توني باركر نجم كرة السلة العالمي الفرنسي الأصل.. مسيرة حافلة وأحلام تمشي على الأرض
ليس من السهل تحويل أحلامك إلى حقيقة، إلا إذا كنت توني باركر. أشهر لاعب كرة سلة في فرنسا.. نجح باركر في كل ما أراد القيام به. أراد أن يصبح لاعبًا في الـ "ان بي أي"، الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين. ونجح في ذلك. وكان لفترة طويلة أقوى حارس في الدوري. الأمر عينه ينطبق على ما خطط لحياته بعد التقاعد: في حلقة جديدة من "غلوبال كونفرسيشن" على يورونيوز يطلعنا باركر على المزيد من التفاصيل عن حياته المهنية اللامعة وخططه المستقبلية.
حاز باركر على لقب الدوري الأمريكي 4 مرات في سان انطونيو سبيرز وحصل على لقب أفضل لاعب في النهائيات عام 2007 وكان أداؤه لا ينسى في بطولة أوروبا لكرة السلة التي انتهت بتتويج فرنسا في 2013.
في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قرر فريق سان انطونيو سبيرز إحالة قميص باركر والذي يحمل الرقم 9، إلى التقاعد، لينهي اللاعب الفرنسي الشهير 17 عاما في صفوف سبيرز. وخلال مسيرته اصبح باركر يعتبر ضمن أقوى 3 لاعبين في الفريق وهم تيم دانكن ومانو جينوبيلي.
بعد مسيرة 20 عاما
عن مسيرته المهنية وانجازاته وصولا إلى التقاعد، يقول باركر "حتى في أحلامي الأكثر جنونا، حين كنت طفلاً، لم أتخيل أبدا كل ما حدث والطريقة التي انتهى بها الأمر مع تقاعدي من جيرسي. لم أفكر أبدا أن هذا ممكن لشخص مثلي قَدِمَ من نورماندي ونشأ في بلدة صغيرة. في النهاية، جيد أن ندرك هذا الأمر، لأنني منذ أن تقاعدت، أدركت كل ما أنجزناه مع سبيرز. وفي الوقت الحالي، أشعر بالحنين للقراءة ومشاهدة فيلم عني على نتفلكس، جيد أن ترى مسيرة 20 عاما كاملة في فيلم".
سانت أنطونيو سبيرز
في عام 2011 انضم باركر إلى فريق سان أنطونيو سبيرز، نادي كرة سلة في ولاية تكساس الأمريكية، يلعب في الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين وكان يبلغ من العمر 19 عاما حينها.
وعن هذه التجربة يقول باركر "كنت جد محظوظً لوجودي في سانت أنطونيو سبيرز. نعم عملت بجد ولكن بنفس الوقت كنت ضمن فريق أراد الفوز حقًا. قيم هذا الفريق، جعلتني شخصا أفضل، وجعلتني لاعب كرة سلة أفضل. تطلب الأمر جهدا وانضباطا وتضحيات وكنت مصممًا للوصول إلى ال "إن بي اي". في ذلك الوقت، لم يكن هناك حراس أوروبيون. لم يكن هناك الكثير من الأوروبيين، لذا شعرت بكل الضغط على الجيل الجديد وبأممي يجب أن أعطي أفضل ما لدي وأن أحظى باحترام اللاعبين والمدربين الأمريكيين. كان الأمر شاقا في البداية، لكنه جعلني أقوى وكان يجب أن أثبت لهم بأننا كأوروبيين قادرون على لعب كرة السلة".
الاستثمار في فرنسا
مسيرة لم تنته عند هذا الحد، بل قرر باركر الذي يملك فريق كرة سلة محترف للرجال والنساء، استكمالها من خلال افتتاح أكاديمية توني باركر أديكات في مسقط رأسه في مدينة ليون الفرنسية.
