قاد العقيد مايكل راندريانيرينا تمردًا أطاح بالرئيس أندري راجولينا، وتسلّم الحكم بعد ستة أيام فقط، رغم سجنه سابقًا على خلفية تحرك عسكري.
شهدت مدغشقر تحولًا دراماتيكيًا في المشهد السياسي، بعد أن أصبح العقيد مايكل راندريانيرينا رئيسًا للبلاد، إثر تمرد نفّذه قبل أقل من أسبوع ضد الرئيس أندري راجولينا.
راندريانيرينا، الذي لم يكن معروفًا على نطاق واسع، أدى اليمين الدستورية يوم الجمعة 17 تشرين الأول/أكتوبر رئيسًا لمدغشقر، بعد أن قاد وحدات عسكرية تمرّدت على الحكومة وانضمت إلى موجة احتجاجات شبابية واسعة عمّت أنحاء البلاد.
من حاكم إلى متمرد
العقيد المنحدر من منطقة أندروي الجنوبية، إحدى أكثر مناطق مدغشقر فقرًا، شغل بين عامي 2016 و2018 منصب حاكم الإقليم، وقبلها كان قائدًا لكتيبة مشاة في منطقة أتسيمو أندريفانا المجاورة. طوال مسيرته، عُرف راندريانيرينا بانتقاداته العلنية للرئيس راجولينا، الذي أطيح به في الانقلاب الأخير.
سجن بتهمة التمرد
في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، اعتُقل راندريانيرينا قبل الانتخابات الرئاسية، بتهمة التخطيط لمحاولة تمرد. أُرسل إلى سجن تسيافاهي سيئ السمعة، لكنه قال لاحقًا إنه قضى معظم فترة احتجازه التي امتدت نحو ثلاثة أشهر في مستشفى عسكري، لا في الزنزانة.
وفي شباط/فبراير 2024، أُفرج عنه بعد أن حُكم عليه بالسجن سنة مع وقف التنفيذ بتهمة تقويض أمن الدولة، وذلك عقب إعادة انتخاب راجولينا لولاية ثانية.
ضابط "يعمل في الظل"
بعد الإفراج عنه، لم يُمنح راندريانيرينا أي موقع عسكري رسمي، إذ قال في مقابلات لاحقة إنه أمضى وقته "في البيت، يطبخ ويمارس كرة القدم".
وأضاف أنه وزميلًا له كانا يعملان "في الظل"، دون أن يوضح تفاصيل تلك المرحلة. ولا يُعرف على وجه الدقة متى تولى قيادة وحدة النخبة العسكرية المعروفة باسم "كابسَات"، التي تمردت أخيرًا على راجولينا وقادت الانقلاب.
لحظة الظهور
في السبت الماضي، انضم راندريانيرينا وجنوده إلى المتظاهرين المناهضين للحكومة، داعيًا علنًا إلى استقالة الرئيس. ظهوره بين الحشود، وهو يعتلي مدرعة وسط المتظاهرين في الساحة الرئيسية، شكّل نقطة التحول التي جعلت منه الزعيم الفعلي للانتفاضة بعد أن كانت بلا قيادة واضحة.
إدانات دولية
الانقلاب الذي حمل راندريانيرينا إلى سدة الحكم قوبل بإدانة من الأمم المتحدة، فيما أعلن الاتحاد الإفريقي تعليق عضوية مدغشقر، داعيًا إلى استعادة النظام الدستوري في البلاد.