وسط ركام الحرب في غزة، تبدو الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية بعيدة عن هموم السكان اليومية. بالنسبة إلى النازحين، الأولوية تبقى وقف الحرب لا أكثر.
في نهاية الأسبوع، أعلنت المملكة المتحدة وأستراليا وكندا اعترافها رسمياً بالدولة الفلسطينية، وتبعتها دول أوروبية عدة بينها فرنسا، لكن هذه الخطوة لم تمنح سكان قطاع غزة ما يتطلعون إليه.
يقول فلسطينيون نازحون إن الاعتراف بدولة فلسطينية لا يبدّل واقعهم القاسي في القطاع المحاصر، حيث تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ ما يقارب عامين.
أديب أبو خالد، النازح من مدينة غزة، يعبّر عم موقفه بوضوح لوكالة "أسوشيتد برس": "ما يهمنا هو أن تتوقف الحرب. نريد أن نعيش حياة طبيعية"، مضيفًا: "الناس يعانون ويصرخون ولا يجدون مكاناً للجلوس. نحن نعيش مجاعة حقيقية، والناس أُهينوا ولم يعد لهم مأوى".
من جهته، يقول مراد بنات من مخيم البريج: "الجميع يشاهدنا كأننا مسرحية… مثل المسلسلات التلفزيونية، كل يوم مسلسل بعد آخر. لا أحد يهتم بنا. لا نريد مساعدات ولا طعامًا أو شرابًا، نريد أن نعيش مثل بقية العالم".
ويتابع: "ما ذنب الأطفال أن يعيشوا في مذلة؟ لا يذهبون إلى المدارس ولا يعيشون حياة طبيعية. عندما نذهب إلى الطبيب لا نجد دواء، حتى في المستشفيات".
أما النازح محمود الراعي، فيقول: "الواقع لا يزال كما هو. حتى لو اعترف العالم أجمع بدولة فلسطينية، واليهود يريدون إبادتنا، نموت ببطء. لا أحد يعترف بنا".
تصاعد الغضب العالمي
كانت هيئات أممية ومنظمات دولية، بينها منظمة الصحة العالمية واليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي والفاو، قد أعلنت عن تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، معتبرة أن ما يجري يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وقد عمّقت تحذيرات كهذه عزلة إسرائيل وعرّضت مكانتها الدولية للاهتزاز حتى في صفوف حلفائها. وفي المقابل، ترفض الدولة العبرية هذه الاتهامات، معتبرة أنها "معاداة للسامية"، وزاعمةً التزامها بالقانون الدولي وتشجيعها المدنيين في غزة على الإجلاء قبل أي عملية عسكرية واسعة.
ومع استمرار الحرب التي دخلت شهرها الثالث والعشرين، يرتفع الغضب العالمي اتجاه إسرائيل، في ظل كارثة إنسانية أودت بحياة عشرات الآلاف ودمّرت معظم القطاع. وقد أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، نصفهم تقريباً من النساء والأطفال، فيما أثارت الهجمة الأخيرة على أكبر مدن القطاع إدانات أوروبية إضافية.