عن هذه الخطوة يعلق باركر قائلا "يهمني جدًا رد الجميل. قلت سابقا، أنني أشعر بأنني محظوظ جدًا، لدي مدربون رائعون. الطريقة التي نشأت بها، لا أنسى من أين أتيت. بدأت بشراء فريق يسمى لاسفيل في ليون، بدأت من هنا، ومن ثم انتقلت إلى شراء اللاعبات. أردت القيام بمشروع فريد من نوعه وأن أقدم عملا يتشابه فيه الرجال والنساء وأن يكون لديهم الفريق نفسه. وانتهى بي الأمر مع الأكاديمية التي افتُتحت قبل عام ونصف. كان الأمر مميزًا بالنسبة لي لأنني أردت الاعتناء بنخبة من اللاعبين في كرة السلة، وأردت أيضًا رعاية جميع الأطفال الذين لن يتمكنوا من تحقيق ذلك بشكل احترافي لأنني أعرف أن خمسةً وتسعين بالمئة من هؤلاء الأطفال، لن يصبحوا لاعبين محترفين. لذا فإن شعار الأكاديمية هو "انضمَّ إلى الأكاديمية واحصلْ على وظيفة". أنا آخذ هذا الأمر على محمل الجد. بالنسبة لي، من المهم جدًا أن ينجح هؤلاء الأطفال في الحياة، أن يكون لديهم وظيفة وأنهم يشعروا فقط بالسعادة".
فيروس كورونا
وفي ظل فيروس كورونا هذا التحدي الكبير، والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات الفرنسية لمواجهة هذا الوباء القاتل، ومنها فرض الإغلاق الشامل لمرتين، وتغير العادات والحياة الروتينية التي نعيشها يقول باركر "الوضع صعب جدا الآن. من الواضح أننا نعيش أزمة هي واحدة من أكبر الأزمات على الإطلاق. ومن الصعب المحافظة على جميع المشاريع. لكن يجب أن تكون مبدعًا، وإيجابيًا، وعليك أن تحاول إيجاد الحلول. بالتأكيد، نحن نعيش أوقاتا عصيبة. ولكن في نهاية اليوم، لا يمكن لهذا الأمر إلا أن يجعل شخصيتك أكثر قوة".
نتفلكس وفيلم عن حياته
يعلق باركر على قرار نتفلكس انتاج فيلم عن حياته، قائلا إنه لشرف كبير، عندما تواصلوا معي من نتفلكس للمرة الأولى للحديث عن الفيلم وتنفيذه، شعرت بأنه أمر رائع، لم أصدق، لأنني كنت أقوم بعمل مشابه مع شركتي، إنفينيتي ناين ميديا. كنا نقوم بمشروع يسمح لمتابعييّ بالحصول على بعض اللقطات من العام الماضي. وبينما كان المشروع في بدايته، جاءت نتفلكس لتقول إنها مهتمة بإنتاج فيلم عن حياتك. كان ذلك شرفًا لي.
يقضي باركر نصف أوقاته في أمريكا و النصف الآخر في فرنسا، ويؤكد أنه يحب كلا البلدين ويشعر أنه في وطنه في كليهما.
وصول بايدن إلى سدة الحكم
عن وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى سدة الحكم، والانتخابات الأمريكية التي جرت قبل أشهر، يشير باركر إلى سعادته "بالطريقة التي تسير بها الأمور"، ويضيف "نعيش يوما جديدا، وأنا سعيد أيضا بالطريقة التي سارت بها الانتخابات. وأعتقد أنه ينتظرنا مستقبل مشرق".
الحلم الأكبر
حلم باركر الحالي ومع تقدمه في العمر، هو أن يكون وعائلته وأطفاله بصحة جيدة.
نصيحة إلى محبيه
وفي نهاية المقابلة وجه باركر نصيحة إلى محبيه، قائلا "كونوا دائما إيجابيين وآمنوا بأحلامكم. أرى أنه يجب أن تكون لديك أحلام كبيرة. وإذا تحدثت عن هذا الحلم لشخص ما ولم يرْمِكَ بالجنون، فإن حلمك ليس بهذه العظمة إذا".