تقول الباحثة في مركز الصحة العالمية في مستشفى مساتشوستس إنغريد كاتز، إن السؤال الرئيسي هو: "هل أن اللقاحات والأدوية سلعة أو حق؟"، مبينة أن مصدر اتخاذ القرار يتمثل في الجلوس مع عدد محدود من الأشخاص المالكين لثروة هائلة، ويتخذون قرارات تتعلق بالحياة والموت لبقية العالم.
قال خبراء الصحة العالمية، إنهم يتوقعون أن يكون توزيع اللقاح غير متكافئ بين الدول الفقيرة والدول الغنية. ويقول الخبراء إن توفير اللقاحات على نطاق واسع في كل مكان قد يكون خلال سنة 2023، وفي الأثناء سيغذي ذلك مزيدا من حالات العدوى والفيروسات المتحولة، التي قد تبقى على الوباء منتشرا لفترة أطول.
لقد قامت الدول الفقيرة بتلقيح واحد في المائة من سكانها، مقارنة بنحو 55 في المائة في الولايات المتحدة، وحوالي 25 في المائة على مستوى العالم.
وتعود أسباب هذه الفجوة إلى القرارات المتخذة في وقت مبكر خلال التمويل الأولي للقاحات وتوزيعها. وقد قال مسؤولون أغلبهم من الولايات المتحدة لوكالة أسوشيتد برس للأنباء، إنهم لم يفكروا أبدا في التعامل مع الوضع على مستوى العالم، وبدلا من ذلك تنافسوا على مستوى مجابهة الوضع داخليا.
لقد اجتاح كوفيد بشكل غير متوقع البلدان الغنية أولا، والتي كان للعديد منها القدرات والإمكانيات لتطوير اللقاحات.
وأدت الثغرات المتعلقة بخطة الشراء العالمية للبلدان الفقيرة إلى عدم قدرتها على المنافسة الشرسة لشراء اللقاحات، وتنافست حقوق الملكية الفكرية مع الصحة العامة كأولوية.
وقامت الدول الغنية بتوسيع نطاق التطعيمات لتشمل الشباب والأصغر سنا، حتى في ظل تغييب الدول الفقيرة. وقارن مبعوث الاتحاد الإفريقي المكلف بالحصول على اللقاحات سترايف ماسيوا عدم الإنصاف في توزيع اللقاحات بالمجاعة، التي يتحكم فيها الأكثر غنى بالخباز.
لقد صدم حجم الظلم وتكديس لقاحات في المخازن، مع عدم وجود خطة قابلة للتطبيق لحل مشكلة عالمية مسؤولي الصحة.
ويقول ماسيوا إن الدول الفقيرة تعيش اليوم ما عاشته إبان تفشي فيروس نقص المناعة المكتسبة (الأيدز)، حينها وبعد ثماني سنوات من توفر العلاجات في الغرب لم تتلق الدول الفقيرة العلاجات، ففقدت على أراضها 10 ملايين شخص.
إن صناعة اللقاحات ليست عملية بسيطة، وقد بدأت مصانع تتخلف عن الركب، ويقول خبير منظمة الصحة العالمية ريتشارد ميهيجو إن الدرس الفضيع المستفاد، كان مدى اعتماد الدول الفقيرة على الواردات.
ويرى خبراء أنه ينبغي على مبادرة منظمة الصحة العالمية "كوفاكس" الاعتماد على التبرعات غير المؤكدة، مع تسليم معظم الجرعات الموعودة حتى 2022.
وتقول الباحثة في مركز الصحة العالمية في مستشفى مساتشوستس إنغريد كاتز، إن السؤال الرئيسي هو: "هل أن اللقاحات والأدوية سلعة أو حق؟"، مبينة أن مصدر اتخاذ القرار يتمثل في الجلوس مع عدد محدود من الأشخاص المالكين لثروة هائلة، ويتخذون قرارات تتعلق بالحياة والموت لبقية العالم.