ألمانيا تشترط اتفاق الحلفاء قبل إرسال دبابات ليوبارد لأوكرانيا

UKRAINE-UK-SS1:زيلينسكي يبحث التوسع في قدرات الجيش الأوكراني مع رئيس الوزراء البريطاني
UKRAINE-UK-SS1:زيلينسكي يبحث التوسع في قدرات الجيش الأوكراني مع رئيس الوزراء البريطاني Copyright Thomson Reuters 2023
Copyright Thomson Reuters 2023
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من إدريس علي وتوم بالمفورث

قاعدة رامشتاين الجوية (ألمانيا)/كييف (رويترز) - قالت ألمانيا إنها ستحتاج إلى اتفاق الحلفاء قبل إعطاء الضوء الأخضر لتسليم دبابات ألمانية الصنع إلى أوكرانيا لصد الغزو الروسي، الأمر الذي بدد على ما يبدو آمال كييف في اتخاذ قرار سريع بهذا الشأن.

ويجتمع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي ودول أخرى في ألمانيا وسط تحذيرات من أن روسيا ستعاود قريبا تعزيز عملية الغزو المستمرة منذ 11 شهرا تقريبا للسيطرة على أجزاء من شرق أوكرانيا وجنوبها، تقول موسكو إنها ضمتها إليها، لكنها لا تسيطر عليها بالكامل.

وأعلنت الولايات المتحدة وفنلندا عن حزم مساعدات عسكرية كبيرة قبل اجتماع وزراء الدفاع في قاعدة رامشتاين الجوية الذي انصب التركيز فيه على ما إذا كانت ألمانيا ستسمح لدول أوروبا التي تستخدم دباباتها من طراز ليوبارد 2 بإعادة تصديرها إلى أوكرانيا.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إنه لا يمكنه تحديد موعد محدد لاتخاذ قرار بشأن الدبابات، مضيفا أن ألمانيا مستعدة للتحرك بسرعة إذا تم التوصل إلى إجماع في الآراء بين الحلفاء.

وقال بيستوريوس "يجب تقييم جميع الجوانب الإيجابية والسلبية بعناية شديدة"، مضيفا أن القضية نوقشت يوم الجمعة ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار بشأنها.

ولم يذكر بيستوريوس أسماء الحلفاء، إن وجدوا، الذين لا يوافقون على تزويد أوكرانيا بالدبابات، ولم يقدم تفاصيل عن إيجابيات مثل هذه السياسة وسلبياتها من وجهة نظره.

وبدا أن حكومة المستشار أولاف شولتس مترددة حتى الآن في السماح بإعادة تصدير الدبابات إلى أوكرانيا خوفا من استفزاز روسيا.

وعبر بعض المسؤولين الغربيين عن قلقهم من استيلاء روسيا على الأسلحة الغربية المتطورة وسرق التقنية المستخدمة بها.

وقال الكرملين إن تزويد أوكرانيا بالدبابات لن يجدي نفعا وإن الغرب سوف يأسف "لوهمه" بأن كييف يمكن أن تنتصر في ساحة المعركة.

وفي حديثه ببداية الاجتماع في قاعدة رامشتاين الجوية، توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي‭‬ بالشكر للحلفاء على دعمهم، لكنه قال إن بلاده بحاجة إلى المزيد من الدعم في أسرع وقت.

وقال زيلينسكي "علينا الإسراع. يجب أن يصبح الوقت سلاحا في أيدينا. يجب أن يخسر الكرملين".

وكان زيلينسكي قد أشار في تصريحات سابقة إلى أن ألمانيا تمنع إرسال الدول الأخرى دباباتها إلى كييف.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج لرويترز إن داعمي أوكرانيا بحاجة إلى التركيز على إرسال أسلحة جديدة لكييف إلى جانب توفير الذخيرة للأنظمة القديمة والمساعدة في صيانتها.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في الاجتماع إن روسيا تعيد تجميع صفوفها وتجند مقاتلين وتحاول إعادة التسلح.

وذكر، بدون أن يشير بشكل محدد إلى الدبابات، "هذه ليست لحظة للتباطؤ. إنه وقت تقديم الدعم بكل الموارد. الشعب الأوكراني يتطلع إلينا".

