صحفيون عراقيون يرفضون الكلام عن رجال الدين خوفا من التصفية

لافتة لرجال دين في العراق
لافتة لرجال دين في العراق Copyright AFP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

مراقبون ليورونيوز: القدسية في العراق هي ثقافة مجتمعية وحجة يستخدمها السياسيون لتحقيق مكاسب فردية

اعلان

بعد حادثة حرق مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد من قبل ميلشيات شيعية غاضبة، من انتقاد مرشح سابق في الحزب للمرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني، حيث قال في تغريده: إن أعلى سلطة دينية في العراق يجب أن تكون من أصل عربي، وليس شخصا من الهند أو أفغانستان أو بلاد فارس في إشارة إلى السيستاني وهو أيراني.

هذه الحادثة تعيد للأذهان حوادث مشابهة عديدة حدثت منذ عام 2003، حينما خرج العراق من سيطرة الحزب الواحد إلى سطوة الأحزاب الدينية ورجالها.

بعدما كان العراقيون في زمن نظام حزب البعث يخشون الكلام في السياسة أو انتقاد الرئيس الراحل صدام حسين، خوفا من الموت أو الاعتقال، يخشون اليوم انتقاد رجال الدين.

هذه المفارقة يفسرها مراقبون للشأن العراقي، إلى سطوة الأحزاب الدينية بنفوذها وأموالها وماكنتها الإعلامية، التي تضع القدسية على أشخاصا لمكاسب سياسية.

يورونيوز حاولت الحديث مع صحفيين ومراقبين للشأن العراقي، بخصوص تغير "معادلة الخوف" في العراق من السياسة إلى الدين، حيث رفض أغلبهم الحديث عن هذا الموضوع معتبريه حساس وخطر في الوقت ذاته.

يقول رئيس إحدى المنظمات الفكرية في العراق والذي يرفض الكشف عن اسمه، إن القدسية هي ثقافة مجتمعية في العراق، ورجال الدين لهم مصلحة في أن يكونوا محصنين ومقدسين، فبعضهم انخرط بالسياسة والدين بالنسبة لهم غطاء فعال.

بينما قال الصحفي العراقي سرمد الطائي ليورونيوز "إنه على العكس تماما، رجال الدين هم أكثر الناس الذين يتعرضون للنقد، فالسنوات الأخيرة شهدت جرأة أكبر من الناس بتوجيه النقد للمؤسسة الدينية، وأيضا عدد كبير من رجال الدين تفهموا هذه الجرأة المتزايدة من قبل فئة الشباب".

وأضاف الطائي أن رجال الدين في العراق انقسموا بين دعاة وطن وسيادة وآخرون دخلوا مشاريع إقليمية ويدعمون التدخلات الخارجية.

فيما اعتبر الطائي أن هذه الفئة الأخيرة كانت من أهم عوامل نضوج التيار الوطني العراقي الذي فصل نفسه عن هذا النوع من رجال الدين.

حرق مقرات القنوات الفضائية

الوسيلة الأكثر شيوعيا هي حرق مقرات الأحزاب والقنوات الفضائية التي تنتقد أو تبث محتوى حساس أو معلومات أو حتى أغاني في أيام تعتبر مقدسة، كما حدث عندما تم احراق مقر فضائية دجلة التي بثت أغاني في ليلة عاشوراء.

كذلك اقتحم محتجون مقر قناة إم بي سي في بغداد بعد بثها لوثائقي وصف فيه رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق أبو مهدي المهندس بالإرهابي.

وقبل عدة سنوات تم تهديد كادر جريدة الصباح الجديد بعد نشرها رسم كاريكاتوري ظهر فيه شخصية دينية عراقية.

هذه الحوادث يعتبرها مراقبون انها تأتي للتغطية على قضايا أكبر تحدث في العراق ومحيطة الإقليمي.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: بعد عزلة امتدت لعقود... سياح أجانب يعودون إلى العراق لاستكشاف تراثه

هيومن رايتس ووتش: قتل واختطاف وتعذيب وعنف جنسي يستهدف المثليين والمتحولين في العراق

أوكرانية في أربيل: "أشعر أن العراق أكثر أمانا من أوكرانيا"