في عملية تطويب كارلو أكوتيس هناك ما هو خارج عن المألوف، فالطوباويون عادة ما كانوا رجال دين أو من أصحاب أعمال الخير أو من الذين استشهدوا من أجل المسيح. أما كارلو فلا تنطبق عليه كل هذه الصفات. كانت فقط مراهقاً من الجيل الجديد.
كارلو أكوتيس، الذي توفي عام 2006 عن عمر 15 عاماً، والذي وصف من قبل المحيطين به بأنه نابغة في مجال الكمبيوتر والمعلوماتية، يكرم كنسياً بتطويبه بعد أن اعتبره البابا صاحب معجزة.
الفتى الإيطالي الذي توفي قبل 14 عاما متأثراً بمرض سرطان الدم "اللوكيميا" سيصبح أصغر شخص يطوب في العصر الحديث، وبهذا يصبح شخصاً يمكن أن يتوجه له الناس بالصلاة.
وفي شباط/فبراير 2020 أعلن البابا فرنسيس، أن أكوتيس أنجز أولى معجزاته من السماء، بأن أشفى طفلا برازيلياً عمره 7 سنوات، كان يعاني من اضطراب نادر في البنكرياس، حيث تخلص من مرضه دون اضطراره لإجراء عملية جراحية، بعد أن توجه وأسرته بصلواته للإيطالي أكوتيس طالبين شفاعته.
وليطوب المتوفى، فهو بحاجة لمعجزتين مؤكدتين، وفي بعض المرات، يمكن للحبر الأعظم أن يسقط شرط المعجزة الثانية، وبهذا يكون أكوتيس هو الطفل الأصغر، والأول الذي يحصل على هذا اللقب، من خارج إطار رجال الدين، في العصر الحديث.
وكان القديس الجديد قد لفت أنظار الكنيسة الكاثوليكية في سن 11 عاما، بعد أن أنشأ موقعا على شبكة الإنترنت استخدمه لتوثيق وفهرسة المعجزات.
وفي العام 2017 قال البابا فرانسيس إن الطفل الإيطالي استخدم الإنترنت للحديث عن القيم والجمال.
وأضاف:"صحيح أن العالم الرقمي قد يعرّضك لخطر الانطواء على الذات والانعزال والملذات الفارغة؛ لكن لا تنسَ أنّ ثمة شبابا يتمتعون بحس الابتكار وأحيانا النبوغ، في هذه البيئة".
وقال الكاردينال أغوستينو فاليني:"استخدم كارلو الإنترنت لخدمة الإنجيل، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، لقد استخدم الإنترنت بمسؤولية، دون أن يصبح عبدا لهذه الشبكة".
وكان كارلو أكوتيس قد ولد في لندن عام 1991، لأبويين إيطاليين انتقلا إلى ميلانو بعد وفاته.
ومع أنه سيصبح أصغر شخص يطوب في العصر الحديث، إلا أنه لن يكون القديس الأصغر، في حال حصل على اللقب، ففي العام 2019، منح البابا فرنسيس هذا اللقب للطفلين البرتغاليين فرانسيسكو 10 أعوام، ووجاسينتا مارتو 9 أعوام، اللذين توفيا عام 1918 بعد تفشي وباء الأنفلونزا، وكانا قد قالا بأنهما شاهدا القديسة مريم بينما كانا يرعيان الأغنام.