وقال مصدر حكومي في ألمانيا إن بلاده ستتخذ قرارا بشأن إرسال الدبابات لأوكرانيا إذا وافقت الولايات المتحدة على القيام بالمثل وأرسلت دبابات أبرامز التي لم تدرجها الولايات المتحدة في إعلانها يوم الخميس الذي تضمن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لكييف. وقالت برلين إنه لا يوجد ربط بين المسألتين.

*مستعدون للتنفيذ؟

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للصحفيين في مدريد إن بعض الدول الأوروبية مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا وإنه يأمل في اتخاذ قرار بهذا الشأن.

وقالت ليتوانيا التي تخشى على مستقبلها إذا تغلبت روسيا على أوكرانيا إن عدة دول ستُعلن إرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا خلال الاجتماع.

وبعد اجتماع ضم 11 دولة في إستونيا والتعهد بمساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، قال وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس لرويترز، بشأن التعهدات التي ستُقدم في رامشتاين، "بعض الدول سترسل بالتأكيد دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا. هذا أمر مؤكد".

وتعهدت فنلندا بتقديم معدات دفاعية لأوكرانيا بأكثر من 400 مليون يورو (434 مليون دولار) لا تشمل دبابات ليوبارد التي قالت إنها قد ترسلها أيضا إذا كان هناك اتفاق مع الحلفاء.

وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إنه "متشائم إلى حد ما" إزاء احتمال أن تعطي برلين الضوء الأخضر لإرسال الدبابات لأوكرانيا. وأشارت حكومته إلى أنها قد تمضي قدما في ذلك على أي حال.

وقالت الحكومة الألمانية يوم الجمعة إنها ليس لديها أي معلومات بشأن تقديم أي دولة طلبا رسميا لألمانيا للحصول على إذن بإعادة تصدير دبابات ليوبارد لأوكرانيا.

وتعتمد أوكرانيا وروسيا بشكل أساسي على دبابات تي-72 التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، والتي دُمر المئات منها خلال الحرب التي يصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها "عملية عسكرية خاصة" لحماية روسيا والناطقين بالروسية.

وتقول أوكرانيا وحلفاؤها إن موسكو لا تتعرض لأي تهديد وتحاول فحسب انتزاع الأرض.

وأعلنت الولايات المتحدة يوم الخميس عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 2.5 مليار دولار، وستشمل 59 من مركبات برادلي القتالية و90 ناقلة جند مدرعة من طراز سترايكر، ما يجعل إجمالي ما خصصته الولايات المتحدة من مساعدات أمنية لأوكرانيا يزيد عن 27.4 مليار دولار. ولم تشمل المساعدات دبابات أبرامز التي يقول عنها مسؤولون أمريكيون إنها معقدة وتستهلك كثيرا من الوقود.

*زيارة مدير المخابرات

دأبت كييف على توضيح عدم نيتها مهاجمة روسيا، بل الدفاع عن نفسها فحسب.

وكتبت إيرينا فريشتشوك نائبة رئيس الوزراء عبر تيليجرام "سيقاتل الأوكرانيون! بدبابات أو من دونها. ولكن كل دبابة من رامشتاين تعني إنقاذ أرواح أوكرانية".

في غضون ذلك، قال مسؤول أمريكي لرويترز يوم الخميس إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز سافر سرا إلى العاصمة الأوكرانية كييف للقاء زيلينسكي، ولكنه أحجم عن الكشف عن موعد الزيارة.

وقالت صحيفة واشنطن بوست، التي كانت أول من أورد النبأ، إن الزيارة تمت في مطلع الأسبوع. وأضافت الصحيفة أن بيرنز أطلع زيلينسكي على توقعاته بشأن الخطط العسكرية الروسية.

ولا يزال القتال محتدما في المنطقة الصناعية المعروفة باسم دونباس على الحدود الشرقية لأوكرانيا مع روسيا والتي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر أيلول بالإضافة إلى منطقتين أخريين في الجنوب.

وأفادت صحيفة دير شبيجل الألمانية يوم الجمعة بأن وكالة المخابرات الخارجية الألمانية قالت إن الجيش الأوكراني يخسر جنودا بالمئات كل يوم. ولا تتحدث روسيا أو أوكرانيا عادة بالتفصيل عن خسائرهما، ولكن أوكرانيا تقول إن الخسائر الروسية أكبر من خسائرها.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح

تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني

احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطالبين بصفقة تبادل للأسرى