اندلعت أزمة جزر سليمان على خلفية معاناة السكان من الفقر والجوع، ويعبر هؤلاء عن غضبهم من سياسات حكومة البلد، البالغ عدد سكانه 800 ألف نسمة. وتواجه الحكومة اتهامات بالفساد وبالولاء لبكين ومصالح أجنبية أخرى.
نجا رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري من الإقالة، خلال عملية تصويت بحجب الثقة الاثنين في هونيارا، حيث تستعد قوات حفظ السلام الدولية المنتشرة في العاصمة لمواجهة مزيد من أعمال الشغب.
وخلال خطاب ناري استمر تسعين دقيقة، قال سوغافاري أمام المشرعين إنه لم يرتكب أي خطإ، ولم يذعن لمن أسماهم "بقوى الشر" و"عملاء تايوان" على حد تعبيره.
اتهامات المعارضة
وكانت القوات المسلحة والشرطة أقامت نقاط تفتيش حول البرلمان وطوقت شوارع وسط مدينة هونيارا. وتقدمت المعارضة بطلب لعزل سوغافاري، متهمة إياه بالفساد واستخدام أموال صينية لدعم حكومته.
وقال زعيم المعارضة ماثيو ويل للمشرعين مع بدء النقاش حول طلب العزل، إن سوغافاري أقدم "طوعا على المساومة بسيادتنا، لتحقيق مكاسب سياسية شخصية".
وفرضت الشرطة حظرا على بيع الكحول في هونيارا، على أمل تجنب تكرار أعمال الشغب الدموية التي اندلعت قبل أقل من أسبوعين، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، عندما تجمعت حشود لمدة ثلاثة أيام للمطالبة بإزاحة سوغافاري عن السلطة. وقد أعادت قوات حفظ السلام من أستراليا وفيجي وبابوا غينيا الجديدة ونيوزيلندا النظام، وسيّرت دوريات مع الشرطة المحلية.
أزمة الفقر والجوع
واندلعت أزمة جزر سليمان على خلفية معاناة السكان من الفقر والجوع، ويعبر هؤلاء عن غضبهم من سياسات حكومة البلد، البالغ عدد سكانه 800 ألف نسمة. وتواجه الحكومة اتهامات بالفساد وبالولاء لبكين ومصالح أجنبية أخرى.
وخلال أعمال الشغب، حاول متظاهرون إحراق المنزل الخاص لرئيس الوزراء والبرلمان، قبل تفريقهم من جانب الشرطة بالغاز المسيل للدموع وطلقات تحذيرية.
ودفع احتمال حدوث مزيد من أعمال العنف القنصلية الأميركية في هونيارا إلى الحد من أنشطتها. وغادرت أعداد كبيرة من الناس هونيارا إلى مناطق أخرى على عبّارات مستأجرة الأحد، وأعاقت حاويات إمكانية الوصول إلى أجزاء من وسط المدينة.
وقدّر البنك المركزي لجزر سليمان يوم الإثنين الأضرار التي سببتها أعمال الشغب بـ 67 مليون دولار أميركي، مضيفا أن 63 مبنى في العاصمة تعرضت للحرق والنهب.
ووجه ماثيو ويل الاتهام لسوغافاري باستخدام الأموال الصينية لدعم حكومته. ودان ويل أعمال الشغب، معتبرا أنها "لا شيء مقارنة بالنهب الحاصل في القمة، على حساب السكان العاديين في جزر سليمان".
وقال ويل إن بكين كانت تدفع الأموال لتأمين الدعم لسوغافاري قبل التصويت بحجب الثقة. وقال النائب سيلاس تاوسينغا إنه عُرض عليه وعلى زملاء آخرين له، مبلغ يقدر بنحو 30 ألف دولار أميركي من صندوق انتخابي تموله بكين، إذا صوتوا لإبقاء رئيس الوزراء في السلطة، وفق ما نقلت صحيفة "ذي أوستراليان".