Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

السودان: فرّوا من ويلات الحرب ليلاحقهم شبح الجوع أينما ولّوا وجوههم

وصول اللاجئين السودانيين إلى عكا، تشاد، الأحد 6 أكتوبر/تشرين الأول. 2024
وصول اللاجئين السودانيين إلى عكا، تشاد، الأحد 6 أكتوبر/تشرين الأول. 2024 حقوق النشر  Sam Mednick/-2024 -AP
حقوق النشر Sam Mednick/-2024 -AP
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناه Copy to clipboard تم النسخ

لعدة أشهر، كانت عزيزة إبراهيم تتنقل من قرية إلى أخرى في السودان هربًا من القتل. ومع ذلك، لم يكن مقتل أقاربها واختفاء زوجها هما ما دفعا الشابة البالغة من العمر 23 عامًا لمغادرة البلاد نهائيًا، بل كان الجوع هو السبب الرئيسي.

اعلان

تقول عزيزة إبراهيم، وهي تحتضن ابنتها البالغة من العمر عامًا واحدًا: "لا يوجد لدينا ما نأكله بسبب الحرب"، وذلك بعد أيام من عبورها إلى تشاد.

لقد أدت الحرب في السودان إلى تفشي المجاعة، حيث أجبرت الناس على ترك أراضيهم الزراعية. الغذاء في الأسواق نادر، والأسعار ارتفعت بشكل كبير، وتواجه المنظمات الإغاثية صعوبة في الوصول إلى الأكثر ضعفًا بسبب القيود التي تفرضها الأطراف المتنازعة.

هذه خريطة تحديد موقع السودان وعاصمته الخرطوم.
هذه خريطة تحديد موقع السودان وعاصمته الخرطوم. AP/Copyright 2021 AP

خلال الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 نتيجة التوترات بين الجيش ومجموعة الدعم السريع، قُتل حوالي 24 ألف شخص وتعرض الملايين للتشريد وتحذر التقارير من أن حوالي 25 مليون شخص أي أكثر من نصف سكان السودان من المتوقع أن يواجهوا الجوع الحاد هذا العام.

قال يان إغيلاند، رئيس مجلس اللاجئين النرويجي: "الناس يموتون جوعًا في الوقت الحالي... إنه أمر مصطنع، هؤلاء الرجال المسلحون الذين يمتلكون السلطة هم من ينكرون الطعام على النساء والأطفال". وأشار إلى أن الأطراف المتنازعة تمنع المساعدات وتؤخر التصاريح للمنظمات الإنسانية.

حليمة عبد الله تحمل ابنتها كلثوم أبكر البالغة من العمر 7 أشهر والتي تعاني من سوء التغذية الحاد في عيادة تديرها منظمة أطباء بلا حدود في موقع أبوتنغي للنازحين
حليمة عبد الله تحمل ابنتها كلثوم أبكر البالغة من العمر 7 أشهر والتي تعاني من سوء التغذية الحاد في عيادة تديرها منظمة أطباء بلا حدود في موقع أبوتنغي للنازحين Sam Mednick/2024- AP

بين أيار/ مايو وسبتمبر/أيلول، شهد أحد المستشفيات في موقع نزوح بتشاد وفاة سبعة أطفال بسبب سوء التغذية، وقد أُجبرت منظمة أطباء بلا حدود على وقف الرعاية لـ 5000 طفل يعانون من سوء التغذية في شمال دارفور لعدة أسابيع بسبب العقبات المتكررة.

في سبتمبر/أيلول، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن كلا الجانبين إلى السماح بالوصول غير المقيد ووقف قتل المدنيين، لكن القتال لا يظهر أي علامات على التراجع، حيث قُتل أكثر من 2600 شخص في أكتوبر/ تشرين الأوّل فقط.

عثمان طاهر وعائلته يعبرون من السودان إلى تشاد بالقرب من عكا يوم الأحد، 6 أكتوبر. 2024.
عثمان طاهر وعائلته يعبرون من السودان إلى تشاد بالقرب من عكا يوم الأحد، 6 أكتوبر. 2024. Sam Mednick/ 2024 -AP

تشتد أعمال العنف حول عاصمة شمال دارفور، الفاشر، التي تعتبر العاصمة الوحيدة في المنطقة الغربية التي لا تسيطر عليها مجموعة الدعم السريع، وقد شهدت دارفور بعضًا من أسوأ الفظائع خلال الحرب.

