يتوقع أن يوحّد قادة بلدان الاتحاد الأوروبي صفوفهم دعما لأوكرانيا أثناء قمة في بروكسل الخميس، يليها اجتماع للقادة الأوروبيين في لندن الجمعة لبحث الخطوات التالية لمساعدة كييف.
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة دول أوروبية كبرى، بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أن خط الجبهة الحالي بين القوات الروسية والأوكرانية يجب أن يكون "أساسًا" لمفاوضات السلام، بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف بعد الغزو الروسي في 2022.
في الوقت نفسه، تبرز مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب للوساطة بين موسكو وكييف.
صواريخ "توماهوك"
وفقًا لتقرير "وول ستريت جورنال"، شهد الاجتماع الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض توترًا كبيرًا ومشادات كلامية، حيث أبدى ترامب إحباطه من صعوبة التوصل إلى اتفاق، ورفض في بعض اللحظات الاطلاع على خرائط المعارك المقدمة من الجانب الأوكراني.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن أولويته الأساسية هي إنهاء الحرب بسرعة، مؤكّدًا في الوقت نفسه أن أوكرانيا لن تتلقى صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى في المستقبل القريب، وأنه لا يلتزم بأي نتيجة إقليمية محددة، بما في ذلك مستقبل منطقة دونباس الشرقية، التي تمثل محور النزاع الحالي.
من جهته، شدّد زيلينسكي على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطالب بالاستيلاء الكامل على منطقة دونباس، محذرًا من أن أي تنازل عن الأراضي سيكون بمثابة مدخل لمزيد من الهجمات الروسية. وأضاف أن موقف أوكرانيا في هذا الملف لا يزال ثابتًا ولم يتغير، في تأكيد على رفضها تقديم أي تنازلات.
دعم أوروبي موحّد لأوكرانيا
كتب القادة الأوروبيون في بيان مشترك: "ندعم بقوة موقف الرئيس ترامب بشأن ضرورة وقف القتال فورًا وأن يكون خط الاشتباك الحالي أساسًا للمفاوضات"، مؤكدين التمسك بمبدأ عدم تعديل الحدود الدولية بالقوة.
وشمل البيان توقيع كل من زيلينسكي، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إضافة إلى قادة كل من الدنمارك وفنلندا والنروج وبولندا.
ومن المتوقع أن توحّد قمة بروكسل المقررة الخميس صفوف القادة الأوروبيين لدعم أوكرانيا، تليها قمة في لندن الجمعة لمناقشة الخطوات التالية لتقديم الدعم العسكري والاقتصادي لمدينة كييف.
القرض الأوروبي الجديد وتسليح كييف
يبحث الاتحاد الأوروبي إمكانية تقديم قرض بقيمة 140 مليار يورو (163 مليار دولار) مموّل من أصول المصرف المركزي الروسي المجمّدة، وفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز" . واقترح المستشار الألماني فريدريش ميرتس تخصيص المبلغ بالكامل لتسليح أوكرانيا، ما يعكس اهتمام الدول الأوروبية بتعزيز موقف كييف على طاولة المفاوضات.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس: "نحن نرى جهود الرئيس ترامب لإحلال السلام، وكل هذه الجهود مرحب بها، لكن روسيا لا تريد السلام"، مشيرة إلى ضرورة تكثيف الضغط على الاقتصاد وقطاع الدفاع الروسي لدفع موسكو نحو وقف إطلاق النار.
"خط أحمر أوكراني"
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من العاصمة السلوفينية ليوبليانا أن أي تنازلات إقليمية في أوكرانيا "لا يمكن التفاوض عليها إلا من جانب زيلينسكي"، موضحًا أن أوكرانيا وحدها هي من تتخذ القرارات بشأن مصير أراضيها. ويأتي هذا التصريح رداً على اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين في بودابست، الذي لم يتضح بعد ما إذا كان زيلينسكي سيحضره.
وفي الوقت نفسه، شددت كييف على رفض أي ضغوط لتقديم تنازلات إقليمية.
تعليق موسكو على القمة المرتقبة
وفي سياق الوساطة الأمريكية، أكد الكرملين أنه لم يتم تحديد "جدول زمني دقيق" للقمة المنتظرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "لم يجر تحديد جدول زمني دقيق هنا بعد"، ما يعكس عدم اليقين حول موعد وتفاصيل اللقاء المتوقع بين الطرفين.