بدء محادثات السلام الإثيوبية في جنوب أفريقيا

بدء محادثات السلام الإثيوبية في جنوب أفريقيا
بدء محادثات السلام الإثيوبية في جنوب أفريقيا Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

جوهانسبرج (رويترز) - قالت حكومة جنوب أفريقيا إن محادثات السلام الرسمية الأولى التي تستهدف إنهاء الحرب المستعرة منذ عامين بين الجيش الإثيوبي وقوات من إقليم تيجراي بشمال البلاد بدأت في جنوب أفريقيا يوم الثلاثاء وستنتهي يوم الأحد.

وهذه فرصة سانحة لإنهاء الأزمة التي تسببت في مقتل ألوف وتشريد ملايين وترك مئات الألوف على شفا مجاعة في ثاني أكبر دول أفريقية من حيث عدد السكان، ما تسبب في زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي الأوسع نطاقا.

وتبدأ المحادثات، التي تتوسط فيها مفوضية الاتحاد الأفريقي، مع بدء تحقيق الحكومة مكاسب مهمة في ميدان المعارك، إذ سيطرت على عدة مدن كبرى في تيجراي خلال الأسبوع المنصرم.

وأثار هجوم قوات الحكومة، الذي نُفذ بالاشتراك مع قوات حليفة من دولة إريتريا المجاورة، مخاوف تتعلق بالتسبب في مزيد من الأذى للمدنيين، ما أدى إلى مطالبة زعماء أفريقيا والولايات المتحدة وأوروبا وحتى البابا فرنسيس بوقف إطلاق النار وعقد محادثات عاجلة.

وقال الاتحاد الأفريقي إن رئيسه موسى فقي محمد "تشجع من إظهار الأطراف الالتزام بالسلام مبكرا"، دون الخوض في التفاصيل.

وقال فنسينت ماجوينيا المتحدث باسم الرئيس سيريل رامابوسا في مؤتمر صحفي إن جنوب أفريقيا "تأمل أن تكون المحادثات بناءة وأن تؤدي إلى تحقيق سلام دائم لدولة إثيوبيا الشقيقة العزيزة".

ويقود فريق وسطاء مفوضية الاتحاد الأفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو والرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا وفومزيلي ملامبو نكوكا النائبة السابقة لرئيس جنوب أفريقيا.

وقال الاتحاد الأفريقي إن ممثلي الأمم المتحدة والولايات المتحدة شاركوا كمراقبين.

وقال فيليبو جراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، في مؤتمر صحفي مساء يوم الثلاثاء في نيروبي "نتطلع بشغف شديد للمحادثات في بريتوريا. هذا هو السبيل الوحيد للمضي قدما... إذا لم يعمل الطرفان بجدية للتوصل إلى حل عبر التفاوض فسنبقى في هذا الوضع إلى الأبد".

وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأطراف على المشاركة بجدية والاتفاق على هدنة فورية.

وقال في بيان "هذه المحادثات تمثل أكثر السبل الواعدة لتحقيق السلام الدائم والازدهار لجميع الإثيوبيين".

* "مجاعة من صنع الإنسان"

وتعود جذور الصراع إلى مظالم يعود تاريخها إلى فترة سيطرت خلالها الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، وهي حركة تمرد تحولت إلى حزب سياسي، على الائتلاف الحاكم لإثيوبيا.

ومنذ خسر الائتلاف السلطة على المستوى الوطني عام 2018، دخلت الجبهة، التي ما زالت تتمتع بهيمنة في معقلها شمال البلاد، في شقاق مع الحكومة الاتحادية بقيادة رئيس الوزراء أبي أحمد.

واتهمت الحكومة الجبهة بالسعي إلى استعادة هيمنتها الوطنية، وهو ما نفته الجبهة، بينما اتهمت الجبهة حكومة أبي بقمع سكان تيجراي والمبالغة في تركيز السلطة لديها، وهو ما نفته الحكومة.

وقال وفد تيجراي إن تركيزه في محادثات جنوب أفريقيا سينصب على الإيقاف الفوري للأعمال العدائية، والوصول دون قيود إلى تيجراي لتقديم المساعدات الإنسانية، وانسحاب القوات الإريترية.

وقالت الحكومة إنها ترى في المحادثات فرصة لتسوية الصراع "وتعزيز عملية تحسين الوضع في الأرض"، وهي إشارة واضحة إلى تقدمها العسكري في تيجراي.

وتضيف الحرب مشكلة إلى مشكلات خطيرة أخرى، منها وجود جفاف هو الأسوأ على مدى أربعة عقود وتسبب في أزمة في الغذاء وتدمير الاقتصاد.

وزادت الحرب من المشكلات الخطيرة الأخرى التي تعاني منها إثيوبيا، ومنها الجفاف والذي تسبب في أزمة غذائية وألحق الضرر بالاقتصاد.

وكان رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، وهو من تيجراي وشغل منصب وزير في الحكومة الإثيوبية في الماضي، قد وجه في وقت سابق يوم الثلاثاء أحدث انتقاد ضمن سلسلة من الانتقادات العلنية لأفعال الحكومة الحالية.

وكتب تيدروس على تويتر يقول "بسبب الحصار المفروض على تيجراي، (في) إثيوبيا، مات الكثير من الناس جوعا، و(من) مجاعة من صنع الإنسان وعدم الحصول على الرعاية الصحية الأساسية في العامين الماضيين".

ونفت الحكومة الإثيوبية مزاعم المنظمات الإنسانية بأنها تمنعها من الوصول إلى تيجراي. واتهمت تيدروس بمحاولة مد قوات تيجراي بالأسلحة ودعمها دبلوماسيا، وهو ما ينفيه.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

روسيا تستهدف منشآت الطاقة الأوكرانية بـ99 طائرة مسيّرة

بوليتيكو: مصر طلبت تمويلاً ومساعدات عسكرية من أمريكا استعداداً لاجتياح إسرائيلي لرفح

آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان لليوم الخامس على التوالي