أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن طرفي النزاع في السودان وافقا على وقف النار ثلاثة أيام اعتبارا من الثلاثاء. في الأثناء تتواصل عمليات الإجلاء
لقي وقف لإطلاق النار في السودان أعلنته واشنطن ثباتا نسبيا مع التزامه بشكل عام من الجيش وقوات الدعم السريع بعد عشرة أيام من معارك دامية فشلت معها كل محاولات التهدئة، وتواصل في ظلها إجلاء الرعايا الأجانب، بينما أدت المعارك إلى مقتل أكثر من 459 شخصا وإصابة 4072 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف الى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر. وتتواصل في الأثناء عمليات إجلاء الأجانب من هذا البلد، حيث قالت الأمم المتحدة إن 270 ألف شخص قد يفرون من السودان الى تشاد وجنوب السودان.
وفي ما يلي أهم التطورات في السودان:
"خطر بيولوجي"
حذرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من "خطر بيولوجي" مرتفع في السودان بعد سيطرة مقاتلين على مختبر وطني في ظل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال ممثل المنظمة الأممية في السودان نعمة سعيد عابد في اتصال عبر تقنية الفيديو، إن "أحد الطرفين المتقاتلين يحتل مختبرا للصحة العامة، ما يشكّل خطرا بيولوجيا مرتفعا جدا"، مشيرا الى أن هذا المرفق يحتوي على عينات مسبّبة لأمراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال.
فرنسا ترحب بوقف إطلاق النار في السودان وتبدي "حرصها" على احترامه
رحبت فرنسا الثلاثاء بـ"قبول" وقف إطلاق النار في السودان، وأعربت عن "حرصها" على احترامه للسماح بإجلاء المدنيين من مناطق القتال وإيصال المساعدات الإنسانية.
ودعت الخارجية الفرنسية في بيان "الطرفين إلى الاحترام الكامل لوقف القتال، لا سيما لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان وسلامة المدنيين الذين ما زالوا موجودين في مناطق الاشتباكات".
وتابعت أن فرنسا "حريصة على الاحترام الفعال لوقف الأعمال العدائية الذي من شأنه أن يمكِّن من إحراز تقدم نحو وقف دائم لإطلاق النار ونحو إطلاق مفاوضات سياسية شاملة".

السودان: "عندما تتقاتل الفيلة، يُداس العشب"
euronewsفي تحليل للصراع الذي نشب مؤخرا في السودان، يرى أحد المحللين أن شبب القتال بين البرهان ودقلو ليس عقائديا أو سياسيا، وليس له علاقة بتوجهات حزبية. الأمر مختلف عن ذلك.
شاهد: مرضى غسيل الكلى في الخرطوم قلقون من تدهور الخدمات الصحية وسط القتال
euronewsهذه المواجهات التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، حدثت بشكل مفاجئ، ما أدى إلى محاصرة الكثير من الأطباء والممرضات داخل المستشفيات. وحرم المرضى من الوصول إلى المرافق الطبية.
الخرطوم تغرق في الظلام بسبب المعارك وانقطاع الكهرباء
euronewsأسفر القتال الذي اندلع قبل عشرة أيام بين قوات الجيش، بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف أيضا باسم "حميدتي" عن مقتل مئات الأشخاص.بريطانيا تبدأ الإجلاء
أعلنت المملكة المتحدة الثلاثاء بدء عمليات إجلاء رعاياها جوا من السودان، بعد عشرة أيام من اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعدما شكا عدد منهم من أنهم "تركوا لمصيرهم".
وأفادت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن "الرحلات الجوية العسكرية للمملكة المتحدة ستقلع" من خارج الخرطوم و"ستكون متاحة لأولئك الذين يحملون جوازات سفر بريطانية، والأولوية ستمنح للعائلات مع أطفال و/أو المسنّين أو الأفراد الذين يعانون ظروفا صحية".
ترقب وقف إطلاق نار
يترقب السودانيون الثلاثاء تنفيذ اتفاق تم التوصل إليه برعاية أميركية لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد عشرة أيام من معارك دامية فشلت معها كل محاولات التهدئة.
ويبقى الاختبار تبيان مدى التزام الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم بقيادة محمد دقلو المعروف بحميدتي بالاتفاق على الأرض، اذ سبق لهما منذ اندلاع المعارك في 15 نيسان/أبريل، الإعلان أكثر من مرة عن هدنة، ما لبث كل طرف أن اتّهم الآخر بخرقها. وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن طرفي النزاع وافقا على وقف النار ثلاثة أيام اعتبارا من الثلاثاء. وأكد كل طرف عزمه التزام التهدئة.

وأتت موافقة الجيش السوداني على الهدنة بعد تأكيد قوات الدعم الاتفاق على "هدنة مخصصة لفتح ممرات إنسانية وتسهيل تنقل المدنيين".
الى ذلك، قال خالد عمر يوسف المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير لوكالة فرانس برس ليل الإثنين "بوساطة أميركية وتنسيق مع الحرية والتغيير تبدأ منتصف ليل اليوم هدنة لمدة 72 لأغراض إنسانية". وأضاف قوله: "خلال هذه الهدنة سيتم حوار حول ترتيبات لوقف نهائي لإطلاق النار. الولايات المتحدة بتنسيق معنا تواصلت مع القوات المسلحة والدعم السريع".
وكان دقلو والبرهان حليفين عندما نفذا انقلابا في 2021 أطاحا خلاله من الحكم مدنيين كانوا يتقاسمون السلطة معهما، بعد عامين على إطاحة نظام عمر البشير. لكن الصراع على السلطة ما لبث أن بدأ بينهما.
ومنذ اندلاع المعارك في الخرطوم ومدن أخرى في 15 نيسان/أبريل، نزح عشرات الآلاف في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود، وانقطاع في التيار الكهربائي وتراجع حاد في القدرة على توفير الخدمات الصحية.
نزاع في "كامل المنطقة"
أتى إعلان اتفاق وقف النار بعد تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العنف في السودان قد "يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها".
وقال أمام مجلس الأمن إن الوضع في السودان "يواصل التدهور"، مشددا على ضرورة "أن تتوقف أعمال العنف. إنها تهدد بحريق كارثي داخل السودان قد يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها".

