Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

"عملية النظام الجديد"... تفاصيل جديدة تكشف كيف تسلل الموساد إلى قلب الضاحية ومهَّد لاغتيال نصرالله

مقطورة تحمل التوابيت التي تحتوي على جثث زعيم حزب الله السابق حسن نصر الله وابن عمه وخليفته هاشم صفي الدين
مقطورة تحمل التوابيت التي تحتوي على جثث زعيم حزب الله السابق حسن نصر الله وابن عمه وخليفته هاشم صفي الدين حقوق النشر  Hassan Ammar/Copyright 2025 The AP. All rights reserved
حقوق النشر Hassan Ammar/Copyright 2025 The AP. All rights reserved
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قبل أيام من الذكرى الأولى لاغتيال حسن نصرالله، تفاصيل جديدة عن "عملية النظام الجديد"، موضحة أن عملاء الموساد تسللوا إلى قلب الضاحية وزرعوا أجهزة توجيه مكّنت الطائرات الإسرائيلية من تنفيذ الضربة التي مهدت لاغتياله داخل مخبئه المحصن.

اعلان

قبل أيام من حلول الذكرى الأولى لاغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله في 27 أيلول/سبتمبر، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نقلاً عن تسريبات لمسؤولين أمنيين إسرائيليين، تفاصيل جديدة حول عملية الاغتيال.

واعتبر التقرير أن عملية "البيجر" التي عطلت اتصالات حزب الله كانت أسهل تحضيرًا مقارنة بالمهمة الأصعب التي نفذها عملاء الموساد ميدانيًا، وقد حملت اسم "النظام الجديد"، وأدت إلى مقتل نصرالله مع عدد من القيادات داخل مخبئه المحصن في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت.

ليست مجرد غارة

وبحسب التسريبات التي أوردتها الصحيفة، فإن العملية لم تكن مجرد غارة جوية عابرة، بل جاءت نتيجة شهور من التخطيط الاستخباراتي والعسكري الدقيق، ونُفذت ميدانيًا في بيئة محفوفة بالمخاطر، معتمدة على تقنيات لم يُستخدم مثلها بهذا المستوى من الدقة في أي ساحة لبنانية من قبل.

مهمة انتحارية تحت القصف

وفق ما ورد في التقرير، تسلل فريق من عملاء الموساد في أيلول/سبتمبر 2023 إلى حي حارة حريك، بينما كانت السماء تمطر قنابل إسرائيلية. الشوارع كانت شبه خالية باستثناء حراس الحزب الذين أجبرهم القصف على الاحتماء.

لم يكن هدف الفريق جمع معلومات، بل زرع أجهزة توجيه دقيقة فوق مبنى يغطي مجمعًا تحت الأرض يُعتبر المقر القيادي الأكثر سرية لحزب الله.

المصادر أكدت أن العملاء كانوا يدركون أن أي خطأ يعني نهاية مؤكدة لهم، وللفرصة الاستراتيجية التي وُصفت بأنها "لا تُعوّض". حتى أنهم طلبوا من مركز القيادة تعليق القصف الجوي لحظة التسلل، لكنهم تلقوا أوامر معاكسة: "الغارات ستُكثف… حتى يضطر الحراس للاختباء".

وتحت هذا الغطاء الناري، نجحوا في زرع الأجهزة في المواقع المحددة، ثم انسحبوا من دون أن يُكتشف أمرهم.

المخبأ الذي اعتُبر حصناً منيعاً

التسريبات أشارت إلى أن المبنى المستهدف في قلب حارة حريك كان يغطي مجمعًا تحت الأرض صُمم ليكون مركز القيادة الاستراتيجية لحزب الله، مجهزًا بأنظمة اتصالات متطورة، ومربوطًا مباشرة بغرف عمليات إيرانية في طهران ودمشق.

المعلومات الاستخباراتية التي وصلت إلى إسرائيل أشارت إلى أن نصرالله كان يخطط للاجتماع هناك مع الجنرال الإيراني عباس نيلفروشان، وقائد الجبهة الجنوبية علي كركي، الذي كان يُعتبر أبرز المرشحين لخلافته. الاجتماع لم يكن روتينيًا، بل جزءًا من رسم سيناريوهات "ما بعد التصعيد الإقليمي"، ما جعله هدفًا لا يمكن تفويته.

تكنولوجيا من عالم الخيال

وبحسب ما كشفته "يديعوت أحرونوت"، فإن الأجهزة التي زرعها عملاء الموساد، وكذلك القنابل التي استُخدمت لاحقًا، كانت نتاج مشروع سري مشترك بين وزارة الدفاع الإسرائيلية، وحدات التكنولوجيا المتقدمة، وشركتي رافائيل وإلبيت.

