Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

"هل سأموت الآن؟ أطفال غزة يصارعون الموت في ظل قيود الإجلاء الإسرائيلية المعقدة

شام، البالغة عامين، تعاني من سوء تغذية حاد، في مستشفى ناصر بخان يونس جنوب غزة، 9 أغسطس 2025.
شام، البالغة عامين، تعاني من سوء تغذية حاد، في مستشفى ناصر بخان يونس جنوب غزة، 9 أغسطس 2025. حقوق النشر  Mariam Dagga/AP
حقوق النشر Mariam Dagga/AP
بقلم: Clara Nabaa & يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

تعيش جنى عياد، ذات الثمانية أعوام، بين الحنين إلى والدها العالق خارج غزة منذ 23 شهرًا، وبين أنين جسدها الواهن الذي يذوي يومًا بعد يوم. الطفلة على حافة الموت، وأملها الوحيد رحلة إجلاء طبي عاجلة تفتح لها نافذة أمل في العلاج خارج القطاع المحاصر.

اعلان

بدأت أزمة جنى الصحية بسوء تغذية حاد، أدى إلى مضاعفات خطيرة أبرزها الحموضة الشديدة في الدم، وهي حالة تعجز الكلى والرئتان خلالها عن الحفاظ على توازن الأحماض في الجسم. ويؤكد الأطباء أنهم لا يملكون الوسائل لعلاجها، وقد تورّم جسدها خلال الشهر الماضي، في مؤشر واضح على تفاقم حالتها سوءا.

صرخة أم وواقع طبي ميؤوس منه

تقول نسمة عياد، والدة جنى، لصحيفة الغارديان: "قال لي الطبيب بصراحة: حالة ابنتك سيئة، في أي لحظة قد تخسريها".

سبق أن فقدت الأم ابنتها الصغرى جوري (عامان) قبل شهر بعدما أصيبت بمرض مفاجئ جعل جلدها يتقشر وينزف حتى فارقت الحياة. تخشى الأم أن تلقى جنى المصير نفسه ما لم تُتخذ خطوات فورية.

الأطباء عاجزون عن تشخيص حالتها بدقة لغياب الفحوص المخبرية والأدوات الطبية الأساسية، حتى فحوص الدم لم تكن متوفرة. ويقول الدكتور مصعب فروانة: "إذا لم تتوفر الفحوص البسيطة، فكيف نجري الفحوص المعقدة التي تحدد طبيعة مرضها؟". ويضيف أن جنى بحاجة إلى تركيبة حليب خاصة خالية من البروتين، لكن الكمية المتاحة توشك على النفاد.

محتجون فلسطينيون يرفعون لافتات كُتب عليها "لا لتجويع غزة" خلال اعتصام أمام مكتب الأمم المتحدة في رام الله، 1 سبتمبر 2025.
محتجون فلسطينيون يرفعون لافتات كُتب عليها "لا لتجويع غزة" خلال اعتصام أمام مكتب الأمم المتحدة في رام الله، 1 سبتمبر 2025. Nasser Nasser/AP

خلال عام من مكوثها في المستشفى، فقدت جنى قدرتها على المشي، تساقط شعرها، وانخفض وزنها ليصل إلى تسعة كيلوغرامات فقط. وترك المرض أثرًا عميقًا على حالتها النفسية، فانطوت على ذاتها وابتعدت عن ألعابها وتبددت أحلامها بأن تصبح طبيبة أسنان. في إحدى اللحظات المؤلمة، التفتت إلى والدتها خلال فحص طبي وسألتها: "هل سأموت الآن؟". سؤال لم تجد له الأم ولا الأطباء جوابًا.

الآلاف ينتظرون العلاج خارج غزة

أحيل ملف جنى مع عشرة أطفال آخرين بحاجة إلى إجلاء طبي، لكن إسرائيل لم توافق إلا على خروج طفلين فقط، بحسب أحد المسؤولين المشاركين في العملية. يقول فروانة من مستشفى أصدقاء المريض الخيري في غزة: "نحن نقاتل ضد الظروف، نحاول إبقاءها على قيد الحياة حتى يتم إجلاؤها، لكن من دون نقل عاجل، نتوقع للأسف أن تموت في أي لحظة".

وتبقى الموافقة بيد "كوغات"، الوكالة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون الإنسانية للفلسطينيين، والتي تشترط الفحص الأمني والعثور على بلد مستعد لاستقبال المرضى. ومع ذلك، جنى ليست استثناءً، فهي واحدة من أكثر من 16 ألف شخص ينتظرون العلاج في الخارج، وفق وزارة الصحة في غزة.

الحرب الإسرائيلية التي خلفت أكثر من 150 ألف جريح دمّرت البنية التحتية الصحية، وفاقمت من حدة المجاعة والأوبئة بين السكان. ويقرّ الأطباء في غزة أن معظم طلبات الإجلاء تتأخر إلى أجل غير مسمى. ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن بطء وتيرة الإحالات الطبية يعني أن إنقاذ قائمة المرضى قد يستغرق عقدًا كاملًا.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

حماس تعرض مشاهد لرهينتين أحدهما يتجوّل بسيارة في غزة.. وكاتس يعلن فتح "بوابات الجحيم"

اليوم الـ700 للحرب على غزة: قصف إسرائيلي مكثّف وأزمة جوع متفاقمة تحصد الأرواح

نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية تنتقد ما يحصل في غزة وتدين "صمت الاتحاد الأوروبي"