وتصدر محكمة كوبلنتس في ألمانيا الخميس حكمها في القضية المتهم فيها رسلان بارتكاب "جرائم ضدّ الإنسانية"، وقد طالبت النيابة العامة بحبسه مدى الحياة.
يقول سوريون إن الإدانة المحتملة للضابط السابق في المخابرات السورية أنور رسلان قد تكون البداية لتحقيق العدالة بحق ضحايا التعذيب خلال الحرب الأهلية السورية.
وتصدر محكمة كوبلنتس في ألمانيا الخميس حكمها في القضية المتهم فيها رسلان بارتكاب "جرائم ضدّ الإنسانية"، وقد طالبت النيابة العامة بحبسه مدى الحياة.
وقال وسيم مقداد، وهو سوري يقول إنه تعرض للتعذيب وشهد ضد رسلان خلال المحاكمة، إن الإدانة قد تبعث برسالة مهمة مفادها أن المسؤولين عن جرائم الحرب في سوريا سيعاقبون على أفعالهم.
وأضاف مقداد الذي يعيش حالياً في ألمانيا: "لقد عانى السوريون الكثير وخاصة في بداية الثورة. (المحاكمة) تظهر أن معاناتهم لم تذهب هباءً".
وفي حكم كان الأول من نوعه، أسفرت هذه المحاكمة التي قسّمت إلى جزئين في 24 شباط - فبراير الماضي عن إدانة العضو السابق بالمخابرات السورية إياد الغريب وسجنه لمدة أربع سنوات ونصف بتهمة "التواطؤ في جرائم ضدّ الإنسانية".
وقالت المحكمة آنذاك إن الغريب كان جزءاً من وحدة مخابراتية ألقت القبض على مناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد وقامت بتعذيبهم في منشأة عُرفت باسم "الفرع 251" في مدنية دوما.
وتقول النيابة الألمانية إن رسلان كان المسؤول الأول عن هذا السجن وأشرف بنفسه على عمليات "تعذيب وحشية ومنهجية" لأكثر من 4000 سجين وهو ما نتج عنه وفاة ما لا يقل عن 58 شخصاً في الفترة ما بين نيسان – أبريل 2011 وأيلول – سبتمبر 2012.
وقال المحامي باتريك كروكر، الذي يعمل مع المركز الأوروبي للحقوق الإنسانية والدستورية ويمثل عدد من المدعين، إن النيابة قدمت أدلة على تورط رسلان المباشر في مقتل 30 شخصاً داخل السجن.
وأكد كروكر، الذي يرى المحاكمة كسابقة قد تفتح الباب امام المزيد من المحاكمات لأعضاء بنظام بشار الأسد، أن التهم ضد رسلان تتضمن انتهاكات جنسية بحق الضحايا من المسجونين.
وطالب محامو رسلان المحكمة ببراءة موكلهم مؤكدين إنه لم يعذب أحدا وانشق عن نظام الأسد في نهاية عام 2012.
ويعرب مقداد عن ارتايحه لمحاكمة رسلان في ألمانيا، ويضيف: "هذا في الواقع ما كنا نسعى إليه. لحل مشاكلنا من خلال القوانين والمحاكمات العادلة، وليس من خلال العنف والعنف المضاد، وليس من خلال الانتقام وقانون الغاب".
وأضاف: "إنه طريق طويل ولكن كل شوط طويل يبدأ بخطوة. بالنسبة لي ، هذه هي الخطوة الأولى".