الرئيس الأفغاني أشرف غني في أبوظبي مع عائلته

أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية الأربعاء أن الدولة الخليجية استقبلت الرئيس الأفغاني أشرف غني وعائلته، بعدما فر من بلاده إثر سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان الأحد.
وقالت وزارة الخارجية في بيان "دولة الإمارات استقبلت الرئيس أشرف غني واسرته في البلاد وذلك لاعتبارات إنسانية"، علما أن مكان تواجد الرئيس الأفغاني لم يكن معروفا منذ فراره من العاصمة.
وكتب غني على فيسبوك "انتصرت طالبان بعدما احتكمت إلى السيف والبنادق وهي مسؤولة الآن عن شرف الحفاظ على بلادها"، مؤكّداً أنّه غادر بلاده لتجنيبها "إراقة الدماء" لأنّ "عدداً كبيراً من المواطنين كانوا سيُقتلون" والعاصمة "كانت ستدمّر" لو بقي فيها.
ولم يحدّد غني مكان وجوده، وأشارت تكهنات إلى تواجده في أوزبكستان، وطاجيكستان، وسلطنة عمان، إلى أن أكدت الإمارات استضافته الأربعاء. ولن تكون هذه المرة الاولى التي تستضيف فيها الدولة الخليجية الثرية مسؤولين سابقين أو اقرباء لهم بعد الاطاحة بهم من السلطة.
ففي 2017، استضافت الإمارات رئيس الوزراء التايلاندي السابق ثاكسين شيناوترا الذي حكم عليه بالسجن غيابيا لخمس سنوات.
واضطر ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس مغادرة بلاده في الثالث من آب/أغسطس 2020 إلى الإمارات ليعيش حياة مترفة في منفاه بسبب تحقيقات بالفساد.
ويُذكر أن الإمارات واحدة من ثلاث دول اعترفت بنظام حكم طالبان بين عامين 1996 و2001 حين أطاحت بها الولايات المتحدة.
الرئيس الأفغاني أشرف غني البالغ من العمر 72 عاما، أكاديمي وخبير اقتصادي أراد المساهمة في إعادة بناء بلاده، لكنّه أصبح بعد سنوات رمزا لانهيار الدولة في أفغانستان على الرغم من المساعدات الدولية.
انتُخب غني رئيسا لأفغانستان في العام 2014 إثر حملة تعهّد فيها بإصلاح الأوضاع في البلاد ووضع حد للفساد الذي ينخرها، لكنّه في نهاية المطاف لم ينفّذ أيا من هذه التعهّدين.
نشأ غني في أفغانستان وغادر البلاد في العام 1977 إلى الولايات المتحدة حيث درس الأنتروبولوجيا والعلوم السياسية في جامعة كولومبيا في نيويورك. وعمل في مجال التدريس في جامعات أميركية عدة خلال الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في ثمانينات القرن الماضي.
وباستثناء وقف لإطلاق النار خلال شهر رمضان في حزيران/يونيو 2018، رفضت طالبان كل مبادرات السلام التي أطلقها غني، وقد وصفته بأنّه "دمية" بيد واشنطن.