شملت العقوبات شركات صينية متهمة بتزويد الحوثيين بمواد كيميائية أولية تُستخدم في تصنيع الصواريخ الباليستية، وإلكترونيات تُستخدم في الطائرات المسيرة، إضافة إلى شركة لإدارة السفن مقرها الإمارات العربية المتحدة.
أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، اعتراض صاروخ باليستي أُطلق من اليمن، في وقت دوت فيه صفارات الإنذار في مناطق متفرقة من إسرائيل. ولم يُبلّغ عن وقوع إصابات أو أضرار جراء الحادثة.
وقال الجيش في بيان رسمي: "تمكّن سلاح الجو الإسرائيلي من اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن"، مؤكداً أن العملية تمت في إطار الدفاع الجوي المتواصل ضد التهديدات القادمة من جنوب شبه الجزيرة العربية.
ولم يُعلن الحوثيون، الجماعة المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء واسعة من غرب البلاد، تبنّيهم للهجوم في الساعات الأولى التي تلت الحادثة.
غارات إسرائيلية على اليمن تخلف 35 قتيلاً و130 جريحاً
وجاء إطلاق الصاروخ بعد ساعات فقط من تنفيذ إسرائيل لغارات جوية استهدفت مواقع في اليمن، أسفرت وفق مصادر طبية ومسؤولين محليين عن مقتل 35 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 130 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الضربات الجوية استهدفت "أهدافاً عسكرية" تابعة للحوثيين، دون تفصيل إضافي.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام مقربة من الجماعة أن الغارات طالت "مقر التوجيه المعنوي في حي التحرير وسط العاصمة صنعاء"، و"مبنى الأحوال المدنية في مديرية الحزم بمحافظة الجوف"، إضافة إلى "مباني تابعة للمصرف المركزي ومرافق حكومية أخرى في الجوف".
وتُعد هذه الغارات هي الأولى التي تنفذها إسرائيل منذ الضربة التي استهدفت صنعاء في 28 أغسطس/آب الماضي، وأسفرت عن مقتل رئيس ما يُعرف بـ"حكومة الإنقاذ" الحوثية، أحمد غالب الرهوي، و11 مسؤولاً رفيع المستوى آخرين.
واشنطن تفرض أكبر حزمة عقوبات على الحوثيين
وفي تطور موازٍ، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الخميس، فرض عقوبات على 32 فرداً وكياناً، وأربع سفن، في ما وصفته بـ"أكبر حزمة عقوبات تُفرض حتى الآن على الحوثيين وشبكات دعمهم".
وشملت العقوبات شركات صينية متهمة بتزويد الحوثيين بمواد كيميائية أولية تُستخدم في تصنيع الصواريخ الباليستية، وإلكترونيات تُستخدم في الطائرات المسيرة، إضافة إلى شركة لإدارة السفن مقرها الإمارات العربية المتحدة.
وقال جون هيرلي، المسؤول في مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأمريكية: "سنواصل ممارسة أقصى درجات الضغط على أولئك الذين يهددون أمن الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة".
تصعيد متواصل منذ أكتوبر 2023
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب هجوم واسع شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل، يشن الحوثيون هجمات متكررة بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، غالباً ما تنجح أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراضها.
كما يستهدف الحوثيون، بشكل شبه يومي، سفناً تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، يقولون إنها "مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها"، في إطار ما يصفونه بـ"دعم المقاومة الفلسطينية في غزة".
ومنذ أشهر، تردّ إسرائيل على هذه الهجمات بتنفيذ ضربات جوية محددة ضد مواقع عسكرية وبُنى تحتية وقيادات حوثية داخل اليمن، في تصعيد غير مسبوق في نطاق المواجهة بين الطرفين.