Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

لأول مرة منذ توليه المنصب.. ماذا وراء زيارة وزير خارجية إيران لتونس؟

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حقوق النشر  AP Photo
حقوق النشر AP Photo
بقلم: Chaima Chihi
نشرت في آخر تحديث
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

تأتي الزيارة في لحظة بالغة الحساسية على المسرحين الإقليمي والدولي وربما هي خطوة محفوفة بالرموز والدلالات.. ما خلفيات وأبعاد زيارة وزير خارجية إيران عباس عراقجي إلى تونس؟

اعلان

تطأ أرض تونس يوم الأربعاء 10 سبتمبر/ أيلول 2025، أول زيارة لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، منذ توليه منصبه. والزيارة التي تتم بدعوة من نظيره التونسي محمد علي النفطي ربما تكون ثقيلة الدلالات وفي سياق إقليمي ودولي معقد، يحمل في طياته رسائل متعددة و"تحديات أكبر للدولة التونسية". 

أجندة الزيارة الرسمية

أوضحت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج أن الهدف من الزيارة هو بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين تونس وإيران، والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتشمل أجندة الزيارة لقاءات رسمية مع الرئيس التونسي قيس سعيّد ووزير الخارجية، لمناقشة العلاقات السياسية والاقتصادية، إلى جانب التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الملف الفلسطيني والتوترات في الخليج.

كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن عراقجي أن الزيارة تأتي بعد محادثات أجراها في القاهرة مع مسؤولين مصريين والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، حيث تم التوصل إلى اتفاق جديد بشأن استئناف التعاون والتفتيش في المجال النووي، بما يضمن حقوق طهران في استخدام الطاقة النووية السلمية مع احترام سيادتها.

لماذا الآن؟

يبدو أن توقيت الزيارة يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز أهميتها السياسية. وبالاتصال بأحد الباحثين المتخصصين في السياسة الخارجية التونسية، أكد لـ"يورونيوز عربي" أن زيارة عراقجي تثير مخاوف واسعة بالنظر إلى طبيعة العلاقات التونسية–الإيرانية في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الرئيس قيس سعيّد كان قد زار طهران في يونيو 2024، في واحدة من زياراته الخارجية القليلة، والتقى بالمرشد الأعلى علي خامنئي عقب وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان.

ويضيف الباحث في حديثه أن هذه الخطوة تعكس بوادر تقارب سياسي بين تونس وإيران، وهو ما يثير قلق بعض الشركاء الإقليميين والدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، التي تعتبر تونس شريكًا استراتيجيًا وعسكريًا في المنطقة.

وليس البعد السياسي وحده ما يميز الاهتمام الإيراني بتونس، بل يمتد أيضًا إلى النشاط الثقافي والديني، إذ لوحظ في الأشهر الأخيرة تصاعد المعارض الثقافية، الندوات الفكرية، والمؤتمرات التي تروّج للنموذج الإيراني، وهو ما يراه مراقبون أنه يهدف إلى تأسيس قاعدة شعبية للتقارب السياسي بين البلدين.

كما تتزامن زيارة عراقجي مع تصريحات للسيناتور الأمريكي جو ويلسون، الذي دعا الإدارة الأمريكية إلى مراقبة الوضع ودرس فرض عقوبات محتملة على تونس، مبررًا ذلك بما وصفه "تقارباً مقلقاً" بين النظام التونسي وإيران.

العلاقة بين تونس وإيران

يشير الصحفي مهدي الزايداوي في تصريح لـ"يورونيوز عربي" إلى أن علاقة إيران بالدول العربية معقدة ومتعددة الأبعاد، ولا يمكن اختزالها في قراءة ضيقة أو أحادية. فطهران على مر التاريخ سعت لتوسيع نفوذها في المنطقة بـ"أساليب متدرجة وبراغماتية".

وخلال فترة حكم زين العابدين بن علي، حاولت إيران تقريب العلاقة مع تونس عبر توقيع عشرات الاتفاقيات الاقتصادية والثقافية، إلا أنها لم تتمكن من فرض نفوذ سياسي واسع بسبب التحفظات الأمنية والسياسية على الداخل التونسي. ومع انطلاق ثورة الياسمين، أبدت طهران دعماً للانتفاضة الشعبية، لكنها اصطدمت بتحفّظات الرئيسين السابقين المنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي حيال أي نشاط أو تدخل إيراني مباشر.

ويؤكد الزايداوي أن السياسة الإيرانية تتسم بـ"البراغماتية"، ويتجلى ذلك بوضوح في علاقاتها بسوريا، حيث دعمت طهران نظام الأسد لفترة طويلة، ولم تتردد بعد سقوطه في محاولة إقامة علاقات مع النظام الجديد رغم محاولاتها السابقة للحد من صعوده. ويشير المتحدث إلى أن إيران تواجه عداءً كبيراً في العالم العربي، وقد خسرت الكثير من نفوذها في المنطقة لا سيما في سوريا متابعا أنها تحاول رسم وجود لها في تونس وإيجاد موطئ قدم.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

هجوم الطعن الدموي في زولينغن.. القضاء الألماني يحكم بالمؤبد على سوري ينتمي لداعش

ثالث رئيس وزراء فرنسي في عام واحد.. سِباستيان ليكورنو يعد بـ"انفصال جذري" عن السياسة السابقة

خبراء: هجوم المسيّرات على بولندا رسالة مزدوجة لاختبار رد فعل الناتو وتحذير ترامب