الحرب والإهمال في ليبيا يهددان قلعة رومانية أثرية مطلة على شواطئ المتوسط

المدرج الروماني في موقع صبراتة الأثري في صبراتة في ليبيا 28/02/2011
المدرج الروماني في موقع صبراتة الأثري في صبراتة في ليبيا 28/02/2011 Copyright Ben Curtis/AP
Copyright Ben Curtis/AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

على بعد 50 كيلومتراً من بنغازي، التي يتردد اسمها تقريباً في كل خبر وارد عن الصراع في البلاد، تقع قمينس، البلدة الساحلية المطلة على خليج سرت، والتي كانت يوماً مقصداً سياحياً لسكان المدن والقرى المجاورة.

اعلان

اليوم عندما تذكر ليبيا يتبادر إلى ذهن السامع فوراً خلافات سياسية وأمنية وحرب. الحرب التي مزقت البلاد بعد ثورة شعبية أسقطت الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ولم تضع أوزارها حتى الآن.

في الحروب تشوه الصور وينتقص منها الكثير، فعلاً ومجازاً. لكن من يريد أن يرى جانباً آخر من الصورة، بالتأكيد هناك دائماً ما يرى.

على بعد 50 كيلومتراً من بنغازي، التي يتردد اسمها تقريباً في كل خبر وارد عن الصراع في البلاد، تقع قمينس، البلدة الساحلية المطلة على خليج سرت، والتي كانت يوماً مقصداً سياحياً لسكان المدن والقرى المجاورة.

من أهم شطآنها شاطئ منطقة بولسفين.

فبالإضافة إلى رمالها البيضاء ومياهها الصافية، تعد بولسوفين أيضًا موطنًا للآثار القديمة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، حيث كانت خلال العصر الروماني مركزًا رئيسيًا للسفن.

بعض الآثار التي عثر عليها هنا يعود تاريخها إلى عام 500 ميلادي.

يسمى الحصن القديم في المنطقة "مشالي"، وسمي على اسم حاكم روماني، ويعتبر من أبرز المواقع الأثرية في ليبيا.

وفقاً لعمر القدري وهو مؤرخ محلي فإن عملات معدنية قديمة وجدت في الموقع تؤكد الحصن كموقع روماني: "كان هذا موجودًا قبل فترة الإسلام، لأنه ثبت أن الحضارة اليونانية كانت موجودة في المنطقة الشرقية (ليبيا) ، حيث تركزت في شحيط (قيرنا) وتوكرا، وهي بالطبع مدن يونانية".

هناك أطلال وكهوف وممرات تحت الأرض مليئة بالآثار الرومانية.

وبحسب القدري، فقد تمكن الموقع من الصمود على الرغم من تعرضه للتآكل وضربات الحلفاء الجوية خلال الحرب العالمية الثانية.

يقول القدري: "الحصن قائم كما هو منذ 70 سنة".

يحث سكان المنطقة السلطات في المنطقة على إنقاذ التراث الأثري من خلال إجراء أعمال تجديد وبناء سياج للحماية.

يقول جاد الله بصايف، أحد السكان المحليين: "من المفترض أن تقوم الحكومة المؤقتة (غير المعترف بشرعيتها دولياً) و رئيس الوزراء عبد الله الثني بفعل أي شيء لإنقاذ هذا المكان، الذي أنهكته الرياح والأمطار وما إلى ذلك، إلى الحد الذي أصبح فيه شبه مسطح. الدولة لا تهتم بهذا المكان، في بلدان أخرى تجدهم مهتمين حتى بأصغر المعالم الأثرية، وببناء أسوار حولها، ويأتي الناس من جميع أنحاء العالم لزيارتها".

ومع انجراف ليبيا في تيارات عنف واضطرابات سياسية وأمنية واقتصادية، لا يبدو أن هذا الجزء من الصورة سينال الاهتمام في وقت قريب.

viber

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الاتحاد الأوروبي يحاول طمأنة روسيا بشأن عملية "إيريني" قبالة سواحل ليبيا

حكومة الوفاق تندد بـ"انقلاب جديد" في ليبيا بقيادة حفتر

ما قصة اكتشاف مقبرة جماعية في صحراء غربي ليبيا؟