وكأن مشاهد نكبة 1948 تعيد نفسها بعد تهديد إسرائيل سكان شمال قطاع غزة، ما دفع أغلبهم للنزوح من بيوتهم ومدنهم إلى الخيام التي أصبحت ملاذهم الوحيد
اعلانبعد إنذار الجيش الإسرائيلي بإخلاء شمال غزة، انتهى الأمر بآلاف العائلات بأن تصبح بلا مأوى في مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث تحولت منطقة الصناعة إلى مدينة خيام بالمعنى الحرفي للكلمة.
صفٌّ تلو الآخر من الخيام البيضاء تمتد إلى ما لا نهاية. الجيران الذين تعرفوا حديثاً على بعضهم ينتظرون في الخارج لتلقي وجبتهم المشتركة من موظفي الأمم المتحدة.. مشهد يُعيد إلى الأذهان نكبة 1948 حين نزح مئات الآلاف من السكان إلى جنوب القطاع في أعقاب إعلان إقامة دولة إسرائيل وتهجيرهم من بيوتهم وقراهم.
ولا يتمتع النازحون إلا بالقليل من وسائل الراحة، لا تتعدى مراتب رقيقة وشواحن هواتف تعمل بالطاقة الشمسية ونزر يسير الملابس وبعض الأواني التي تمكّنوا من أخذها قبل الفرار من جحيم القصف الذي يسمعون دويّه ولا يكاد يخطئهم.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد نزح منذ بدء الحرب نحو 1,8 مليون شخص من شمال غزة إلى جنوبها، أي ثلاثة أرباع من إجمالي سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.