المهاجرون في بيلاروس: خمسة أشياء تجب معرفتها عن الأزمة "التي صنعها لوكاشنكو"

ألكساندر لوكاشنكو يحكم البلاد بيد من حديد منذ 1994
ألكساندر لوكاشنكو يحكم البلاد بيد من حديد منذ 1994 Copyright Nikolay Petrov/BelTA
Copyright Nikolay Petrov/BelTA
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ماذا يحصل عند الحدود البلاروسية البولندية؟ ما هي خلفية الأزمة؟ من أين يأتي اللاجئون؟ ما هي نسبة إيجاد مخرج للأزمة؟ وإلى أين تتجه؟

اعلان

ربما لا يكون استخدام المهاجرين كبيادق، أو أزمة الهجرة برمتها، في البازار السياسي أمراً جديداً، ولكن لأول مرة ثمة دولة تشجّع على استخدام المهاجرين لأسباب جيوسياسية واضحة وصريحة، وهذا تحديداً ما قام به نظام لوكاشنكو، بحسب موقع "ذي كونفرسيشن".

حالياً هناك آلاف المهاجرين العالقين في أراضي بيلاروس عند الحدود البولندية، أكثريتهم من الشرق الأوسط، يُمضون أيامهم في درجة حرارة منخفضة جداً. هؤلاء وصلوا إلى مينسك بعد حصولهم على تأشيرات دخول سياحية.

أدناه خمسة أسئلة عن أزمة المهاجرين تجيب عليها تاتسيانا كولاكيفيتش، الخبيرة في السياسية الأوروبية الشرقية في جامعة ساوث فلوريدا (الولايات المتحدة).

  • ماذا يحصل عند الحدود البلاروسية البولندية؟

بدأ وصول المهاجرين من الشرق الأوسط إلى بيلاروس في بدايات صيف 2021. هؤلاء لم يأتوا ليبقوا في بيلاروس، إذ أن وجهتهم النهائية هي أوروبا الغربية. وحالياً هناك الآلاف ينتظرون في الجانب البيلاروسي وراء سياج بنته بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، والتي نشرت قواتها العسكرية في الجهة المقابلة.

لقد تطوّر الوضع في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر حينما حاول آلاف المهاجرين عبور السياج الذي نصبته بولندا. ويبدو بحسب كولاكيفيتش أن رئيس بيلاروس القوي، ألكساندر لوكاشنكو، متورط في عملية إغراق دول مجاورة بالمهاجرين رداً على العقوبات الغربية التي فرضت عليه. ومع أن الرجل الذي استلم الرئاسة منذ 1994 ينفي ذلك إلا أن الأدلة تقول شيئاً آخر.

لقد ضاعفت الخطوط البلاروسية الحكومية (بيلافيا) رحلاتها إلى العراق ولبنان وسوريا في الأشهر الأخيرة بحسب موقع "فلايت رادار" (Flightradar24) الذي يراقب حركة الملاحة الجوية العالمية. وبعض المهاجرين أيضاً قال إن قوات لوكاشنكو العسكرية قادتهم إلى أماكن قُطع السياح الحدودي فيها، وأحياناً زوّدت المهاجرين بالفؤوس والسكاكين لقطعها بأنفسهم.

ولذا أغلقت بولندا رسمياً حدودها مع بيلاروس.

  • ما هي خلفية الأزمة؟

يرجح أن تكون خطوات لوكاشنكو بمثابة ردّ على العقوبات الاقتصادية الغربية والدولية، التي اتخذت بعد الانتخابات الرئاسية. ويقول معارضون إن تلك الانتخابات كانت مزوّرة. وفي آب/أغسكس 2020 مارست سلطات مينسك قمعاً عنيفاً ضدّ المعارضين معتقلة نحو 30 ألف شخص.

ورفض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الاعتراف بنتائج الانتخابات وشرعية لوكاشنكو. وفي أيلول/سبتمبر 2020 فرضت واشنطن حزمة من العقوبات استهدفت مسؤولين بيلاروس، وتجميد أصول وحظرت على شخصيات بيلاروسية السفر. وفي تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، فرضت بروكسل عقوبات مشابهة.

