الاتهام الموجّه إلى جون بولتون يتمثل في الكشف والاحتفاظ بشكل غير قانوني بوثائق تتعلق بالدفاع الوطني الأميركي، إذ يُشتبه في أنه شارك معلومات سرية مرتبطة بالأمن القومي مع أشخاص غير مخوّلين بالاطلاع عليها، واحتفظ بها في مواقع أو حسابات غير آمنة.
عاد جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الأولى، إلى دائرة الضوء بعد أن دفع ببراءته من تهم تتعلق بكشف والاحتفاظ بوثائق دفاعية حساسة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام أميركية. بولتون، البالغ من العمر 76 عامًا، كان أحد أبرز الشخصيات في إدارة ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، قبل أن يتحول لاحقًا إلى أحد أشد منتقديه.
لائحة اتهام جديدة تطال أحد أبرز منتقدي ترامب
هيئة محلفين في ولاية ماريلاند، قرب العاصمة واشنطن، وجهت إلى بولتون الخميس 16 تشرين الأول/أكتوبرلائحة اتهام رسمية، ليصبح بذلك ثالث شخصية بارزة تُلاحق قضائيًا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام. وفي بيان صدر مساء الخميس عقب الإعلان عن الاتهام، قال بولتون :"لقد أصبحت أحدث هدف لتوظيفه وزارة العدل لملاحقة من يعتبرهم أعداءه باستخدام اتهامات تم استبعادها سابقا أو تحرّف الحقائق".
من كاتب ناقد إلى متهم رسمي
في حزيران/يونيو 2020، أصدر بولتون كتابًا أثار جدلاً واسعًا بعنوان "الغرفة التي شهدت الأحداث"، استعرض فيه الأشهر السبعة عشر التي قضاها في البيت الأبيض، ووصف خلالها دونالد ترامب بأنه "غير مؤهل" لقيادة الولايات المتحدة. الكتاب أثار غضب ترامب وإدارته، حتى إن البيت الأبيض حاول عبثًا منعه من النشر، مشيرًا إلى "مخاوف تتعلق بالأمن القومي".
خلفية الاتهامات: وثائق سرية ومراسلات إلكترونية
الاتهامات الموجهة إلى بولتون تتضمن "إساءة استخدام منصبه كمستشار للأمن القومي من خلال مشاركة أكثر من ألف صفحة من الوثائق حول أنشطته اليومية" مع شخصين مقربين منه لم يكن لديهما تصريح أمني، يُعتقد أنهما زوجته وابنته.
وتشير لائحة الاتهام إلى أن بولتون شارك هذه المعلومات عبر حسابات بريد إلكتروني شخصية غير آمنة. وأفادت الوثائق أن أحد هذه الحسابات تعرض للاختراق في تموز/يوليو 2021 بعد مغادرته المنصب، على يد قرصان إلكتروني يُعتقد أنه مرتبط بإيران، الدولة التي طالما دعا بولتون إلى اتخاذ موقف متشدد تجاهها.
لكن وفق المدعين، لم يبلغ بولتون السلطات مطلقًا بأنه استخدم هذا الحساب لمشاركة "معلومات تتعلق بالدفاع الوطني، بينها معلومات سرية". وفي آب/أغسطس الماضي، عثر مكتب التحقيقات الفدرالي خلال تفتيش منزله على وثائق إضافية تتعلق بالدفاع الوطني.
خلفيات سياسية
كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية وعوده بـ"الانتقام" من كل من يعتبرهم خصومًا شخصيين. وتضاف قضية بولتون إلى سلسلة من الملاحقات التي طالت مؤخرًا مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق جيمس كومي والمدعية العامة لولاية نيويورك ليتيتيا جيمس.