Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

أمريكا تضغط لإنجاز اتفاق أمني سوري-إسرائيلي.. مسؤول سوري: أي تنازل عن الجولان يعني نهاية حكم الشرع

رجل يلتقط صورة لهاتف محمول بينما صواريخ تطلق من إيران باتجاه إسرائيل تحلق فوق الأراضي السورية في دمشق ، سوريا ، في وقت مبكر من يوم الأربعاء ، 18 يونيو ، 2025
رجل يلتقط صورة لهاتف محمول بينما صواريخ تطلق من إيران باتجاه إسرائيل تحلق فوق الأراضي السورية في دمشق ، سوريا ، في وقت مبكر من يوم الأربعاء ، 18 يونيو ، 2025 حقوق النشر  Ghaith Alsayed/Copyright 2025 The AP. All rights reserved.
حقوق النشر Ghaith Alsayed/Copyright 2025 The AP. All rights reserved.
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

تواجه المحادثات عجزاً حاداً في الثقة المتبادلة. فإسرائيل تعرب علناً عن عدائها للحكومة السورية الجديدة بقيادة رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، مستندة إلى خلفيته الجهادية السابقة، وتعمل على إقناع واشنطن بإبقاء سوريا دولة ضعيفة ولا مركزية.

اعلان

كشف تحقيق حصري أجرته وكالة رويترز، استند إلى مقابلات مع تسعة مصادر مطلعة مباشرة على المحادثات والعمليات الميدانية، أن سوريا تُسرّع – تحت ضغط أمريكي مكثف – مفاوضات سرية مع إسرائيل بهدف التوصل إلى اتفاق أمني محدود، لا يرقى إلى مستوى معاهدة سلام شاملة، لكنه يسعى لاستعادة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في جنوب سوريا خلال الأشهر الأخيرة.

وبحسب أربعة من المصادر التي تحدثت لرويترز، فإن واشنطن تضغط لإنجاز تقدم ملموس بحلول موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الجاري، بما يسمح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإعلان عن "اختراق دبلوماسي" في الشرق الأوسط، في خطوة يُنظر إليها على أنها ذات طابع شخصي، تهدف إلى تعزيز صورته كصانع سلام في المنطقة.

وأشارت المصادر إلى أن التوصل حتى إلى اتفاق متواضع سيكون إنجازاً صعباً، نظراً للموقف المتشدد الذي أبدته إسرائيل خلال أشهر من المفاوضات، وضعف الموقف السوري بعد أن أثار العنف الطائفي في جنوب البلاد موجة من المطالبات بتفكيك الدولة وتقسيمها.

فالنظام السوري الجديد، بقيادة رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، لا يزال يعاني من هشاشة داخلية، فيما تُظهر إسرائيل نفوذاً عسكرياً متصلاً على الأرض، وتمدّداً استراتيجياً في مناطق حساسة. 

تفاصيل الاقتراح السوري

وفقًا للمصادر التي تحدثت لرويترز – بينها مسؤولون عسكريون وسياسيون سوريون، ومصدرين استخباريين، ومسؤول إسرائيلي – فإن الاقتراح السوري يركز على ثلاثة محاور رئيسية:

  1. انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي سيطرت عليها في الأشهر الأخيرة، خصوصاً في الجنوب السوري قرب مرتفعات الجولان.
  2. إعادة تفعيل المنطقة العازلة منزوعة السلاح التي نصت عليها اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، والتي كانت تفصل بين الجيشين السوري والإسرائيلي.
  3. وقف الغارات الجوية والتوغلات البرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، والتي تصاعدت وتيرتها منذ سقوط نظام بشار الأسد.

لكن المفاوضات، بحسب المصادر، لم تتطرق إطلاقاً إلى مصير هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 وأعلنت ضمها عام 1981، ثم اعترف بها ترامب كأرض إسرائيلية في العام 2019.

وقال مصدر سوري مطلع على موقف دمشق لرويترز: "هذا الملف مُؤجّل للمستقبل، ولا أحد في دمشق مستعد للمسّ به الآن، لا من الناحية السياسية ولا الشعبية”. 

حالة حرب مستمرة منذ 76 عاماً

رغم الهدنات المتقطعة، لا تزال سوريا وإسرائيل في حالة حرب من الناحية القانونية منذ تأسيس إسرائيل عام 1948. ولا تعترف سوريا بدولة إسرائيل رسمياً، ولم تُبرم بينهما أي معاهدة سلام، على عكس مصر والأردن.

لكن التحول الدراماتيكي جاء في 8 ديسمبر الماضي، عندما ألغت إسرائيل – رسمياً – التزامها باتفاقية 1974، في اليوم نفسه الذي أطاح فيه هجوم للمعارضة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد.

