قال مسؤول رفيع في كوريا الجنوبية، الخميس، إن كوريا الشمالية تدير حاليًا أربع منشآت لتخصيب اليورانيوم، مضيفًا بذلك إلى التقديرات الدولية التي تشير إلى وجود عدة منشآت نووية سرية إلى جانب الموقع المعروف بالقرب من العاصمة بيونغ يانغ.
وأوضح وزير شؤون إعادة التوحيد الكوري الجنوبي، تشونغ دونغ-يونغ، أن أجهزة الطرد المركزي في المنشآت الأربع، بما في ذلك موقع يونغبيون الشهير على بعد 60 ميلاً شمال بيونغ يانغ، تعمل بشكل يومي، مشددًا على أهمية وقف البرنامج النووي الشمالي بشكل عاجل. ولم يفصح الوزير عن مواقع المنشآت النووية الأخرى غير المعلنة.
حجم مخزون اليورانيوم النووي
وأشار تشونغ إلى تقديرات تفيد بأن كوريا الشمالية تمتلك نحو 4,400 رطل من اليورانيوم عالي التخصيب، موضحًا في البداية أن هذا الرقم مستند إلى معلومات استخباراتية، لكنه تم توضيحه لاحقًا بأنه مستند إلى تقييم خبراء مدنيين. ويشير هذا الرقم، إذا تم تأكيده، إلى زيادة حادة في مخزون المواد النووية لدى بيونغيانغ.
وقال تشونغ "وفقا لتقديرات خبراء من بينهم اتحاد العلماء الأميركيين (FAS) فإن كوريا الشمالية تمتلك حاليا نحو 2000 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 90 % أو أعلى".
وأضاف للصحافيين "في هذه اللحظة بالذات فإن أجهزة الطرد المركزي لليورانيوم في الشمال تعمل في أربعة مواقع".
وأوضح أن "ما بين خمسة وستة كيلوغرامات فقط من البلوتونيوم تكفي لصنع قنبلة نووية واحدة"، مضيفا أن ألفي كيلوغرام من اليورانيوم المخصب على هذا المستوى، والذي يمكن تخصيصه لإنتاج البلوتونيوم فقط، سيكون "كافيا لصنع عدد هائل من الأسلحة النووية".
وشدد تشونغ على أن "وقف التطوير النووي لكوريا الشمالية مسألة ملحة"، معتبرا في الوقت عينه بأن العقوبات لن تكون فعالة، وأن الحل الوحيد يكمن في قمة بين بيونغ يانغ وواشنطن.
مقارنة بالبيانات السابقة
في عام 2018، قدرت أبحاث جامعة ستانفورد، بقيادة الفيزيائي النووي سيغفريد هيكر الذي زار مجمع يونغبيون، أن كوريا الشمالية تمتلك بين 550 و1,100 رطل من اليورانيوم عالي التخصيب، ما يكفي لصناعة 25 إلى 30 سلاحًا نوويًا.
منشآت البلوتونيوم واليورانيوم
يمكن إنتاج الأسلحة النووية باستخدام اليورانيوم عالي التخصيب أو البلوتونيوم، وتملك كوريا الشمالية منشآت لإنتاج كلا النوعين في يونغبيون. وقد أظهرت صور حديثة ما قالت كوريا الشمالية إنه منشأة لتخصيب اليورانيوم، في أول كشف من نوعه منذ عام 2010، إلا أن تفاصيل الموقع لا تزال غير معلنة.
صعوبة الرصد الخارجي
ويعتقد خبراء أن كوريا الشمالية بنت منشآت إضافية لتخصيب اليورانيوم في إطار مساعي كيم لتوسيع ترسانتها النووية. وتشير طبيعة منشآت البلوتونيوم الكبيرة والمولدة للحرارة إلى سهولة كشفها، على عكس منشآت اليورانيوم الصغيرة التي يمكن إخفاؤها وتشغيلها سرًا تحت الأرض.
تقديرات عدد الأسلحة النووية
ومن شبه المستحيل التأكد من عدد الأسلحة النووية التي صنعتها كوريا الشمالية اعتمادًا على المواد الانشطارية. ففي 2018، أفاد مسؤول كوري جنوبي أن بيونغ يانغ قد صنعت بين 20 و60 سلاحًا نوويًا، لكن بعض الخبراء يعتقدون أن العدد يتجاوز 100. وتتراوح التقديرات السنوية لعدد القنابل التي يمكن إضافتها بين 6 و18 قنبلة.
توقف الدبلوماسية الدولية
توقفت جهود الدبلوماسية الدولية لإنهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية منذ 2019، بعد فشل قمم كيم وترامب دون التوصل لاتفاق. آنذاك، عرض كيم تفكيك مجمع يونغبيون مقابل تخفيف شامل للعقوبات، لكن الجانب الأمريكي رفض، باعتباره خطوة محدودة لا تشمل باقي الأسلحة والمرافق النووية.
تكثيف التجارب النووية واستمرار التوتر
ومنذ ذلك الحين، تجنب كيم أي مفاوضات مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وركز على تجارب الأسلحة وتحسين صواريخه النووية. ورغم تصريحات ترامب المتكررة برغبته في استئناف الحوار.
وصرح الزعيم الكوري الشمالي هذا الأسبوع بأنه منفتح على محادثات مع الولايات المتحدة شرط أن تحتفظ بيونغ يانغ بترسانتها النووية، وفقا لتقرير لوكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.
الترسانة النووية وسلاح النفوذ
يرى المحللون أن كيم يعتبر ترسانته النووية الموسعة وسيلة للحصول على نفوذ أكبر في أي محادثات مستقبلية، حيث يسعى للحصول على تخفيف شامل للعقوبات وتحسين العلاقات مع واشنطن مقابل تنازلات جزئية في برنامجيه النووي والصاروخي.
بدوره تعهد رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ الذي تولى منصبه في حزيران/يونيو، باتباع نهج أكثر انفتاحا تجاه بيونغ يانغ مقارنة بسلفه المتشدد يون سوك يول.
ووعد لي الثلاثاء في الأمم المتحدة بالعمل على وضع حد لـ"الحلقة المفرغة" للتوترات مع كوريا الشمالية وعدم السعي لتغيير النظام فيها.