هذه الأنظمة طُورت قبل عام تقريبًا من العملية، وصُممت لاختراق طبقات صخرية وأسمنتية عميقة بدقة مترية. الهدف لم يكن تدمير المبنى فحسب، بل الوصول إلى الغرفة المحصنة تحت الأرض مباشرة. وأي انحراف ولو بمتر واحد كان يعني بقاء من في الداخل أحياء.

83 قنبلة في دقائق

في مساء 27 أيلول/سبتمبر 2023، عند الساعة 6:20، أقلعت عشر طائرات حربية إسرائيلية من طراز F-15I وF-16I محملة بـ83 قنبلة خارقة للتحصينات تُعرف باسم "البرد الثقيل" (BLU-109).

المصادر أشارت إلى أن الخطة الأصلية كانت تقتصر على نصف هذا العدد، لكن وزير الدفاع حينها يوآف غالانت أصر على مضاعفة الحمولة قائلاً: "إما أن نضمن مقتله… أو لا نضرب أصلًا".

سقطت القنابل تباعًا في تتابع دقيق، لتصيب المخبأ إصابة مباشرة. النتيجة كانت مقتل نصرالله، ونيلفروشان، وكركي، إضافة إلى عناصر آخرين من كوادر الحزب الذين كانوا في الموقع.

الخداع الاستراتيجي

أحد العناصر الحاسمة التي أوردتها التسريبات كان "الخداع التدريجي". فقد سبقت الضربة سلسلة عمليات متباعدة: اغتيال المستشار العسكري فؤاد شكر في تموز/يوليو 2024، ثم تعطيل شبكات الاتصال عبر عملية "البيجر"، ثم تدمير مخازن صواريخ في الشمال.

لكن نصرالله ظل مقتنعًا أن إسرائيل "لن تجرؤ" على استهدافه مباشرة، متمسكًا بمعادلة "شبكة العنكبوت" التي ترى إسرائيل قوية عسكريًا لكنها هشة سياسيًا ونفسيًا. إلا أن هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر قلب هذه الحسابات، وفق التسريبات، وجعل من قرار استهدافه مسألة "لن تتكرر" في عقل القيادة الإسرائيلية.

صور تظهر الزعيم السابق لحزب الله حسن نصر الله، في الوسط إلى اليسار، وابن عمه وخليفته هاشم صفي الدين، خلال مراسم جنازتهما في استاد المدينة الرياضية في بيروت
صور تظهر الزعيم السابق لحزب الله حسن نصر الله، في الوسط إلى اليسار، وابن عمه وخليفته هاشم صفي الدين، خلال مراسم جنازتهما في استاد المدينة الرياضية في بيروت Hassan Ammar/Copyright 2025 The AP. All rights reserved

قرار من نيويورك

ظلت الموافقة النهائية على التنفيذ معلقة حتى اللحظة الأخيرة. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان في طريقه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تلقى تحديثًا استخباراتيًا عاجلًا يُحذر من أن الفرصة قد لا تعود. وبعد استشارة هاتفية من فندقه في نيويورك، أعطى الضوء الأخضر، لتبدأ العملية خلال أقل من ساعة.

تداعيات الضربة

بعد أسبوع فقط من مقتل نصرالله، لقي خليفته المُعلن هاشم صفي الدين مصرعه في ضربة مشابهة. ثم تولى نعيم قاسم قيادة الحزب، لكنه، وفق الرواية الإسرائيلية، يفتقد إلى الكاريزما والوزن الإقليمي الذي كان يتمتع به نصرالله.

ورغم أن الاغتيال شكّل نقطة تحول استراتيجية، إلا أن حزب الله لا يزال يحتفظ بقدرات عسكرية كبيرة شمال نهر الليطاني، تشمل صواريخ دقيقة وطائرات مسيّرة.

وهو ما جعل مسؤولًا استخباراتيًا إسرائيليًا يصرّح للصحيفة: "انتهت قصة نصرالله… لكن قصة حزب الله لم تنتهِ بعد".

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

اليوم 716 للحرب: قصف مستمر على غزة.. والإعلان عن تشكيل جبهة موحدة ضد نتنياهو وحكومته

تحذير: استنشاق الماريغوانا قد يضاعف خطر الإصابة بالربو

نعيم قاسم يدعو السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع حزب الله: لحوار يجمّد خلافات الماضي ويؤمّن المصالح