هربت عزيزة إبراهيم من قريتها في غرب دارفور ولجأت لأكثر من عام إلى مدن قريبة مع أصدقائها وأقاربها، كان زوجها قد غادر للبحث عن عمل قبل الحرب ولم تسمع عنه منذ ذلك الحين.

سلمى عيسى أبكر البالغة من العمر 17 شهرًا تستريح في عيادة تديرها منظمة أطباء بلا حدود في موقع أبوتنغي للنازحين بالقرب من عكا، تشاد، الجمعة 4 أكتوبر/تشرين الأول. 2024.
سلمى عيسى أبكر البالغة من العمر 17 شهرًا تستريح في عيادة تديرها منظمة أطباء بلا حدود في موقع أبوتنغي للنازحين بالقرب من عكا، تشاد، الجمعة 4 أكتوبر/تشرين الأول. 2024. Sam Mednick/ 2024 AP

 وقد واجهت صعوبة في إطعام ابنتها، واضطرت لقطع الخشب وبيعه في تشاد لتوفير المال لشراء الحبوب، لكن بعد عدة أشهر نفد الخشب مما أجبرها على المغادرة نهائيًا.

 أشخاص آخرون فروا إلى تشاد وصفوا ارتفاع أسعار الغذاء بثلاثة أضعاف ونقص المخزون في الأسواق.

من جهة أخرى وصلت عواطف آدم إلى تشاد في أكتوبر/تشرين الأوّل بعد أن كان زوجها يكسب القليل جدًا من نقل الناس بعربته التي تجرها الحمير، إذ فقد أطفالها الوزن وكانوا دائمًا جائعين.

فارون إلى تشاد قادمين من السودان في أدري، تشاد، الأحد، 6 أكتوبر/تشرين الأول 2024
فارون إلى تشاد قادمين من السودان في أدري، تشاد، الأحد، 6 أكتوبر/تشرين الأول 2024 Sam Mednick/ 2024 AP

 مع تدفق المزيد من الناس إلى تشاد، تشعر المنظمات الإنسانية بالقلق حيال قدرتها على دعمهم إذ منذ بداية الحرب، دخل حوالي 700 ألف سوداني إلى تشاد ويعيش الكثير منهم في مخيمات للاجئين أو مواقع نزوح مؤقتة.

في وقت سابق من هذا العام، خفض برنامج الغذاء العالمي حصص الإغاثة بنسبة تقارب 50% بسبب نقص التمويل. ورغم توفر الأموال الآن للعودة إلى الحصص الكاملة حتى بداية العام المقبل، إلا أن المزيد من القادمين سيزيد الضغط على النظام الغذائي.

خديجة عمر آدم تجلس إلى جانب طفلها المريض في عيادة تديرها منظمة أطباء بلا حدود في موقع أبوتنغي للنازحين بالقرب من عكا، تشاد، الجمعة، 4 أكتوبر/تشرين الأول. 2024.
خديجة عمر آدم تجلس إلى جانب طفلها المريض في عيادة تديرها منظمة أطباء بلا حدود في موقع أبوتنغي للنازحين بالقرب من عكا، تشاد، الجمعة، 4 أكتوبر/تشرين الأول. 2024. Sam Mednick/ 2024 AP

خلال زيارة لوكالة أسوشيتد برس إلى أدري في أكتوبر/تشرين الثاني، قال بعض الذين فروا من السودان إنهم لا يزالون يعانون.

قالت خديجة عمر آدم إنها لا تملك ما يكفي من المساعدات أو المال لتناول الطعام بانتظام، مما جعل الرضاعة الطبيعية لطفلتها المصابة بسوء التغذية أمرًا صعبًا. وقد ولدت طفلتها خلال الأيام الأولى للحرب بمفردها.

أدخلت العيادة التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 340 حالة لطفل يعاني من سوء التغذية الحاد بين أغسطس /أب وسبتمبر/أيلول. ويخشى العاملون الصحيون أن يرتفع هذا العدد.

فيما قال الدكتور أولى درامان واتارا، رئيس الأنشطة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود في المخيم: "إذا استمرت الأمور على هذا النحو، أخشى أن تخرج الوضع عن السيطرة".

المصادر الإضافية • أب

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

يدعو إلى حرب ثقافية بعد عام من توليه المنصب.. الرئيس الأرجنتيني يريد محاربة الفكر اليساري

السودان: اتهامات أممية لقوات الدعم السريع بارتكاب "انتهاكات ضد الإنسانية"

ألف قتيل في انهيارات أرضية بإقليم دارفور مسحت قرية عن آخرها ولا ناجين إلا واحدا