شاهد: مدرسة "1337" جنة المولعين بالبرمجيات الرقمية في المغرب

طالبة تعمل في مدرسة "1337"
طالبة تعمل في مدرسة "1337" Copyright AFP
Copyright AFP
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

لم يصدق إسماعيل المكي في بادئ الأمر أن تكون مدرسة تطوير البرمجيات الرقمية "1337" المغربية موجودة بالفعل، بالنظر لتجهيزاتها الحديثة ومجانيتيها، حتى أنه حاول اختراق موقعها الالكتروني لكشف "الخدعة".

اعلان

لم يصدق إسماعيل المكي في بادئ الأمر أن تكون مدرسة تطوير البرمجيات الرقمية "1337" المغربية موجودة بالفعل، بالنظر لتجهيزاتها الحديثة ومجانيتيها، حتى أنه حاول اختراق موقعها الإلكتروني لكشف "الخدعة".

يقع المركز في مدينة خريبكة المنجمية، الواقعة في وسط شمال المغرب، وهو بمثابة جنة للمولعين بالبرمجيات الرقمية.

ويقدم المركز نموذجا مختلفا تماما عن النمط السائد في الجامعات المغربية، إذ يقوم منهج الدراسة على "مهام" يُكلَّف كل طالب إنجازها على أجهزة حاسوب من أحدث طراز، ومن دون أي التزام بمواقيت محددة، داخل جدران تزينها رسومات غرافيتي وأثاث عصري، فضلا عن مطعم مجاني ومساحة للاسترخاء في "قاعة الاستراحة" أو للهو بلعبة البلياردو أو طاولة "بيبي فوت".

مدرسة "1337" و الأمن السيبراني

التحق إسماعيل، البالغ 22 عاما، فعلا بهذه المدرسة حيث " كل شيء مدهش، بدءا بالمنهج التربوي"، كما يقول دون أن يزيح بصره عن شاشة حاسوبه الذي لا يكاد يفارقه، كما كل زملائه هنا.

تدرّب الشاب، الذي يعرّف نفسه بأنه "قرصان أخلاقي"، بشكل عصامي من خلال الإبحار على الشبكة العنكبوتية وما يعرف "بالإنترنت المظلم".

وقاده شغفه بتطوير البرمجيات إلى أن انقطع عن الدراسة في المرحلة الثانوية بعدما "شعر بالملل"، خلافا لرغبة والديه. بعدها قادته موهبته إلى العمل عامين في النرويج لحساب شركة أمن سيبراني، اكتشفت قدراته، قبل أن يعود إلى المغرب.

AFP
1337" طالبان في غرفة الاستراحة، مدرسةAFP

"من دون آفاق واضحة"

في مدرسة "1337" في خريبكة، قادته مواهبه أيضا إلى الالتحاق بفريق الأمن السيبراني قبل نهاية مشواره الدراسي. وهو اليوم يسهر على حماية منظومتها من أي اختراق. ويصفه يوسف الدهبي، المدير التقني للمدرسة الثلاثيني "إنه بارع جداً! أكثر براعة من شخص مسن مثلي، الأمن السيبراني يتطور بسرعة وكفاءاتنا تتقادم سريعا".

أسست المدرسة من جانب المكتب الشريف للفوسفات، المادة التي يعد المغرب من أهم منتجيها ومصدريها في العالم، بغاية سد النقص الكبير الذي تعانيه المملكة في الخبراء المعلوماتيين. وقام المشروع على شراكة مع مدرسة 42 الخاصة الفرنسية التي تُعتبر مرجعا عالميا في مجال تطوير البرمجيات الرقمية. تقوم الفكرة بحسب مدير المدرسة العربي، هيلالي على استقطاب "شباب لا أحد ينتبه إليهم، مهووسون بعالم المعلوماتية، طوروا كفاءات نادرة لكنهم لا يجدون مكانا لهم في المنظومة التعليمية".

