شاهد: وفاء مصطفى تمثل صوت سوريين ساعين لمعرفة الحقيقة بشأن المعتقلين

الناشطة السورية وفاء مصطفى أمام محكمة كوبلنس
الناشطة السورية وفاء مصطفى أمام محكمة كوبلنس Copyright THOMAS LOHNES/AFP or licensors
Copyright THOMAS LOHNES/AFP or licensors
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

وأمام باحة محكمة كوبلنس حيث يمثل منذ حوالى سنتين أنور رسلان، عرضت الناشطة السورية وفاء مصطفى صور حوالى مئة شخص فقدوا في سوريا.

اعلان

تعرض الناشطة السورية وفاء مصطفى صورا متناثرة لسعادة مسروقة، على طاولة مقهى صاخب في برلين يظهر فيها والدها المعارض لنظام بشار الأسد والذي فقدت أخباره منذ اعتقاله في العام 2013.

فيما يصدر القضاء الألماني حكمه الخميس في أول محاكمة في العالم عن فظاعات نسبت الى النظام السوري، تسعى هذه الناشطة إلى معرفة الحقيقة بشأن مصير والدها علي مصطفى وكل الذين فقدوا منذ بداية النزاع السوري العام 2011.

تقول هذه الناشطة البالغة من العمر 31 عاما إن المحاكمة في كوبلنس غرب ألمانيا لضابط سابق في الاستخبارات السورية الملاحق بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية "تشكل خطوة أولى مهمة" في مسعى السوريين إلى العدالة. وتضيف "لكن الأمر الأكثر أهمية هو عدم اعتبار الاعتقالات التعسفية في سوريا على أنها من الماضي".

تضيف هذه الشابة "لكن علينا أن ننقذ هؤلاء الذين لا تزال هناك إمكانية لانقاذهم" وقد غلبتها الدموع مع استحضار ذكريات مسارات حياة ممزقة أو كرامات أهينت في الحرب السورية.

وثقت منظمات غير حكومية اعتقالات تعسفية وأعمال تعذيب في سجون النظام السوري، وسرب المصور العسكري السابق المعروف باسم "قيصر" عشرات آلاف الصور لجثث ممزقة أو لأشخاص تعرضوا للضرب المبرح.

تقول مصطفى التي دعيت السنة الماضية للإدلاء بشهادتها في الأمم المتحدة "لا يمكن لأحد أن يتخيل حجم الرعب والوحشية الذي عشناه، وما زلنا نشهده".

"عدم القيام بأي شيء ليس خيارًا. في بعض الأحيان، لأكون صادقة جدا، أتمنى أن أفقد ذاكرتي وأن أنساها ، لسبب واحد أن هذا الألم سيختفي تمامًا... ولكن الخيار الخيار الوحيد الذي أملكه هو المقاومة".

وأمام باحة محكمة كوبلنس حيث يمثل منذ حوالى سنتين أنور رسلان، عرضت صور حوالى مائة شخص فقدوا في سوريا. صور وصلتها عبر عائلات، تقيم في المنفى، ولا تزال تبحث عن أقربائها المفقودين. وقالت إن "التفكير في أن عرض صور أحبائهم في المحكمة في ألمانيا هي لفتة كبيرة تعبر عن اليأس الذي نشعر به".

بحسب منظمات غير حكومية فان حوالى مائة ألف شخص فقدوا منذ بدء الانتفاضة الشعبية في 2011، جراء القمع فضلا عن الخطف من قبل فصائل تحارب النظام.

لا تعرف الشابة أي شيء عن مصير والدها منذ أخذه مسلحون بالقوة من شقة في تموز/يوليو 2013 في دمشق. وكان قد شارك في تجمعات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ووفاء مصطفى على ثقة أنه اعتقل بسبب نشاطه السياسي.

حاولت الشابة ووالدتها وشقيقتاها اجراء اتصالات ودفع رشاوى وطرقن كل الأبواب، لكن بدون نتيجة. وتابعت هذه المرأة المقيمة في ألمانيا منذ حوالى ست سنوات "هذا أحد أصعب الجوانب عندما يفقد شخص عزيز (..) هذا الأمر ينشر الخوف واليأس. يأخذ أموالك وطاقتك وقناعاتك".

في كوبلنس مررت رسالة إلى المتهم عبر محاميه. هل يعلم أنور رسلان أي شيء عن والدها كونه كان يدير مركز اعتقال سريا؟ وقد رد رسلان بأنه لا يملك معلومات، فيما قالت لمحاميه "أريدك أن تخبره بأن أحدا لا يتوقف عن البحث عن أقاربه المفقودين، هذا نصيبنا من المعاناة".

وتضيف الشابة: "نريد جميع المعتقلين هنا. جميع المحتجزين البالغ عددهم 130 ألفا في سوريا، أن يكونوا هنا وأن تتاح لي الفرصة للتحدث نيابة عنهم. والمطالبة بالعدالة والمساءلة والحرية لسوريا ".

تبين أن حضور جلسات الاستماع في كوبلنس " تحد شخصي ضخم". إلى جانب المحامين والمترجمين الفوريين، يحظى أنور رسلان المتهم بالأمر بأعمال التعذيب بالحق في محاكمة عادلة في حين أن الكثير من السوريين يقبعون في سجون بدون محاكمة.

لكن الشابة السورية لا تريد أي انتقام قائلة إن "العدالة من أجل سوريا ليست انتقاما". وأضافت: "قبل عشر سنوات، حاربنا من أجل الحرية والعدالة ودولة القانون". وفي 19 كانون الثاني/يناير، ستبدأ محاكمة أخرى في فرانكفورت مرتبطة بجرائم ضد الإنسانية ارتكبها طبيب في حمص عام 2012 .

هناك احساس داخلي يحث وفاء مصطفى على مواصلة كفاحها. تقول "ذكرى والدي وسوريا هما أسلحتي". على شبكات التواصل الاجتماعي تنشر عدد الأيام التي مرت منذ اختفاء والدها. لقد تجاوز للتو 3100.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الذخائر والألغام من مخلفات الحرب في سوريا تقتل 19 مدنيا في نوفمبر

مخيم الهول في شمال شرق سوريا "مخزون بشري موقوت" وحاضنة" لجيل جديد من الجهاديين

شاهد: المئات يحتجون ضد إلغاء المؤتمر الفلسطيني في برلين