وأعرب بلينكن الإثنين عن "قلق بالغ لوجود مجموعة بريغوجين، مجموعة فاغنر (الروسية)، في السودان". وأتى الاعلان عن وقف إطلاق النار بعدما تسارعت منذ عطلة نهاية الأسبوع، عمليات إجلاء آلاف الرعايا والدبلوماسيين الأجانب بمختلف وسائل النقل البري والبحري والجوي.
عمليات الإجلاء متواصلة
غير أن الأمم المتحدة أعلنت الإثنين الإبقاء على عدد من موظفيها في السودان وعلى رأسهم المبعوث الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس، فيما وصل 700 من موظفيها وموظفي السفارات والمنظمات غير الحكومية إلى ميناء بورتسودان بشرق السودان لإجلائهم.
وفتحت الكثير من العواصم الغربية والعربية مسارات آمنة لإخراج الرعايا الأجانب بضمان الطرفين المتصارعين. وأعلن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتل تمكّن من إجلاء ألف من رعاياه من السودان، وذلك في عمليات "معقّدة وناجحة".

وأعلنت الخارجية الفرنسية الإثنين أنها أجلت الى الآن نحو 400 من رعاياها وحملة جنسيات دول أخرى مثل ألمانيا والنمسا والدنمارك وفنلندا واليونان والمجر والمملكة المتحدة والسويد وسويسرا وجنوب إفريقيا وبوروندي وإثيوبيا وليسوتو والمغرب وناميبيا والنيجر وأوغندا ورواندا، فضلا عن السودان والولايات المتحدة وكندا والهند واليابان والفيليبين.
وشملت عمليات الإجلاء دولا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والصين، بينما كانت مصر والسعودية الأبرز في هذه العمليات بين البلدان العربية. وغالبية من تمّ إجلاؤهم من الأجانب هم من الطواقم الدبلوماسية، بينما ينتظر الكثير من المدنيين دورهم للإجلاء جوا، ضمن قوافل حافلات وسيارات رباعية الدفع تنتقل بمواكبة أمنية من الخرطوم نحو قواعد عسكرية خارجها، أو الى مدينة بورتسودان.
مخاوف وهواجس
وفي موازاة ذلك، أثار مسؤولون ومحللون مخاوف حيال مصير السودانيين وسط خشية من احتدام المعارك مجددا عندما ينتهي إخراج الرعايا. وباتت مغادرة الخرطوم هاجسا يؤرق سكانها البالغ عددهم خمسة ملايين، في ظل انقطاع الكهرباء ونقص المؤن.
الا أن المغادرة ليست سهلة خصوصا في ظل حاجة لكميات كبيرة من الوقود لقطع المسافة نحو الحدود المصرية شمالا (زهاء ألف كيلومتر)، أو بلوغ بورتسودان (850 كيلومترا الى الشرق) أملا بالانتقال منها بحرا لدولة أخرى.
وحذرت الأمم المتحدة من أنه "في حين يفرّ الأجانب القادرون على ذلك، يزداد تأثير العنف على الوضع الإنساني الحرج أساسا في السودان". وقدرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن 800 ألف لاجئ من جنوب السودان يعيشون في السودان سيعتمدون على أنفسهم في العودة إلى وطنهم الذي فرّوا منه هربا من الحرب.

شاهد: "سلّم يا برهان، سلّم يا جبان".. الدعم السريع ينشر فيديو لمقاتليه في شرق النيل
euronewsنشرت قوات الدعم السريع في السودان مقطع فيديو على الإنترنت، تقول إنه يُظهر مقاتليها في محافظة شرق النيل. ويظهر المقاتلون وهم يهتفون ويتفاخرون بمعداتهم والهزائم المزعومة التي ألحقوها بقوات الجيش السوداني.بلينكن يعبّر عن "قلق بالغ" لوجود مجموعة "فاغنر" في السودان
أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين عن قلقه لوجود مجموعة فاغنر الروسية في السودان، حيث تتواصل المعارك منذ عشرة أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع مخلفة مئات القتلى.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكيني "نشعر بقلق بالغ لوجود مجموعة بريغوجين، مجموعة فاغنر، في السودان".
وأضاف أن مجموعة فاغنر النشطة في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى والمشاركة في الغزو الروسي لأوكرانيا، "تجلب معها أينما تحركت المزيد من الموت والدمار".
من جهته، أشار وزير الخارجية الكيني ألفريد موتوا بأصابع الاتهام إلى دول في الشرق الأوسط لم يذكر أسماءها، علما ان تقارير أشارت إلى دعم مصر والإمارات لطرفي النزاع السوداني.
وقال موتوا "نحن قلقون للغاية من بعض أصدقائنا في الشرق الأوسط وكذلك روسيا ودول أخرى كانت لوقت طويل مقربة من أحد الجانبين".
وتابع الوزير الكيني "هذا الوقت بالذات ليس مناسبا للانحياز إلى طرف في الحرب".
واعتبر أن فاعلين أجانب "يحاولون استخدام السودان ساحة لأي سبب من الأسباب".
وأضاف "نطالب القوى الخارجية بترك السودان وشأنه".