AFP
طالبة في مدرسة 1337"AFP

"لا عبقرية دون شيء من الجنون"

وتوضح الطالبة فاطمة الزهراء كروش، البالغة 29 عاما: "نشعر هنا كأننا في عائلة كبيرة، تسكننا الروح نفسها ونتشارك أسلوب الحياة عينه". وتعد فاطمة من الطالبات القليلات في المدرسة حيث لا تتجاوز نسبتهن 10 بالمئة. تركت الشابة الحاصلة على دبلوم في الهندسة الصناعية، عملها لتلتحق بالفوج الأول للمدرسة، طمعا في "الحرية" التي توفرها، "حيث لا التزام بمواقيت إدارية ولا أية إكراهات"، كما تقول، مضيفة: "الجميع في المدينة يعرفون طلاب 1337 بكونهم أشخاصا مختلفين".

وتدعو بعض الملصقات المعلقة على جدران المدرسة طلابها إلى ألا "ينسوا أن يكونوا مدهشين كل يوم"، مع شعارات مختلفة بينها "لا عبقرية دون شيء من الجنون"، "كل الأبطال الخارقين يضعون أقنعة".

أحلام وأماني الطلاب

وتستقطب المدرسة أيضا طلابا أجانب ولكن عددهم قليل، مثل روبرت برايت فوكا، والبالغ 23 عاما.

دخل فوكا المغرب بطريقة قانونية وتمكن من الوصول في الوقت المطلوب قبل الخضوع لاختبار الدخول، بعد رحلة شاقة على مدى شهرين من الكاميرون. كان روبرت في سن 11 عندما لمس جهاز كمبيوتر لأول مرة بعدما "تسلل إلى مقهى للأنترنت في حيه"، ويحلم اليوم بأن يعود إلى بلاده ليفتتح مدرسة للبرمجيات الرقمية.

أما زميله محمد أيمن فارمي والبالغ 24 عاما، فيحلم بأن يؤسس شركة للذكاء الاصطناعي. وقد فضل الشاب "المهووس بالخوارزميات" الالتحاق بهذه المدرسة متخليا "من دون ندم" عن نمط تعليمي "تجاوزه الزمن" في مدارس الهندسة الكبرى.

نقص المغرب لمهندسي المعلومات

وينتقى الطلبة "1337" بناء على معايير الكفاءات الفردية ومستوى التحفيز وهامش التطور، من دون اشتراط الحصول على شهادات علمية. ويوضح مستشار في المكتب الشريف للفوسفات "تقوم الفكرة على استهداف أفضل المواهب الواعدة، وإنشاء شعب جديدة، إنها طريقة أبسط من إصلاح منظومة التعليم الجامعي، بالنظر للصعوبات".

viber

ولا يقدم عملاق صناعة الأسمدة انطلاقا من الفوسفات أرقاما حول حجم استثماراته في قطاع التكنولوجيات الحديثة. ولا يزال المغرب يعاني نقصا في مهندسي المعلوماتية رغم تدريبه حوالي 8 آلاف منهم كل عام، ما لا يكفي لسد الحاجات المحلية على صعيد التحوّل الرقمي، خصوصا في ظل إغراء الأجور المرتفعة التي يمكن أن يحصلوا عليها في أوروبا أو أميركا الشمالية. ويشهد القطاع عموما نموا مطردا في بلدان المغرب. فقد أسست مدرسة "هولبرتن سكول"، التي أنشأها فرنسيان في كاليفورنيا، فرعا لها في تونس مقترحة نفس مناهج التدريب بالمجّان. كما تقدم مدارس خاصة أخرى تدريبات مكثفة لبضعة أشهر، مع تسهيلات في نفقات الدراسة وآفاق مضمونة. فيما تراجعت مدرسة 42 الفرنسية عن افتتاح فرع لها في المغرب.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الإمارات تعلن دعمها للسعودية لحل الأزمة الخليجية المستمرة منذ 3 سنوات

فيديو: انتشال حمار من تحت الأنقاض حيّاً بعد ستة أيام من الزلزال المدمر في المغرب

زلزال المغرب بعد أسبوع: فرق الإنقاذ تواصل البحث عن أحياء تحت الركام