أسفر اقتحام مسلّح لحورات عمورين بريف حماة الغربي عن مقتل شخص وإصابة آخرين، وسط مخاوف من تكرار مجازر الساحل، على خلفية اختطاف عنصر أمني، فيما استنكر أهالي نهر البارد الاختطاف ودعوا لوقف أي عمل يُهدد السلم الأهلي.
شهد ريف حماة الغربي، خلال الساعات الماضية، تصعيداً أمنياً غير مسبوق، تمثّل باقتحام مسلحين لقرية حورات عمورين في منطقة سهل الغاب، ما أسفر عن إصابة 11 مدنياً، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفيما أكدت مصادر محلية من القرية لـ"يورونيوز"،أن الوضع بدأ يتجه نحو الهدوء بعد تدخل قوات الأمن العام، التي أخرجت الفصائل المسلحة من القرية.
وأكدت المصادر أن المسلحين قتلوا شخصاً وأصابوا 3 آخرين، وسرقوا دراجات نارية تعود لأهالي المنطقة.
وكان المرصد السوري أفاد في وقت سابق، بأن قرى وبلدات ريف حماة الغربي ومنها "حورات عمورين، نهر البارد، عين الورد، الرميلة، عين الكروم، ساقية نجم، وعين وريدة" شهدت انتشاراً أمنياً مكثفاً خلال الساعات الماضية، شمل تحركات لآليات عسكرية، ونصب حواجز طيّارة، وعمليات تفتيش واعتقال للمارة.
كما أفاد المرصد، نقلاً عن مصادر أهلية، بدخول رتل عسكري تابع لوزارة الدفاع إلى قريتي "عين الورد والرميلة"، ضمّ نحو 100 آلية رباعية الدفع.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر الرتل قاموا بأعمال ترهيب ضد السكان، تضمنت إطلاق نار عشوائي، وشتائم، وضرب وإهانة عدد من المدنيين، فضلاً عن اعتقال آخرين.
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب تداول شريط مصوّر حصل "المرصد السوري" على نسخة منه، يظهر تعذيب عنصر أمني من مرتبات "الفرقة 74"، ينحدر من جبل الزاوية بريف إدلب، على يد مسلحين ينتمون لما يُعرف بـ"سرايا كميت قاسم"، بعد اختطافه في منطقة سلحب يوم أمس.
وأوضح المرصد أن المسلحين زعموا أن التعذيب الذي شمل الضرب والصعق الكهربائي بطرق وحشية جاء رداً على حادثة اغتصاب الشابة "روان أسعد" في قرية حورات عمورين قبل أيام.
وفي سياق متصل، أصدر أهالي ووجهاء قرية "نهر البارد" بياناً مصوراً استنكروا فيه عملية الخطف، ودعوا الخاطفين إلى تحرير العنصر الأمني فوراً، محذّرين من أن "هذا العمل وأمثاله يُسبب فتنة في المنطقة، وسيدفع ثمنها الأبرياء فقط".
وأكدوا في بيانهم أنهم "مع أي جهد يحفظ كرامات وأعراض ودماء السوريين كافة".
وبحسب شهادات متقاطعة من أهالي قرى سهل الغاب حصلت عليها "يورونيوز" تمكنت قوات الأمن العام من التصدي لهجوم الفصائل المسلحة على القرى فيما جرت انتهاكات في حورات عمورين.
وأضافت المصادر المحلية: أن "هناك مخاوف من يتكرر سيناريو الساحل السوري في آذار الماضي من العام الجاري اذاما تم التعامل بحزم مع هذه الانتهاكات وترويع المواطنين مطالبين بتشديد الامن حول القرى".
من جهة أخرى، أشار المرصد السوري إلى أن مدينة طرطوس شهدت في 22 أيلول/سبتمبر الجاري انتشاراً أمنياً ملحوظاً تزامناً مع دخول رتل تابع للأمن العام إلى وسط المدينة.
وأضاف المرصد، نقلاً عن مصادر محلية، أن بعض العناصر المشاركين في الرتل رددوا هتافات ذات طابع طائفي، من بينها عبارة: "صبرا يا علوية بالذبح جئناكم"، ما أثار حالة من التوتر والقلق بين السكان.
وأكد المرصد السوري أن هذا الانتشار الأمني يأتي وسط تصاعد في وتيرة الاستهدافات المسلحة التي طالت خلال الأيام الماضية عدة ثكنات ونقاط عسكرية في المحافظة، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك الهجمات.