من المنزل.

حتى هذه الساعة، تجاوز عدد المتطوعين الذين اقترحوا تقديم خدماتهم الى 20 ألف متطوع.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: السعودية تدخل موسوعة غينيس بقاعة "مرايا" الزجاجية

شاهد: روبوتات لتوصيل البقالة وأخرى لتوزيع مطهر اليدين مع تفشي كورونا

شاهد: صمت وخواء كورونا يخيمان على شوارع روما وبروكسل