وعقب ذلك، ضربت إسرائيل أهدافاً عسكرية سورية، وأرسلت قواتها إلى مسافة لا تتجاوز 20 كيلومتراً من دمشق، في خطوة وصفها مراقبون بأنها "إعادة رسم للخطوط الحمراء".

وخلال المفاوضات المغلقة، أظهرت إسرائيل – بحسب المصادر – تردداً كبيراً في التخلي عن أي من المكاسب التي حققتها على الأرض.

وقال مصدر أمني إسرائيلي لرويترز: "الولايات المتحدة تضغط على سوريا لتسريع اتفاق أمني… هذا أمر شخصي لترامب".

وأضاف: "يريد أن يظهر نفسه كمهندس لنجاح دبلوماسي كبير في الشرق الأوسط… لكن إسرائيل لا تقدم الكثير".

ولم ترد مكاتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر – الذي يقود المفاوضات – على استفسارات رويترز.

كما اكتفى مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بالقول إن واشنطن "تواصل دعم أي جهود تحقق استقراراً وسلاماً دائماً بين إسرائيل وسوريا وجيرانها"، دون الإجابة على سؤال محدد حول نيّة الإعلان عن "اختراق" خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

أزمة الثقة: جوهر العقبة

وتواجه المحادثات عجزاً حاداً في الثقة المتبادلة. فإسرائيل تعرب علناً عن عدائها للحكومة السورية الجديدة بقيادة رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، مستندة إلى خلفيته الجهادية السابقة، وتعمل على إقناع واشنطن بإبقاء سوريا دولة ضعيفة ولا مركزية.

لكن واشنطن، وفقاً للمصادر، تشجع المفاوضات، سعياً لتوسيع دائرة الدول التي وقّعت اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل في إطار “اتفاقيات إبراهيم” خلال ولاية ترامب الأولى.

بدأت الاتصالات الاستكشافية في أبوظبي عقب زيارة الشرع للإمارات في نيسان/أبريل، ثم عُقدت جولة مفاوضات في باكو عاصمة أذربيجان في يوليو.

لكن المحادثات شهدت اضطراباً حاداً بعد أيام، عندما نشرت القوات السورية قواتها في منطقة السويداء لقمع اشتباكات طائفية بين ميليشيات بدوية ودرزية. واعتبرت إسرائيل هذا التحرك انتهاكاً للمنطقة العازلة، وردّت بقصف مبنى وزارة الدفاع في دمشق. واتهمها الشرع بأنها “تبحث عن ذرائع للتدخل في الجنوب السوري”.

وأنهى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشنطن أعمال العنف، واستؤنفت المفاوضات في باريس في أغسطس – وهي المرة الأولى التي تعترف فيها سوريا علناً بإجراء محادثات مباشرة مع إسرائيل.

لكن أجواء الجلسة، كما وصفها مصدران سوريان ودبلوماسي غربي لرويترز، كانت مشحونة بالتوتر وانعدام الثقة. وقال أحدهم: “لم يكن هناك حديث عن سلام… بل عن إدارة توتر”.

تضرر مبنى وزارة الدفاع السورية بشدة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية المزعومة في دمشق ، سوريا ، الأربعاء ، 16 يوليو ، 2025
تضرر مبنى وزارة الدفاع السورية بشدة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية المزعومة في دمشق ، سوريا ، الأربعاء ، 16 يوليو ، 2025 Ghaith Alsayed/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.

نموذج مصري… لكن بدون الجولان

يتبع المفاوضون نهجاً مرحلياً مستوحى من الاتفاق المصري-الإسرائيلي الذي أفضى إلى تطبيع العلاقات عام 1980، والذي تضمن إعادة سيناء لمصر مقابل السلام.

لكن ستة مصادر أكدت لرويترز أن إسرائيل لن تتنازل – حتى على المدى الطويل – عن الجولان، التي اعترف بها ترامب من جانب واحد كأرض إسرائيلية خلال ولايته الأولى.

بل إن إسرائيل، بحسب المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث لرويترز، قدمت عبر المبعوث الأمريكي الخاص توماس باراك، اقتراحاً يقضي بانسحابها من جنوب سوريا مقابل تخلي الشرع رسمياً عن مطالبه بالجولان.

وردّ المسؤول الإسرائيلي: "تشير إشاراتنا عبر الأمريكيين إلى أن هذا الاقتراح غير قابل للتنفيذ".

وقال مسؤول سوري لرويترز إن الشرع يدرك تماماً أن "أي تنازل عن الجولان يعني نهاية حكمه"، وأبلغ باراك بأن أي اتفاق أمني يجب أن يستند حصراً إلى خطوط عام 1974.

