فرنسا: لماذا تحولت ملاعب الأحياء في ضواحي باريس من ساحات للترفيه إلى حلبة للخلافات؟

ملاعب كرة القدم
ملاعب كرة القدم Copyright Frank Augstein/AP
Copyright Frank Augstein/AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ملاعب الأحياء في ضواحي باريس ساحات للترفيه... والخلافات

اعلان

تشكل ملاعب كرة القدم في داخل المدن متنفسا محببا في الأحياء الشعبية الفرنسية خصوصا خلال موسم الصيف الحالي بعد رفع تدابير الحجر، غير أنها قد تثير توترات بين السكان والمسؤولين البلديين ورواد هذه المواقع.

ففي منطقة سان غراسيان بضاحية باريس، غابت الحياة عن ملعب "لا بومبونيرا"، المسمى تيمنا بالمدرج الرياضي الشهير في بوينوس أيرس، منذ 29 مايو-أيار. فبقرار من البلدية، وُضعت كتل خرسانية ضخمة على أرض الملعب وانتُزع العشب الاصطناعي من الموقع.

ويقول زكي ديوب المقيم في الحي "لقد أزالوا الملعب" من دون سابق إنذار، واصفا ذلك بأنه "عمل تخريبي". ويضيف هذا المستشار "هذا أكثر من عقاب لنا. نخرج من حجر استمر شهرين وكان مرحلة صعبة على الجميع، وها هم ينتزعون إحدى المساحات القليلة للترويح عن النفس".

ويشير زكي ديوب إلى أن هذا الملعب يشكل "مركزا للتواصل"، إذ "يتماشى مع روح الحي وقد صمد عبر الأجيال وخرّج لاعبين محترفين. إنه جزء من تراثنا". وقد انضم ديوب إلى سكان آخرين للطعن قضائيا بقرار البلدية المحسوبة سياسياً على اليمين.

وتؤكد البلدية أنها تريد تفادي إقامة "منافسات رياضية سرية" يتواجه فيها "مئات" اللاعبين الذين "يستحوذون على المساحات العامة" مما قد يؤدي إلى "إزعاج السكان".

وتقول ملكة شيف المقيمة في المنطقة منذ أكثر من أربعة عقود وهي أم لأربعة أبناء من رواد الملعب الدائمين "كان يكفي القول، أنتم تسببون الكثير من الضوضاء". وتلفت إلى أن الكثير من "الفتيان والفتيات لا يجدون متنفسا لهم" مذاك.

ويشير شرطي معارض لقرار البلدية إلى أن "هذا الملعب لم يكن يسبب أي مشكلة باستثناء بعض الإزعاج السمعي". ويقول "ملاعب الأحياء ليست على العموم من المواقع التي تسترعي انتباها خاصا لدينا. قد يرتادها شبان يدخنون "الحشيشة" لكنها ليست حاليا من نقاط استقطاب تجار المخدرات".

وفي باريس، أثار إنشاء ملعب قبل عامين في حي مونمارتر الذي استحال من المناطق الراقية بعدما كان شعبيا، جلبة كبيرة في العاصمة.

وتقول آن توميو المقيمة في الحي والقائمة على عريضة رافضة للملعب "لقد أزيلت فسحة اللعب في حديقة الأطفال الرائعة بغية إقامة قفص مسيّج لكرة القدم.

وتتسلح توميو بصور وتسجيلات فيديو للتنديد بما تعتبره "إساءة استخدام للمعدات" مع "بالغين شباب يتواجهون في كرة القدم ليلا" إضافة إلى "مشكلات مخدرات".

أما الهجمة المرتدة فتولاها نجم كرة القدم الفرنسي الدولي السابق فيكاش دوراسو الذي لعب في نادي باريس سان جرمان وترشح للانتخابات البلدية في باريس على لائحة اليسار المتطرف، من خلال عريضة مضادة ترفض المس بالملعب في مونمارتر.

ويقول اللاعب السابق إن الملعب يشكل "مساحة حياة وتواصل اجتماعي" في حي "شهد عملية استطباق"، إبدال سكان الطبقة المتوسطة بآخرين من طبقات أرقى، ولم يعد "يقدم أي مجال للترفيه سوى الاستهلاك". وفي ظل هذا الانقسام الكبير، تبحث البلدية عن موضع جديد لنقل الملعب إليه.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

باريس وضواحيها عن أعمال الشغب وتداعياتها

قضية "تيو": صدامات تتخلل احتجاجات في ضواحي باريس

فرنسا: اطلاق سراح شرطيين اتهما بعدم تقديم مساعدة لمراهقين توفيا عام 2005، ما تسبب في انتفاضة الضواحي