المنع هو آخر الاجراءات الحكومية التي تعاقبت بسرعة ضد مخلوف، بما شمل مصادرة أصوله وأصول زوجته وأطفاله المالية، والتحذير بأن المزيد من المطالبات المالية قد تصدر بحق الرجل الذي كان يعتقد أنه يمثل قلب الاقتصاد السوري.
علقت السوق المالية السورية تداول أسهم أكبر شركة لاتصالات الهاتف الخلوي في البلاد "سيريتل"، التي يملكها أحد أغنى رجال أعمال سوريا وهو رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد.
ويشكل قرار الهيئة السورية للأسواق والأوراق المالية، تطورا آخر لنزاع مالي عميق داخل عائلة الأسد، التي تحكم سوريا منذ خمسة عقود. وتعد "سيريتل" إحدى أكبر الشركات المشغلة في البلاد، إذ تشغل آلاف الموظفين ولديها 11 مليون مشترك. وتقول الهيئة إن الإجراء يهدف إلى حماية المساهمين وإن التعليق سيستمر حتى إشعار آخر.
وفي تعليق على القرار من خلال تعليق على الانترنت، وصف رجل الأعمال رامي مخلوف الوضع بالمهزلة، وقال إن 70 في المائة من أرباح الشركة كانت تصرف في الأعمال الخيرية على مدى أكثر من عشر سنوات، وقال: "ما من أحد يمكنه منع هذه الأموال من الوصول إلى مستحقيها".
وكانت محكمة سورية فرضت خلال الشهر الماضي حظر السفر على مخلوف، إلى غاية تسوية الخلافات المالية. وكان المنع آخر الاجراءات الحكومية التي تعاقبت بسرعة ضد مخلوف، بما شمل مصادرة أصوله وأصول زوجته وأطفاله المالية، والتحذير بأن المزيد من المطالبات المالية قد تصدر بحق الرجل الذي كان يعتقد أنه يمثل قلب الاقتصاد السوري.
ويطعن مخلوف في الدعاوى المالية الصادرة ضده، ويصفها بالظالمة، داعيا الأسد إلى أن يكون حكما. لكن الأسد لم يصدر منه أي تصريح علني بشأن القضية، التي عكست انقساما جليا هو الأول من نوعه داخل عائلة الأسد، منذ خلف بشار والده سنة 2000.
وفيما تقول هيئة تنظيم الاتصالات إن مخلوف مدين للحكومة بنحو 180 مليون دولار بعنوان رسوم تشغيل مستحقة، يرفض مخلوف تلك الادعاءات من خلال بيانات نشرها على الانترنت.
وتعيش سوريا تحت وقع العقوبات الغربية، وهي تدخل مرحلة جديدة من المصاعب الاقتصادية، مع هبوط عملتها ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية، كما أن النشاط الاقتصادي تضرر بسبب القيود المفروضة في إطار مكافحة جائحة كوفيد-19، بعد إجراءات التقشف المتخذة خلال الحرب، التي أدت على تشريد نصف سكان سوريا.