أهالي تونسيين فقدوا في مأساة جرجيس يعمدون إلى نبش القبور بحثا عن رفات ذويهم

أهالي المهاجرين أمام النعوش
أهالي المهاجرين أمام النعوش Copyright AFP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

قفز أفراد العائلات من فوق سور المقبرة التي صدر قرار قضائي بغلقها منذ اكتشاف عمليات الدفن بالخطأ. وأنشأ فنان جزائري المقبرة في العام 2021 لدفن جثث المهاجرين وغالبيتهم من جنسيات دول في إفريقيا جنوب الصحراء، بعد إصرار سكان جرجيس على رفض دفنهم في مقابرهم.

اعلان

أقدمت مجموعة من أهالي مفقودين منذ أكثر من شهر خلال محاولتهم الهجرة من تونس، بنبش قبور في جنوب شرق تونس بحثا عن رفات قد تعود لذويهم، على ما أفاد شهود عيان.

واختفى قارب غادر سواحل مدينة جرجيس وعلى متنه 18 مهاجرا تونسيا، سعيا للوصول إلى الساحل الإيطالي، ليل 20 إلى 21 أيلول/سبتمبر الماضي. وعثر صيادون في الـ 10 تشرين الأول/أكتوبر على ثماني جثث عدد منها لتونسيين، ولا يزال 12 مهاجرا تونسيا في عداد المفقودين.

وقامت السلطات المحلية عن طريق الخطأ بدفن أربعة مهاجرين تونسيين بمقبرة تحمل اسم "حديقة إفريقيا"، تخصّص في العادة لدفن جثامين مهاجرين من دول جنوب الصحراء عند العثور عليها قبالة سواحل المنطقة. وبضغط من الأهالي، أخرجت الجثامين ودُفنت في مقابر أخرى في المدينة بعد التعرّف عليها.

لكن ووفقا لمراسل وكالة فرانس برس، قال أهالي مفقودين آخرين إنه تمّ دفن جثث أخرى لذويهم في المقبرة. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت الاثنين على مواقع التواصل الاجتماعي نساء ورجالا يقومون بفتح قبر ويحاولون التعرّف على الرفات من خلال الملابس التي دفنت معها.

وقفز أفراد العائلات من فوق سور المقبرة التي صدر قرار قضائي بغلقها منذ اكتشاف عمليات الدفن بالخطأ. وأنشأ فنان جزائري المقبرة في العام 2021 لدفن جثث المهاجرين وغالبيتهم من جنسيات دول في إفريقيا جنوب الصحراء، بعد إصرار سكان جرجيس على رفض دفنهم في مقابرهم.

والجمعة، تجدّدت التظاهرات في المدينة الواقعة في جنوب شرق تونس والتي تمثّل نقطة انطلاق للمهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا، من أجل المطالبة بكشف مصير 12 شخصا فقدوا في البحر قبل شهر ونيف.

كما شهدت جرجيس التي يناهز عدد سكانها 75 ألف نسمة إضرابا عاما في 18 تشرين الأول/أكتوبر للمطالبة بفتح تحقيق في غرق القارب وتكثيف البحث عن المفقودين، وكذلك احتجاجا على دفن بعض الضحايا بدون التثبت من هويتهم. وبعد هذه المأساة، أمر الرئيس قيس سعيّد وزارة العدل بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات.

مع اعتدال الطقس بين الربيع وأوائل الخريف، تتزايد وتيرة محاولات الهجرة غير النظامية من السواحل التونسية والليبية إلى الساحل الإيطالي، وتنتهي أحيانا بالغرق. وفقد 1765 مهاجرا في البحر المتوسط الذي يعدّ أخطر طريق للهجرة في العالم، وفق المنظمة الدولية للهجرة.

وأعلن خفر السواحل في بيان الثلاثاء انتشال جثة ونجدة عشرة مهاجرين في حين يتواصل البحث عن خمسة مفقودين غرق مركبهم قبالة سواحل محافظة بنزرت (شمال).

وتواجه السلطات التونسية صعوبات في اعتراض المهاجرين أو إنقاذهم وتشتكي من نقص الموارد، وفق ما صرّح مؤخرا مسؤولون في الأمن. وتمّ اعتراض أكثر من 22500 مهاجر - تونسيين ومن دول جنوب الصحراء وجنسيات أخرى - قبالة السواحل التونسية منذ بداية العام، وفق بيانات رسمية.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: تظاهرة في مدينة صفاقس التونسية احتجاجاً على أزمة النفايات

من جديد.. الغنوشي رهن التحقيق في قضية تبييض أموال في تونس

الهجرة غير الشرعية تؤرق تونس وتستنزف مواردها