يعتلي أكثر من 140 رئيس دولة أو حكومة الجمعة والسبت واحدًا تلو الآخر منصّة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) المنعقد في دبي، ليكشفوا عن الطريقة التي ينوون فيها زيادة التزاماتهم لتخفيف حدة ظاهرة تغيّر المناخ، في حين تسيطر حرب غزة على الأجواء.
وبدأت أعمال الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب28) الخميس بنجاح، بإعلان تشغيل صندوق "الخسائر والأضرار" للدول الأكثر عرضةً لتداعيات تغيّر المناخ. ويُعتبر القرار إنجازًا تاريخيًا رغم أن الوعود الأولى المرتبطة بالتمويل (حوالى 400 مليون دولار) لا تزال رمزية في مواجهة الاحتياجات التي تقدر بمئات المليارات.
وإلى جانب هذا المؤشر الإيجابي الضروري لتخفيف حدة التوترات بين دول الشمال والجنوب، لا يزال يتعين خوض مفاوضات شاقة حتى نهاية المؤتمر في 12 كانون الأول/ديسمبر، لتصحيح المسار الذي يأخذ البشرية نحو احترار مناخي يراوح بين 2,5 و2,9 درجة مئوية، مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية.
${title}
البث المباشر انتهى
الملك تشارلز يدعو أمام قادة العالم إلى جعل مؤتمر كوب28 "نقطة تحوّل" للمناخ
للمزيد 👈https://t.co/HQbMa8d1bM pic.twitter.com/RC4LdRW9yJ
— euronews عــربي (@euronewsar) December 1, 2023
قطاع النقل البحري يتعهد باعتماد قواعد بيئية أكثر صرامة
اعتمدت خمس من أكبر شركات النقل البحري في العالم، إلى جانب فرنسا وكوريا الجنوبية والدنمارك، إعلانًا مشتركًا الجمعة في مؤتمر المناخ كوب28 في دبي للترويج لاعتماد "إطار تنظيمي قوي" بحلول عام 2027 لتعزيز التحول البيئي للقطاع.
ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته في الجلسة العامة "بالاتفاق الهائل الذي توصل إليه قطاع النقل البحري... الذي سيجعل من الممكن خفض الانبعاثات على نحو كبير بحلول عام 2030".
البنك الدولي سيتولى إدارة صندوق الخسائر والأضرار المناخية بدون التحكم بإنفاق الأموال
سيتولى البنك الدولي إدارة صندوق "الخسائر والأضرار" الذي أُعلن تشغيله في اليوم الأول من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) المنعقد في دبي، لكنّ المانحين والمستفيدين سيتحكمون بطريقة إنفاق الأموال، وفق ما أعلن رئيس المؤسسة المالية الدولية أجاي بانغا الجمعة.
وتعهّدت دول عدة بتقديم مساهمات بمئات ملايين الدولارات للصندوق الذي يهدف إلى توفير التمويل للبلدان المتضررة من تداعيات ظاهرة الاحترار المناخي.
وقال بانغا على هامش مؤتمر كوب28 "في الواقع، لا يؤدي البنك دورًا في تخصيص الأموال" موضحًا أن "هذه ستكون مهمة مجلس حكام لا يزال ينبغي إنشاؤه وسيمثّل المانحين والمستفيدين".
وأضاف أن البنك الدولي من جانبه، سيؤدي دورًا محدودًا في إدارة العمليات اليومية للصندوق.
أكثر من مئة دولة تدعم زيادة مصادر الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف بحلول 2030
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الجمعة في دبي إن أكثر من 110 دولة ترغب في رؤية مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) يتبنى هدف زيادة مصادر الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030.
في الربيع، أطلق الاتحاد الأوروبي نداءً بهذا المعنى، بدعم من الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، تبنته في ما بعد دول مجموعة السبع ومجموعة العشرين على التوالي، وهي المسؤولة عن 80% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.
وقالت فون دير لايين في كلمتها خلال المؤتمر "اليوم، تحولت دعوتنا إلى حركة قوية وانضمت إليها بالفعل أكثر من 110 دول... أدعوكم جميعًا إلى إدراج هذه الأهداف في القرار النهائي لمؤتمر الأطراف، ومن ثم، سنرسل رسالة قوية إلى المستثمرين والمستهلكين". ومن المرتقب الاعلان عن ذلك السبت.
استثمار إماراتي ألماني بـ11 مليار جنيه استرليني في محطة بريطانية للرياح
أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الجمعة عن خطط لشركة "مصدر" الإماراتية للطاقة المتجددة وشركة "آر دبليو إي" الألمانية العملاقة للطاقة، لاستثمار ما يصل إلى 11 مليار جنيه استرليني (14 مليار دولار) في محطة بحرية لطاقة الرياح.