وفي أحد منعطفات الأزمة، اعترض الطيران الحربي البلاروسي طائرة مدنية تابعة لشركة "ريان إير"، وكان على متنها صحافي معارض وهو رامان براتاسيفيتش. كان لوكاشنكو يريد قمع أي نشاط معارض بأي طريقة. ومنذ بداية الحملات للانتخابات الرئاسية في 2020، ارتفع عدد السجناء السياسيين في بيلاروس من 3 إلى 868 في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

  • من أين يأتي اللاجئون؟

طالبو اللجوء أكثريتهم من الأكراد العراقيين، وهم هاربون من الاضطهاد والفقر. وهناك أيضاً مهاجرون من لبنان وسوريا وأفغانستان، والجميع يحاول العبور إلى دول عضوة في التكتل الأوروبي مثل ليتوانيا ولاتفيا وبولندا.

في السابق كان المهاجرون من الشرق الأوسط يأتون عبر تركيا، ومن شمال إفريقيا عبر البحر المتوسط. ولذا فإن السفر المباشر إلى مينسك مغر بالنسبة إليهم، خصوصاً وأنه يعفيهم من مخاطر خوض البحر. ولكن الآلاف بينهم عالقون اليوم وراء السياج البولندي، وأدى غياب المساعدات الإنسانية والبرد القارس إلى وفاة تسعة أشخاص على الأقل.

  • ما هي نسبة إيجاد حلّ للأزمة؟

يستخدم لوكاشنكو المهاجرين للتأثير على الاتحاد الأوروبي. يريد رفع أو تخفيف العقوبات عن نظامه والاعتراف بأنه الحاكم الشرعي الوحيد لبيلاروس. وفيما الاتحاد الأوروبي أعلن نيته فرض المزيد من العقوبات على مينسك، فتح الباب لإجراء محادثات مع بولندا.

طبعاً وارسو لم رفضت المحادثات.

وكانت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل تباحثت هاتفياً مع لوكاشنكو الأزمة، وكان ذلك الاتصال الأول بين زعيم أوروبي ورجل بيلاروس القوي منذ 2020. حدث ذلك وسط دعوة من الحليف الأكبر للوكاشنكو، فلاديمير بوتين، الطرفين إلى التحاور لحل الأزمة.

  • كيف ستكون تداعيات الأزمة؟

حذّر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي من استخدام المهاجرين لتحقيق مكاسب سياسية وندد الغرب بشكل عام ب"بتكتيكات لوكاشنكو الهجينة". وأعلنت بروكسل مؤخراً عن جولة عقوبات جديدة ستستهدف شركات سياحية وخطوطاً جوية بيلاروسية، وأشخاصاً يشك في تورّطهم بدفع المهاجرين نحو التكتل الأوروبي.

لوكاشنكو بدوره هدد بالردّ ضدّ أية عقوبات جديدة وبقطع الغاز الروسي، الذي يمرّ في بيلاروس عن الاتحاد. وكانت مينسك أوقفت ضخّ البترول منذ يومين في أحد خط الأنابيب الذي يغذي بولندا قائلة، إنه بحاجة إلى صيانة تستمر لثلاثة أيام، الأمر الذي شبهه مراقبون ب"بالمسرحية". ولكن لوكاشنكو لا يمكنه وقف تدفق الغاز الروسي حتماً فذلك من شأنه أن يثير خلافاً مع بوتين شخصياً.

وكانت موسكو أمنت دعماً مادياً منقطع النظير لمينسك ونظام لوكاشنكو، ووعدت بحماية بيلاروس من التهديدات العسكرية الخارجية. وطالما أن لوكاشنكو مدعوم من بوتين، سيكون بإمكانه الاستمرار في قمع المعارضة داخلياً، وتجاهل الضغط الدولي وضبط أمن الحدود.

المصادر الإضافية • ذي كونفرسيشن

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

1200 مهاجر يحاولون مجددا العبور إلى جيب مليلية شمال المغرب

القوات البولندية تطلق قنابل غاز مسيل للدموع على مهاجرين رشقوها بالحجارة

اعتقال رئيسة وكالة مكافحة الفساد في الجبل الأسود بتهم تتعلق بالفساد