تبون يزور زعيم بوليساريو في المستشفى بعد عودته من إسبانيا.. ما الذي تريده الجزائر من الزيارة؟

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يزور زعيم حركة البوليساريو في المستشفى بعد عودته من إسبانيا
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يزور زعيم حركة البوليساريو في المستشفى بعد عودته من إسبانيا   -  Copyright  AFP
بقلم:  يورونيوز

توجه غالي إلى الجزائر بالذات يزيد من التوتر مع الجار المغربي من جانب آخر وخاصة في ظل الدعم الجزائري الكبير لمطالب الصحراويين بالاستفتاء على استقلالهم من الرباط.

أعلنت السلطات الإسبانية والجزائرية يوم الثلاثاء عن وصول زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى الجزائر العاصمة قادما من إسبانيا التي مكث فيها منذ أبريل – نيسان الماضي للعلاج من مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

مغادرة غالي الأراضي الإسبانية تطوي ولو مؤقتاً فصلاً من فصول التوتر بين إسبانيا والمغرب التي غضبت لاستقبال مدريد لرئيس "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" الساعية إلى الاستقلال عن الرباط.

في المقابل لا يوجد ما يشي بتخفيف التوتر مع الجار المغربي خاصة في ظل التأييد الجزائري الكبير لمطالب الصحراويين بالاستفتاء على استقلال المستعمرة الإسبانية السابقة.

وتعتبر الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو التي حاربت المغرب لعقود من أجل استقلال الصحراء الغربية التي بقيت تحت سيطرة مدريد حتى عام 1975 تاريخ انسحاب القوات الإسبانية منها.

وبدأ الفصل المستمر من الأزمة بوصول غالي إلى إسبانيا على متن طائرة طبية جزائرية وُضعت تحت تصرفه بالإضافة إلى منحه جواز سفر دبلوماسي وأُدخل بعد ذلك إلى المستشفى في لوغرونيو تحت اسم مستعار "لأسباب أمنية".

وردا على استقبال غالي، الذي تعتبره الرباط "مجرم حرب"، تراخت القوات المغربية قبل أسبوعين في مراقبة الحدود مع مدينة سبتة البوابة الإسبانية إلى أوروبا ما أفسح المجال لموجة هجرة غير مسبوقة بوصول أكثر من عشرة آلاف مهاجر غير شرعي إلى إسبانيا.

وقد برّرت مدريد استقبال غالي بأنه كان "لأسباب إنسانية بحتة" ثم اتهمت المغرب بابتزازها عبر غضّها الطرف عن مرور المهاجرين غير الشرعيين إلى أراضيها.

وقالت الرباط إن الأزمة "غير مرتبطة باعتقال شخص أو عدم اعتقاله، وأنها لم تبدأ مع تهريب المتهم إلى الأراضي الاسبانية ولن تنتهي برحيله عنها، الأمر يتعلق بثقة واحترام متبادل جرى العبث بهما وتحطيمهما".

وأعاد القضاء الإسباني فتح دعوى ضد زعيم بوليساريو البالغ من العمر 71 عاما ومثل الثلاثاء أمام محكمة في مدريد في إطار شكوى بتهم "تعذيب" تقدّم بها المعارض السياسي لقيادة بوليساريو فاضل بريكة الذي يحمل الجنسية الإسبانية.

وتتّهم الدعوى غالي بارتكاب "انتهاكات لحقوق الإنسان" ضدّ معارضين في مخيّمات تندوف الواقعة غرب الجزائر والتي تأوي لاجئين صحراويين.

وقد تم الاستماع لغالي داخل المستشفى، ولم يتخذ القاضي الإسباني أي اجراء بحقه تاركاً له حرية مغادرة الأراضي الإسبانية وهو ما حدث بالفعل بعد ساعات قليلة من استجوابه.

تبون يزور زعيم البوليساريو في المستشفى ..رسالة مبطّنة؟

وبطبيعة الحال، فإن عودة غالي لم تكن لتمر مرور الكرام.. ففي خطوة لافتة ومثيرة، زار الرئيس عبد المجدي تبون زعيم البوليساريو في المستشفى العسكرية بالعاصمة الجزائرية. وقد حظيت زيارة تبون بتغطية إعلامية شوهد فيها الرئيس وبرفقته قائد الأركان سعيد شنقريحة وهو يلتقي غالي ويعبر عن شكره لإسبانيا وعلى حرص بلاده الدفاع "عن قضايا الحق" منذ أول يوم من حصولها على الاستقلال من فرنسا. في خطوة بدت وكأنها رسالة مبطّنة للجار المغربي.

وتزامنت الزيارة مع مقابلة أجراها تبون مع مجلة لوبوان الفرنسية تحدث فيها عن ملف العلاقات مع الرباط بحسب وسائل إعلام جزائرية وتحديدا عن إمكانية فتح الحدود الجزائرية مع المغرب، قال الرئيس الجزائري: "لا يمكن فتح الحدود مع جار يقوم باستفزازك والتهجم عليك يوميا"، وهو ما يشير إلى استمرار التوتر السياسي بين البلدين اللذين يتقاسمان تاريخا مشتركا وتجمعهما أواصر عائلية تضررت كثيرا من إغلاق الحدود المستمر منذ عام 1994 بقرار من الرباط بعد تفجيرات استهدفت مدينة مراكش.

مواضيع إضافية