الصراع في السودان: هل ينقلب الإسلاميون على البرهان، أهم حليف لهم؟

عبد الفتاح البرهان
عبد الفتاح البرهان Copyright Hussein Malla/Copyright 2019 The AP. All rights reserved.
Copyright Hussein Malla/Copyright 2019 The AP. All rights reserved.
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان قبل بضعة أسابيع، يحاول الإسلاميون، كما يرى محللون، استغلال الوضع القائم ليضمنوا وضعا ملائما لهم في التسوية السياسية المستقبلية. ومن أجل ذلك، يبدو أن هناك صراعا آخر قد ينشب بينهم وبين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

اعلان

بدأت بوادر صراع وشيك بين الإسلاميين السودانيين وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إذ يسعى هؤلاء اليوم للتخلص منه ويعتبرونه متساهلا أكثر من اللزوم، بينما يخوض الرجل منذ ستة أسابيع حربا على جبهة أخرى ضد نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

في ظل حكم عمر البشير الذي امتد لثلاثة عقود، هيمن الإسلاميون على السلطة في البلاد وأسسوا شبكة واسعة من المصالح المالية والتجارية والسياسية.

AP Photo
عمر البشير، الزعيم السوداني الذي أطيح به عام 2019 بعد 3 عقود من الحكمAP Photo

وحكم عسكريون السودان مدة 55 عاما منذ أن نال استقلاله قبل 67 عاما، بحسب ريفت فالي إنستيتوت. ويؤكد هذا المركز البحثي أن "السياسة السودانية مرتبطة ارتباطا عضويا بالعسكريين، والجيش هناك مؤسسة مسيسة".

في العام 2019، عندما اضطر الجيش الى الإطاحة بالبشير تحت ضغط الشارع، ابتعد الإسلاميون عن الواجهة. وتم حظر حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه البشير ووضع الكثير من المسؤولين في السجن.

واختار الجيش، لتهدئة غضب الشارع والمجتمع الدولي، "ضابطا مجهولا" هو عبد الفتاح البرهان، لوضعه على رأس البلاد، على ما يقول الباحث أليكس دي فول.

"ضمان مكانهم"

وراح البرهان يكثر من التصريحات المناوئة للاسلاميين وحزب المؤتمر الوطني.

لكن منذ أدى اشتعال الحرب في 15 نيسان/أبريل إلى الفوضى في السودان وإلى هرب قادة من النظام السابق من السجون، ظهر المؤتمر الوطني مجددا ليعلن دعمه للجيش في مواجهة قوات الدعم السريع التي يتزعمها دقلو.

AP/Copyright 2020 The AP. All rights reserved.
محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، قائد ميليشيات "قوات الدعم السريع" السودانيةAP/Copyright 2020 The AP. All rights reserved.

ويقول عثمان ميرغني، رئيس تحرير يومية "التيار" المستقلة: "الإسلاميون يستثمرون في الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد ليضمنوا وضعا في التسوية السياسية المقبلة".

وتجلت عودتهم بقوة عندما وجه البرهان الجمعة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يطلب فيها تغيير موفده إلى السودان فولكر بيرتيس.

المبعوث الأممي

وقال البرهان إن الموفد الأممي صار "طرفا وليس وسيطا" في السودان واتهمه بارتكاب "تدليس وتضليل" أثناء قيادته عملية سياسية، ما "شجع"، وفقا له، دقلو على "شن العمليات العسكرية".

وكان الإسلاميون يعترضون على المبعوث الأممي ويتظاهرون منذ أشهر للمطالبة باستبداله. لكن ميرغني يؤكد أن البرهان ليس سوى "قطعة شطرنج في السياسية السودانية فهو لا يمثل تيارا سياسيا، لكن دوره يرتبط بوظيفته كضابط بالقوات المسلحة".

AP Photo
المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتيسAP Photo

ويشير أليكس دي فال إلى أن البرهان "يواجه عوائق عدة". ويتابع هذا الخبير بالشؤون السودانية: "خلافا لدقلو والبشير من قبله، ليست لديه موارد مالية خاصة لكي يتمكن من عقد تسويات سياسية".

ويضيف: "لذلك فقد أجبر دوما على التفاوض مع العسكريين ومع الحرس القديم قبل كل القرارات المهمة".

"المهمة انتهت"

ويرى أمير بابكر، رئيس تحرير موقع "مواطنون" المتخصص في شؤون القرن الإفريقي، أن البرهان "خلق علاقة مع الإسلاميين لتحقيق طموحه في الحكم".

وعلى الرغم من محاولته "إظهار الابتعاد عنهم، إلا أنه استجاب لضغوطهم بسبب وجودهم في الأجهزة الأمنية، ونفّذ انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر" 2021، وفقا له.

قام البرهان بالانقلاب قبل بضعة أسابيع من الموعد المحدد لتسليم السلطة إلى المدنيين. وسمح ذلك أيضا بتجميد أنشطة لجنة تفكيك شبكات نظام البشير وامبراطوريته الاقتصادية. واضطر أخيرا إلى طلب تغيير موفد الأمم المتحدة.

AP Photo
عبد الفتاح البرهان أثناء موكب عسكري مع جنود وضباط سودانيين ـ أرشيفAP Photo

وقال محلل عسكري طلب عدم كشف هويته: "الإسلاميون لديهم وجود في المؤسسة العسكرية عملوا عليه منذ وصولهم إلى السلطة في انقلاب البشير عام 1989"، وتابع القول: "حاول البرهان إبعاد بعضهم ولكنه في ذات الوقت أبقى على البعض الآخر".

اليوم يجد البرهان نفسه وحيدا في مواجهة الإسلاميين الذين يتهمونه بالتساهل مع قوات الدعم السريع التي كان على علاقة جيدة معها، إذ عمل ضابطا في منطقة وسط دارفور العسكرية خلال سنوات الصراع الذي اندلع في الإقليم الواقع غرب البلاد عام 2003، وكان يومها دقلو قائدا لقوات الجنجويد التي نشرت الرعب في الإقليم.

اعلان

ويقول ميرغني: "هو مجرد ضابط في القوات المسلحة تنتهي مهمته بانتهاء وظيفته، وهو ما قد يتحقق بعد انتهاء الحرب مباشرة".

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

السودان: اشتباكات في الخرطوم ودوي انفجارات بعد انتهاء هدنة اليوم الواحد بين الجيش والدعم السريع

وكالة الأمم المتحدة للهجرة: تشريد أكثر من مليون نازح داخل السودان

الحرب دمرت النظام المصرفي السوداني ومواطنون يسألون: "أين أموالنا؟"