ورغم استعداده لتسريع المفاوضات لإرضاء واشنطن، يبقى الشرع متردداً، بحسب ضابط استخبارات غربي والمسؤول الإسرائيلي ومصدر سوري. وقد أبلغ براك صراحةً أن “الظروف غير مهيأة لاتفاق سلام شامل… فعناصر الثقة الأساسية غير موجودة”.

وقال مسؤول أمريكي كبير لرويترز إن ترامب أبلغ الشرع خلال لقائهما في الرياض في مايو: “أتوقع من سوريا أن تعمل من أجل السلام والتطبيع مع إسرائيل وجيرانها”.

وأضاف: “الإدارة تدعم هذا الموقف بنشاط… الرئيس يريد السلام في كل الشرق الأوسط”.

إسرائيل تفرض واقعاً جديداً

ووفقا للوكالة يجد الشرع نفسه محاصراً بين ضغوط متناقضة. فمن جهة، تثير التوغلات الإسرائيلية ودعمها للطائفة الدرزية غضباً شعبياً سورياً عارماً ضد أي تقارب مع تل أبيب – وهو عامل يُثقل كاهله.

ومن جهة أخرى، تمثل التحركات الإسرائيلية على الأرض تهديداً مباشراً لدمشق، ما يجعل إبرام اتفاق لتخفيف التصعيد ضرورة استراتيجية ملحة.

وقال ضابط عسكري سوري متمركز قرب الحدود لرويترز – طلب عدم الكشف عن هويته – إن دوريات الجيش السوري في الجنوب “تتجنب تماماً أي مواجهة مع القوات الإسرائيلية”، التي تقوم بانتظام بعمليات تفتيش في القرى، تشمل جمع بيانات الأسر والبحث عن أسلحة.

قال أحد المقربين من الشرع لرويترز – شريطة عدم الكشف عن هويته – إن الأخير “حريص جداً على تجنّب استفزاز إسرائيل… فهو يدرك حجم الدمار الذي يمكن أن تسببه”. وأضاف: “تجنب المواجهة هو حجر الزاوية في خطته لإعادة البناء والحكم”.

درزي من سوريا وإسرائيل يحتجون على الحدود الإسرائيلية السورية ، في مجدل شمس في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل ، الأربعاء 16 يوليو 2025 ،
درزي من سوريا وإسرائيل يحتجون على الحدود الإسرائيلية السورية ، في مجدل شمس في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل ، الأربعاء 16 يوليو 2025 ، Leo Correa/Copyright 2025 The AP. All rights reserved.

الدروز: ورقة إسرائيل الرابحة

عزّزت التطورات في السويداء من موقف إسرائيل. فبعد اتهام القوات السورية بارتكاب عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين دروز، بدأ قادة الطائفة يطالبون باستقلال ذاتي وإنشاء “ممر إنساني” يربط الجولان بالسويداء – وهو ما يتناقض جذرياً مع تعهد الشرع بمركزية السيطرة على الدولة.

وقال شخصيتان درزيتان كبيرتان – طلبتا عدم الكشف عن هويتهما – لرويترز إنه منذ اندلاع القتال في السويداء، "بدأت إسرائيل تساعد على توحيد الفصائل الدرزية المتناحرة، وسلّمتها أسلحة وذخائر".

وأضاف القائدان الدرزيان ومصدر استخباراتي غربي أن إسرائيل "تدفع رواتب لعدد كبير من المقاتلين الدرز، والذين يقدّر عددهم بحوالي 3000 مقاتل".

ولم تتمكن رويترز من التحقق المستقل من هذه الادعاءات. ولم ترد مكاتب نتنياهو وديرمر على الأسئلة المتعلقة بدعم الميليشيا الدرزية.

وفي باريس، رفض وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني – بحسب مصدر سوري مطلع – فكرة "الممر الإنساني"، معتبراً أنها "تنتهك السيادة السورية".

واتفق الجانبان، رغم الخلافات، على أن "استقرار الجنوب السوري ضروري لمنع عودة عملاء إيرانيين أو من حزب الله أو فصائل فلسطينية مسلحة" – وهي أعداء مشتركون. ووافقت إسرائيل على السماح لقوات وزارة الداخلية السورية بنشر نقاط تفتيش في السويداء.

وقال مصدر سوري لرويترز: "كلا الطرفين يختبران أرضية مشتركة… لا أحد يريد حرباً الآن".

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

اجتماع ثلاثي في دمشق يُطلق خارطة طريق لحل أزمة السويداء بدعم أمريكي-أردني

مئات اليمنيين يشاركون في جنازة الصحفيين الذين قتلتهم غارات إسرائيل على صنعاء

55 سنة على "أيلول الأسود": كيف نجح الملك حسين في هزيمة فدائيي منظمة التحرير الفلسطينية؟