وقال خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) المنعقد في دبي، إن خطط الاستثمار المشتركة ستساعد على تركيب توربينات في موقع دوغر بانك الضخم في بحر الشمال قبالة المملكة المتحدة.
قمة كوب 28 في دبي.. تجمع قادة العالم حول مسألة المناخ وتفرقهم في قضايا أخرى
بدأت أعمال الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب28) الخميس بنجاح.. 👈https://t.co/HQbMa8d1bM pic.twitter.com/49vvjeoYTi
— euronews عــربي (@euronewsar) December 1, 2023
الملك تشارلز يدعو أمام قادة العالم إلى جعل مؤتمر كوب28 "نقطة تحوّل" للمناخ
دعا الملك تشارلز الثالث الجمعة قادة العالم إلى جعل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) المنعقد في دبي، نقطة تحوّل ترقى إلى مستوى اتفاق باريس لتسريع التحرك المناخي، قبيل بدء أسبوعين من المفاوضات الشاقة بين الدول حول مستقبل النفط والغاز والفحم.
وقال ملك بريطانيا الذي يشارك في مؤتمر مناخ للمرة الأولى منذ اعتلائه العرش مستذكرًا مشاركته في كوب21 الذي أفضى إلى اتفاق باريس التاريخي، إنه "غالبًا ما يتمّ تحطيم الأرقام القياسية لدرجة أننا بتنا لا نتأثر بما تقوله لنا".
وأضاف "أرجو من كلّ قلبي أن يكون مؤتمر كوب28 نقطة تحوّل أخرى نحو انتقال (أخضر) حقيقي" معدّدًا الأعاصير التي دمّرت الجزر المعرضة للخطر والفيضانات في الهند وبنغلادش وباكستان والحرائق القياسية التي تجتاح دولًا كثيرة من الولايات المتحدة إلى اليونان.
وأكد أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، "نقوم بتجربة مخيفة لتغيير كل الظروف البيئية في الوقت نفسه، بمعدل يفوق قدرة الطبيعة"، قبل أن يدعو إلى تمويل عالمي لصالح الانتقال إلى الطاقات الخضراء.
وختم الملك المعروف بدفاعه عن القضايا البيئية، بالقول "الأرض ليست ملكنا، نحن الذين ننتمي إلى الأرض".
هل ستتوصل الدول لاتفاق؟
أوضح رومان إيوالالن من منظمة "أويل تشينج إنترناشيونال" Oil Change International الخميس أنه "يجب على الدول أن تتوصل إلى اتفاق لوضع حد فوري لتوسيع (مشاريع) الوقود الأحفوري وتنظيم التخلي عنها بشكل تدريجي وعادل".
وأضاف أن ذلك يتطلّب اتخاذ إجراءات من جانب "الدول الغنية لإعادة توجيه المليارات المخصصة لقطاع الوقود الأحفوري نحو زيادة مصادر الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف ورفع كفاءة استخدام الطاقة"، وهما هدفان أعلنتهما رئاسة كوب28.
وستتم مناقشة الجمعة مسألة الغابات التي تخزن الكربون ولكنها مهددة.
أبرز الغيابات عن المؤتمر
سيغيب عن المؤتمر الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ اللذان يتسبب بلداهما بـ40% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في العالم.
وألغى البابا فرنسيس مشاركته في المؤتمر، بسبب إصابته بالرشح، وكان يُفترض أن تكون أول مشاركة لحبر أعظم في مؤتمر للمناخ.
مراجعة "دور الوقود الأحفوري" خلال كوب 28
في المقاوم الأول، ينبغي مراجعة "دور الوقود الأحفوري" كما أقرّ الخميس رئيس كوب28 الإماراتي سلطان الجابر الذي يتعرّض لانتقادات نظرًا إلى كونه يشغل أيضًا منصب رئيس شركة "أدنوك" النفطية الحكومية العملاقة.
ويبدو أن نتائج اليوم الأول عززت ثقة الجابر المقتنع بأنه قادر على تحقيق ما لم يحققه أي من مؤتمرات المناخ السابقة. فبعد ثلاثة أيام من حملة إعلامية واسعة النطاق حول اتهامات وجّهت للجابر بتضارب مصالح، طلب المسؤول الإماراتي من وفود الدول "تبني ذهنية مختلفة للتفكير في أن التنازل ضروري".
ويُتوقع على مدى يومين حضور 140 من قادة العالم بينهم الملك تشارلز الثالث والرؤساء الفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب إردوغان والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إضافة إلى نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس.